[أبو_إبراهيم]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العزيز الحكيم وصلى الله وسلم على النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين..أما بعد

فمن منا لا يحب الوطن؟؟
نحبه فطرة ودينا..
نحبه كما نحب الماء والطعام والهواء..
نحبه كما نحب كل شئ لا غنى لنا عنه..
نحب الوطن وحماة الوطن وأرض الوطن وهواء الوطن وجبال الوطن ووديان الوطن ورمال الوطن وسواحل الوطن.. نحب فيه صحار قفرة وجبال وعرة وسهول خصبة ورياض نضرة.. نحب كل من انتمى لهذا الوطن ونَحِن إليه في غربتنا.. ونعادي كل من أفسد فيه وفرق وحدتنا..
نحب الوطن مع كل نفس من أنفاسنا ونحمد الله على ما أنعم علينا ونحن نرى العالم حوالينا حروبا وفتنا .. مجاعة ووباءاً وفقرا.. زلزالا وفيضانا وغرقا..
نحب الوطن مع كل خفقة قلب..
لا نحتاج أن نَذكر النَفَس لنستنشق الهواء..
لا نحتاج أن نَذكر الجوع لنأكل الطعام..
لا نحتاج أن نَذكر العطش لنشرب الماء..
لا يحتاج الوطن في قلوبنا إلى مذكر..
لأن الوطن هو دم القلوب..
رؤيا الوطن لا تحتاج إلا معبر..
فرمز الوطن.. حقيقة المحبوب..
لا يحتاج الوطن إلا يوم..
لأن الوطن هو أيامنا كلها..
نحب الوطن.. ومن حبنا نسطر هذه الحروف نصرة لدين الوطن الذي نحب فيه أولياء الله ونعادي فيه من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءنا أو ابناءنا أو إخوننا وأقرب الناس إلينا.. نحن نحيا على هذه الأرض لكن لله الذي خلق الأرض ومن عليها وإليه النشور.. نحن نحيا على هذه الأرض من أجل (وما خلقت الانس والجن إلا ليعبدون)..
فلا والله لا نرضى على الوطن أن يتصدر فيه الرويبضة ويحمل الناس على الباطل والبدع..
لا والله لا نرضى على الوطن أن يترك كلام العلماء ويعمل بأهواء السفهاء..
لا والله لا نرضى على الوطن أن يفعل فيه فعل اليهود من تحايل على الدين وتلاعب بالألفاظ واتباع سنن من كان قبلنا من الأمم الهالكة..
والله لا نرضى إلا اتباع سنة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.. الموحد الأول والقائد الأمثل.. واتباع الخلفاء الراشدين المهديين من بعده..
قال صلى الله عليه وسلم لمكه: والله انك لأحب البقاع، لكنه لم يحدد لها يوما يذكرها فيه, وخاطبه الرب عز وجل بإذا جاء نصر الله والفتح فلم يتخذ يوما للفتح ودخول الناس في دين الله أفواجا..
قمع أبو بكر الفتنة.. فتنة المرتدين.. فلم يتخذ يوما لتوحيد الجزيرة..
فتح عمر البلاد والأمصار.. وعم الأمن والاستقرار.. وجاء الناس من كل فج.. يلبون دعوة الحج.. فلم يتخذ يوما للفتوح..
وهكذا فعل الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى عهد قريب.. حتى ظهر في أمتنا الضعف وبدأ الوزغ ينفخ في شرارة البدعة حتى اشتعلت هذه الفتنة.. نعم هي فتنة في الدين أشعلها محبوا الغرب وأحياها أتباعهم من الأوزاغ..
هي والله فتنة.. يفتن بها عامة المسلمين ومن لا فقه له في الدين..
لست هنا بصدد نقل فتوى أو مناقشة حكم شرعي.. فهذا أمر أجمع عليه علماؤنا ولا شبهة فيه.. ولكني أبعث بهذه التساؤلات لكل من أحيا هذا اليوم .. إن كان قلبه حيا..

أليس إحياء هذا اليوم من تقليد الكفار؟
أليست العطلة هي أكثر ما يميز العيد؟
ماذا يقول الناس في هذا اليوم؟ مبروك.. كل عام وانتم بخير.. أليست هذه كلمات العيد؟
ماذا يفعل الناس في هذا اليوم؟ احتفالات.. مهرجانات.. رقص وغناء في الشوارع.. أليست هذه هي طقوس الكفار في أعيادهم؟
ما معنى العيد.. يا عرب؟ أليس من العود؟
ولماذا نضرب عن كلام العلماء صفحا ونقبل على السفهاء؟
وهل تغيير المسمى يغير حكم الله؟

اللهم اهدنا وآمنا بالسنة واكفنا شر البدع والمحدثات وأهلها.. اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كيد الاشرار ومكر الفجار.. اللهم احفظ ولاة أمرنا من كل سوء.. اللهم أرهم الحق حقا وارزقهم اتباعه وأرهم الباطل باطلا وارزقهم اجتنابه وبارك لهم في أعمارهم وأبدانهم وأوقاتهم واجعل النصر على أيديهم لدينك وسنة نبيك واجعلهم هداة مهتدين وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة الأمينة يا ذا الجلال والاكرام.. اللهم لا تؤخذنا بما فعل السفهاء منا إنك أنت الغفور الرحيم.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..