لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
زيارتي لبلاد الأحزان , استقبلونا بالابتسامات , و ودعناهم بالدموع
نسيم نجد سكنت الشمس خلف خط المغيب , و لم يتبقى منها سوى بعض أشعتها الهاربة من وراء الأفق , فصبغت طرف السماء الملتقي بالأرض بشفق أحمر . الكون يستعد لوداع نهار مرتحل و استقبال مساء جديد , لحظات بسيطة حتى أسدل الظلام رداءه الأسود على الفضاء , معلناً بدء ذلك المساء , هو مساء الخامس من أيام شهر شوال من هذا العام , شوال الذي ودع فيه الجميع شهر الخيرات بقلوب ملؤها الأمل بالقبول , و الألم بالفراق , شوال الذي تضاعفت فيه السعادة , فالقلوب تنيرها أثر الطاعة , و الوجوه ارتسمت عليها ألوان الفرح بأيام العيد , لقد مضت الأيام , أيام رمضان و أيام عيد الفطر بعدما سبغت النفوس بالطمأنينة . هذا المساء هو موعد زيارتي لبلاد الأحزان , حيث اتفقنا أنا و بعض أهلي أن نقوم بتلك الزيارة , ركبت سيارتي و انسللت من بين أطراف المدينة , عبر شوارعها الهادئة التي زينها الفوانيس المضيئة , و تسللت خلسة و لا يظهر على المدينة من مظاهر العيد سوى بعض الألعاب النارية التي يعبث بها الأطفال , فكانت مفرقعاتهم النارية تصعد إلى السماء , فيُحدث ضوءها المنتشر ثقباً نيراً وسط الظلام , فهي لحظات فما تلبث أن تختلط أضواؤها المتقطعة مع ضوء النجوم الخافت في السماء , وثم برهة فيسمع دوي أصواتها يمزق السكون الذي يخيم على البلد . لم تكن مدينة الأحزان بعيدة , وأيضاً كانت الزيارة لساعات قليلة , في داخل المركبة كان الصمت هو سيد الموقف , و التفكير بتلك الزيارة يقطع علينا كل حديث , فتلك الزيارة جديدة علينا و لم يسبق لنا فيها خبرة , وبعد وقت قصير بدت لنا مدينة الأحزان , و هي مدينة وسط مدينة , يحيط بها أسور عظيمة , و أسواها لها أبواب , و لا أدري ما بداخل أو خلف ذلك الباب , هل الرحمة أو العذاب .من تلك البوابات تقف بوابة عظيمة قد زُينت بزخارف حديدية , و كسيت بقطع زجاجية , تحجب الرؤيا لمن خلفها عما تحويه تلك المدينة ببطنها . فوقفت أمام تلك البوابة , حتى انفتحت دفتيها , وقفت في الموقف المخصص , نزلت من سيارتي . و إذ باستقبالي المشرف على تلك المدينة , سلمت عليه و عرفته بنفسي و قلت اتصلت بكم من قبل و أخذت موعداً لمقابلتكم و معي بعض أهلي , فقال مرحباً بك في دار الرعاية الاجتماعية للمسنين و المسنات . و بعد الترحاب قام المشرف بالاتصال على قسم النساء لكي تدخل الأخوات إلى أخواتهن , ثم بدأ المشرف بشرح الأهداف من أقامة مثل هذه الدور , فهي دور قامت بالأصل لاحتواء من كبر سنهم فعجزوا عن القيام بخدمة أنفسهم , أومن فقدوا أهلهم و لم يجدوا من يعولهم , و لكن دخلت يد العقوق فصارت مسكناً لأعز الناس من أقرب الناس , فكانت عالماً من النسيان و سكناً للأحزان , في بداية هذه الزيارة طلب مني المشرف ( وفقه الله ) أن نبدأ بزيارة ساكني الدار قبل الجلوس و الحديث . بدأنا الزيارة فكانت المدينة هادئة صامته , عُلقت في أطرافها عبارات جامدة , ولمكن ناطقة بالحزن و التساؤل , مررت بجانب الكثير من اللوحات التي تأخذ شيئاً من قلبي …فهناك لوحة تقول : أبني هل نسيتني , إن نسيتني أنت , فمن سيذكرني ؟ كم طال علينا الانتظار , فهل نقطع حبل الرجاء , و ندفن الأمل . كم نشتاق لكم فهل نسيتمونا ؟! لا تنسوا , قلوباً قطعها الألم , و عيوناً أوجعها البكاء , و أنفساً ضاقت عليها الدنيا بما رحبت. في الأمس سهرنا لتناموا و تعبنا لتنعموا , و اليوم سهرنا و تعبنا في انتظاركم , فهل تحين ساعة اللقاء و نسعد ببعض الوفاء. سأظل أنسى العقوق , حتى تبصر أنت الطريق , أو يبصرني زائر الموت . إن لم تسعدني بنظرتك فاسمعني صوتك. مررت من بين العبارات , و كل عبارة هي خنجر يخترق جسمي , و كل كلمة هي طعنه ينزف منها قلبي , و كل حرف هي ضيقة تزحف لصدري , لقد كنا في أول أيام الشتاء , و الجو لا يخلو من نسمات باردة , وكانت الأشجار المحيطة بالمباني طويلة , وهي صامته , موحشة , كئيبة , منظرها يدل على أنا قد ملت من تلك العيشة الهادئة . فعندما تحركها النسمات يُخيّل للرائي و كأنها أشباحٌ قادمة من بعيد برداءٍ أخضر غامق . تتساقط أوراقها اليابسة متتابعة كأنها تود أن تصير إلى زوال و تختار نهاية لهذه العيشة المملة , فتقع تحت أقدامنا تلك الوريقات , فنطؤها فتتحول إلى فتات سحيق تذروها الرياح إلى خارج الأسوار , فتنجو من قبضة مدينة الأحزان , فرحة لأنها خارجة من هذه العيشة الضيقة التعيسة , فتغدو إلى عالم رحب فسيح , أشد رحابة و فساحة في أحزانه . تأملت مرة أخرى أرجاء المبنى فوجدت أن السكون هو أمامهم , فلا يسمع سوى وقع أقدام بطيئة لكهل قد هدت السنين من عمره , أو صوت عربية تحرك عجلاتها يد عجوز ترتعش من المرض , أو سعال كهل قد نال منه البرد , أو أنين من بعيد ينبعث من أحد الغرف . السكون يسكن أطراف تلك الدار , و الليل يُلبسها جلباباً أسود بهيم , فاكتملت صورة التعاسة بأبشع صورة . أمسكت بيد المشرف في تلك الطرقات فكأني طفل يمسك بيد أبيه من الخوف , أو تائه يريد من يعيده إلى أرض الأمان . فأخذني المشرف بجولة على ساكني تلك الدار , مررنا بممرات مضاءة بمصابيح بيضاء وكل ممر يستقيم ثم ينعطف إلى اليمين أو إلى اليسار وكل تلك الممرات قد وزعت على أطرافها غرف النزلاء , أخذتنا تلك الممرات إلى وحدات تلك الدار . صوت المشرف الجهوري يجاهد من أجل أن يشق السكون وهو يشير إلى الوحدات و تلك الأقسام تلك , يصل صوته إلى مسمعي و لكن عقلي و بصري في مكان آخر , عيناي تنظران هناك , إلى مسن قد جلس على سجادة صغيرة , و أسدل شماغه على وجهه الذي رسمت عليه صورة مكررة من صور البؤساء في عالم الجحود و النكران , أرى ذلك المسن اتكاء برأسه على يده كأنما يريد من يداه أن تحملان شيئاً قليلاً من همومه . و استند بظهره إلى الجدار ليسنده في عجزه و ليساعده في حمل همومه التي قطمت ظهره , أو لعله يحميه من نسمات البرد التي لم ترحم ضعفه , و لا أعلم هل الجدار لو حمل هموم ذلك المسن فهل سيقف شامخاً أو يهوي من طوله ؟! أقبلت عليه , بادرته بالسلام فقلت كل عام و أنت بخير يا أبي , رفع رأسه ببطء , فأبصرني بعينين مغرورقتان بالحزن , فوضعت يدي بيده و قبلت رأسه , عرفته بنفسي , و أني زائر لآبائي في هذه الدار , وقد انتهزت فرصة العيد لأجلس معكم , و أسعد بلقائكم , نظر فكأنه يبحث في وجهي عن وجه يعرفه أو قريب يألفه , عاد بصره خائباً أن لم يجد من ملامحي في ذاكرته شبهاً , طأطأ رأسه , ثم دعا و شكر , ثم بحث بين صفحات حياته عن ابتسامة ليقدمها لضيفة , فلم يجد إلا صورة من ابتسامه باهتة , فانتشلها من بين ركام الأحزان , و من بين ما تحمل تلك السنين من الهموم , فارتسمت على وجهه , من ثغر قد أنسته الحياة كيف ترسم الابتسامات , فقدمها على طبق من حزن , حاولت أن أخرج من شقاء اللقاء , فسألته عن حاله , فنظر إلي بنظرة يغذيها قلب مؤمن بالله فقال : الحمد لله على كل حال , كررها و هو يهوي برأسه مرة أخرى على يديه , و يغيب وسط شماغه الذي يلتف على رأسه , ودعته بابتسامة حزينة , فودعني بتنهدات أخرجها من أعماق قلبه , تنهدات عصرت قلبي , و سكنت صدري , و زادت من برودة أطرافي . أكمالنا المسير , فانحنى بنا الممر إلى الغرف المعدة للنزلاء , في مدخل الممر , كان هناك مسن يحمل جسماً نحيل يجلس على كرسي حديدي , قد وضع رجلاً على رجل , و لف شماغه على وجهه ثم أداره على رقبته , فلم يظهر من دائرة وجهه الصغير سوى عينان غائرتان , وسط وجه قد سكنت فيه أشكال متنوعة من الهموم و الأكدار , مر من جانبه المشرف فقال : يا أبا عبد الله هذا أبنك فلان - و هو يشير إلي - قد جاء ليبارك لك العيد , فقام على ثقل , فأمسكت بيده المرتعشة و قبلت رأسه , و سألته عن حاله , فهز رأسه , ثم فقال : تسأل عن حالي ؟! , فكأنه لم يصدق أن هناك من جاء ليزوره أو يسأل عن حاله , فوضع يده الباردة على خدي , فأخذ يتحسسه بيده , فأخذ يبحث فيه عن حنان مفقود , أو عطف دافئ يحرك الدم في جسمه البارد , وضعهما فكانت برودة أطرافه أشد من حرارة خدي , فزالت كل الحرارة في جسمي و لم تتغير برودة أطرافه , نظرت في عينيه وهو ينظر إلي فأخذ ينشد أبياتاً من الشعر , كأنما يخاطب أبنه , أو كأنما يتكلم مع نفسه المفقودة , كان صوتاً حزيناً كأنما هرب من قلبه المهجور ليبحث له عن قلب يتلقفه فيخبره عن حاله , لقد كان صوتاً جريحاً ملؤه الأنين , و تسكنه الآهات و ثقل السنين , كان بيني و بينه و هو ينشد لغة العيون , كانت نظراته إلي لا تنفك , يبحث في مساحة وجهي عن عذر للهجران من أقر الناس إليه , يسأل عيوني لماذا كل الناس يأتونني إلا أعز الناس إلي ؟! لماذا أنا أرقد هنا داخل هذه الأسوار الكئيبة و هناك يرقد قلبي خارج أسور المدينة يبحث عن أليفه ؟! لم أجد جواباً لأبيات شعره , أو رداً لنظرات بصره , فهربت بعيني عن عينيه , مخافة أن تسقط دمعة مني على يده , لقد فجرت كلماته مكامن الحزن في نفسي , و قيدت الهم أسيراً في صدري , وتمنيت أن تسيل دمعة من عيني تطفئ حرقة من مشاعر همي و ألمي , و لكن كل الدموع تجمدت من يده الباردة , و بدل أن تسيل قطرة على خدي نزفت في قلبي ألماً و حزناً على ذلك الشيخ المسن , فلما انقضت منه المناجاة , وحارت لغة العيون , و علم أن لا جواب لدي , خفت صوته و أنزل يده ببطء , و ودعته و لازلت أسمع صدى إنشاده يدوي في أذني , عاد إلى كرسيه الذي ألفه و حمله و حمل همومه معه , و دعته و ودعت وجهاً لم تترك فيه أصابع الزمان ملمحاً للسعادة , فقد ملأته بالأحزان التي رُسمت بيد تجاعيد الزمن و الأيام , و ركنت في أعاليه عينان قد أبيضتا من الحزن فهو كضيم , أظلهما حاجب تلون بالبياض لونتهما يد السنين السوداء , و دعته و لم يزل خدي بارداً من وضع يده , و قلبي نازفاً من وضع حاله , و جسمي مرتجفاً من أثر برودة أطرافه . |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ستثقل عينيك بالدموع عند إكمال القصة 00 | عاشق الجنان | المنتدى العام | 14 | 2014-11-12 7:21 AM |
رهافة الميزان | يمامة الوادي | منتدى الإرشاد الأسري والنفسي | 0 | 2008-11-25 2:56 PM |
أثرياؤنا في الميزان | يمامة الوادي | المنتدى الاقتصادي | 2 | 2008-07-26 7:27 AM |
خنجر الأحزان | يمامة الوادي | المنتدى العام | 3 | 2007-12-22 1:57 PM |