[يمامة الوادي]

الملائكة تسبّح الله على مدار الساعة، كذلك جميع الكائنات..إلا هذا الإنسان! مطلوب منه أن يذكر الله في أوقات محددة _كحد أدنى_ ومع هذا لا يفعل!

رأيت الذنوبَ تميتُ القلوب** ويتبعُهـا الـذلّ إدمانـهـا //// وتركُ الذنوبِ حياةُ القلوب ** وخيرٌ لنفسـكَ عصيانـها

ما قد مضى يا نفسُ فاصطبري لهُ ** ولكِ الأمانُ من الذي لم يُقدَرِ /// وتحققي أنّ المقدّرَ كائنٌ ** يجري عليكِ حذرتِ أم لم تحذري !

مثل الناس كمثل الأشجار فيها الحلو ومنها الحامض ،وفيها النافع ومنها الضار ،وفيها ما يُشترى بالغالي ،ومنها ما لا يرغب فيه..من أي الأنواع أنت؟!

كلما عرّضتُ قلبي لنسائم القرآن ،وجهدتُ أن أعيشَ أجواء ما أقرأ : أشعرُ أن نفسي تتيقظ من غفلتها ، كأنها الأرض الهامدة انتعشت بوابل السماء !!

قال طفل لأطفال حوله: ما أقوله هو الحق وما يقوله غيري هو الباطل ،ولو كان هذا الغير آباؤكم وأمهاتكم! أعجب من هذا ما يقوله للأمة بعض المثقفين!

من الحماقة:أن يحتقر إنسان "ظفره" أنه ضئيل الحجم ،ومن ثم فلا خير فيه ! ونسي هذا أن العين على أهميتها ،يستحيل أن تقوم بدور الظفر! كذلك الناس!

لا يدع الإنسان شيئاً يحبه إلا حين يجد ما هو أفضل منه! ينسحب هذا على المعاصي!لن يدعها الإنسان إلا إذا وجد في حلاوة الطاعة ما يزهده في المعصية

المختصر المفيد: اللين مع الناس يستجلب محبتهم لك، والشدة معهم تستوجب نفورهم منك

إذا عمّت سكينةُ الإيمان أجواء قلبك: وجد طعم الإنس بالله، واستراح من همّ الهموم وقلق الحياة ، وذاق حلاوة الرضا عن ربه في كل ما يقدره له ..

إذا لم تهب على القلب نسمات السكينة، فإنه يبقى قلقاً مضطرباً كأنه البوصلة التي لا تستقر إبرتها ! فيلزم أن تعرض قلبك باستمرار لنفحات السماء.

أحيانا أجدني أطلق العنان لفكري فيجمح! جلست يوما أتخيل هذا العالم كله،وقد تضاعفت الجاذبية فيه! فإذا كل شيء متجمد في مكانه ! فجعلت أسبّح الله!

في الإنسان قوى كامنة، لكنها لا تخرج من تلقاء نفسها، يلزمك أن تبذل جهدا وتتعب لتصل إلى مفاتيح تفجير هذه القوى فيك، الكسالى لا حظ لهم في هذا

[قال لزميله: ما قولك لو دعوتك إلى عشاءمن لون كذا وكذا وكذا! فبكى الآخر فقيل: ما يبكيك؟ قال: شوقاً إليه! جعلنا الله وإياك من الواردين عليه!!]

العلمُ ينعش أقواماً فينفعهم** كالغيث يدركُ عيداناً فيحييها.. أقول:كذلك تفعل كلمات الحكمة ومجالس الوعظ ، ونصائح المخلصين ،وصحبة الصالحين...

إذا أردتَ أن تشحن قلبك بالإيمان ،وتجدد أشواق روحك إلا الملأ الأعلى ،وتمسك بمفاتيح تزكية نفسك: فعليك بالقرآن اجعله لك صاحبا ودع الناس جانبا!

من روائع دروس قصة يوسف_ وما أكثرها_ أن المحسن لا يضيع الله إحسانه ،ويفتح الله له أبوابا من حيث لا يحتسب ،ومن كاده فإنما يكيد له لا عليه !

تحدّث عن التوكل بطريقة غير صحيحة، فقلت له: إن الله قسم للطيور أرزاقها، لكنها لم تنم في أعشاشها اتكالاً على قسمته، بل خرجت خماصاً وعادت بطانا

ما عرفته البشرية حتى الآن عن أسرار هذا الكون وعجائبه ، لا يعدو أن يكون نقطة في بحر خضم مترامي الأطراف .. سبحان الخالق جل شأنه !

كلما زاد إقبالي على القرآن الكريم شعرتُ أن أفكاري تتوضأ ،وأن قلبي تهب عليه نسائم سماوية خالصة تزرع فيه النور ، وتمنحه فيض حيوية وحياة

اللهم قد ملكَ حبك قلبي ، فلم يعد له التفاتٌ إلا إليك ،ولا رغبة إلا فيك ، ولا طمع إلا فيما عندك، ولا طيب حياة إلا معك ..اللهم زدني ولا تنقصني

فصل الله الآيات ووضحها ونوع صورها ، وجعلها على مرمى عينيك وفي كل مكان .. كل ذلك لتصل إلى اليقين به والشوق إليه سبحانه .. فهل وصلنا إلى ذلك؟!

يملأ زوايا قلبي الإعجاب كلما قرأتُ كلمةً اجتمع فيها جمال العبارة ، وبراعة التصوير ، وقوة المعنى ، وروعة الهدف ..وفيها تتجلى روح قائلها !

[الزوجة الذكية لها سلطان لكن رفيق، وفيها إباء لكن رقيق، وفيها من الوداعة والدلال والتضعف ما يجعلها قادرة على ترويض زوجها بلا جرح لمشاعره]

لا تجعل إعجابك بإنسان سبباً في أن تذوب فيه! بحيث تقبل كل ما يقول.أدباء في القمة تجد بعضهم يصر على أن الطبيعة هي التي وهبت وأعطت!! سبحان الله

( ومن نعمّرهُ ننكسه في الخلق أفلا يعقلون؟! ) آيةٌ كانت سبباً في هداية إنسان، رأى جدته أمامه ،قد أمست كالطفلة التي لا تميز شيئا!! أفلا نعقل ؟

أكثر الخلق يشدهم الجمال الخارجي للإنسان ذكرا أم أنثى! ويغفلون عن جمال الفكر والروح ،مع أن نسبة الأول للثاني كنسبة جمال لوحة إلى جمال الربيع!

لو قيل لي : صف الدنيا واختصر . لقلت : زهرة متفتحة عليها مظاهر الذبول ، وتوشك أن تسقط ، لتمسي مجرد ذكرى .. فالعاقل لا يعطيها أكثر من قدرها

إذا أُشربَ قلبك معاني " فضل السجود " ،لأصبحتَ عاشقاً للسجود بين يدي الله سبحانه ، تجد فيه أنس روحك ،وسكينة نفسك . لكن أكثر الناس لا يعلمون !

جمال قلبك يفيض سحراً ، ما دام يستمد نوره من مدد السماء ، يغذيه ويقويه وينعشه ويبعثه حياً يمشي بين الناس ، يقول: إني من المسلمين !
بو عبد الرحمن