[الدكتور فهد بن سعود العصيمي]

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

نحمــد الله أن يســر لنــا وهيــأ لنــا مــن أمــرنا رشــدا، ويسرنـــي ويسعدنــي أن أقــدم لكــل متابــع لهــذا العلــم الشريــف، هــذه المقـــالات العلميــة المتخصصــة فــي علــم تعبيــر الرؤيــا، وأرجــو الله صــادقا أن تكـــون إضافـــة طيبــة لهـــذا العلــم الشريـــف، وأن ينفــع بهــا كاتبهـــا وقارئهـــا وناقلهـــا وناشـــرها، وأن يشــركهم فــي أجــر نشـــرها، وهذا انطــلاقا مــن حديـــث المصطفـــى صلــى الله عليـــه وآله وسلـــم:
( بلغــوا عنــي ولــو آيـــة، وحدثــوا عن بنــي إسرائيــل ولا حــرج، ومن كــذب علــي متعمــدا فليتبـــوأ مقعــده مــن النــار ). صحيــح البخــاري الجامــع الصحيــح 3461 .

لقــد أخـــذت مساحـــة الاهتمـــام بهـــذا العلــم بالاتســـاع، وبخاصـــة فـــي الفتـــرة الزمنيـــة الأخيـــرة، والمطلــع علــى هــذا الأمــر يسعـــده الاهتمــام بعلـــم شريــف جــاء عـــن الصــادق المصــدوق، ولكــن يســوؤه وجــود خلــط كبيـــر جــدا فيــه، بيــن الصحيـــح والمكـــذوب، وبيــن البــدع والخرافــات والسّنــة الصحيحــة النقيـــة فيــه، ولذا كــان لازمـــا علــى طلبــة العلــم، أن يبينــوا مــا اشتبــه فيــه، وأن يطـــردوا منــه الدّعِـــيّ والدّخيــل، بسيــف العلـــم الشرعـــي والنفســـي.

وتــزداد الحســرة لـــدى طلبـــة العلـــم، حيــن يجـــد كثيـــرا مـــن الدعـــاوى البــاطلــة، تُــردّدُ بكثـــرة علـــى مستـــوى وسائــل الإعــــلام، وأحيـــانا يرددهـــا بعـــض المنتسبيـــن للعلــــم، ســـواء ممـــن ينتســب للعلـــوم الشرعيـــة أو العلــــوم الإنسانيــــة الأخــــرى، بــل والمتـــابع لهـــذا العلـــم، يجـــد أحيـــانا بعـــض الاتهـــام لهـــذا العلـــم أو للمهتميـــن بــه، بأنهـــم يروجـــون لبــاطل، ويسهمـــون مــن خـــلال هــذا العلــم، لتغييـــب المعرفــة وزرع القلـــق فـــي نفـــوس النـــاس مـــن خـــلال إفزاعهــــم بالتعبيــــر المتشائـــم.

ولـــذا فقـــد توكلنـــــا علــــى الله، وبعــــد الاستخـــارة والاستشــــارة، ووضعنـــا هـــذه السلسلــــة مـــن المقــــالات المتنوعــــة فـــي هذا العلــــم، وجعلنـــاهـــا لمـــن أراد الاطــــلاع والفائــــدة والاستـــزادة مــن هــذا العلــــم الشرعــــي الكريـــم.

اللهــم اقبـــل منــا هــذا العمــل، واجعلـــه خالصـــا لوجهـــك الكريـــم، وآخـــر دعوانـــا أن الحمــد لله رب العالميــن.