[حسان2006]

بسم الله الرحمن الرحيم
كان إبن القيم من العلماء الذين إهتموا بعلم الرؤيا وقدم شروحاً طيبة في هذا المضمار، سأقدم بعض الشروحات التي قدمها هذا العالم الجليل لبعض الرؤى المعبرة من قبل الشهاب العابر. يقول رحمه الله: وأنبأني أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة بن سرور المقدسي، المعرف بالشهاب العابر قال: قال لي رجل: رأيت في رجلي خخالاً، فقلت له تتخلخل رجلك بألم ... وكان ذلك...
وقال لي آخر: رأيت كأن في أنفي حلقة من ذهب، وفيها حب مليح أحمر، فقلت له : يقع بك رعاف شديد، فجرى ذلك. وقال لي آخر: رأيت في يدي سواراً والناس يبصرونه، فقلت له: سوء يبصره الناس بيدك، فعن قليل طلع في يده طلوع. ورأى ذلك آخر لم يكن يبصره الناس ، فقلت له تتزوج إمرأة حسنة وتكون رقيقة. قلت: عبر له السوار بالمرأة لما أخفاه عن الناس، و وصفها بالحسن لحسن منظر الذهب وبهجته، وبالرقة لشكل السوار. قال أبو العباس العابر: وقال لي رجل: رأيت كأن في يدي سواراً منفوخاً لا يراه الناس ... فقلت له: عندك إمرأة بها مرض الإستسقاء... فتأمل كيف عبر له السوار بالمرأة،ثم حكم عليها بالمرض لصفرة السوار، وأنه مرض الإستسقاء الذي ينتفخ معه البطن.
هذه نماذج لبعض الرؤى التي برز فيها الحلي كرمز رئيسي، تم تعبيره على وجهين : خير وشر. أعتمد المعبر في تعبيره على الرموز الأخرى المواكبة لرمز الذهب، وفي هذه الرؤى المعبرة والمتحققة دروس مهمة لعشاق هذا العلم بأن لايعتمدوا في تأويلهم على معنى واحد للرمز.