[يمامة الوادي]

قلبك يهفو إلى سماء الطاعات، ونفسك تشدك إلى وحل الشهوات، وأنت بين المعسكرين تارة يجذبك هذا وتارة هذا ،احزم أمرك مع نفسك واجهد أن تتأبى عليها!

الإخلاص في الحب: أن تبقى على عهد الحب حتى لو أدار لك من تحب ظهره ، وسلط عليك لسانه ، ورماك بسهام متتابعة ! تبقى تدعو له وتثني عليه !

ثمة أناس يتلقونك بالترحاب والابتسامة، فإذا أدرت لهم ظهرك منصرفا، شرعوا يسلخونك بألسنة حداد ، لا تبقي منك ولا تذر ! أولئك شرار الخلق !

قال لي بنبرة حزينة: يبدو أني غاية في السذاجة ، حيث أني أصدق كل من أظهر لي المحبة ، ثم أكتشف أنهم يضحكون عليّ! قلت: عامل الله وأبشر بخير

الحب يجذب الحب ! فعلى قدر ما تعطي الآخرين حباً صادقاً، تكون قد استقطبت قلوباً تحبك..! قاعدة ذهبية أليس كذلك؟ يبقى أن تعمل عليها !

كل شيء مقيد في كتاب مبين ، كل شيء مما يدور وسيدور في هذا العالم ،لا تفلت من هذا الكتاب شاردة ولا واردة ، فاملأ قلبك بالرضا التام عن الله !

أهل الغفلة_وأنا منهم_بحاجة إلى إنذار متكرر للخلاص من فخ الغفلة،أرأيت لو أن نائما مستغرقا شبت بقربه نار،إنه بحاجة إلى من يزعجه لينجو بنفسه

دعني من هذرك ومذرك: أنا وأنا ولأني وبما أني ولولا أنا.. ونحو هذه الترهات ..! لولا توفيق الله لك ومعونته إياك ما نجحت في شيء على الإطلاق .!

تخيّل أن باب السماء انفتح أمامك فجأة ،لتهب عليك منها أنواربركاته ، فكيف ستكون فرحتك ساعتها !؟ يا هذا ،إن كل صلاة لهي كذلك، فمتى تفهم؟

دُعي إلى الحرام فقال لمن دعاه: أعطني جارحة لم يخلقها الله لي حتى أعصي الله بها ! أما وكل جوارحي هبة من الله لي ، فهذا ما لا يكون !!

من لم يوطن نفسه على الاجتهاد في عملية إصلاح قلبه ، فهو كمن يبني كوخاً هشاً في طريق العاصفة ! أنّى يتماسك وكيف ينجو؟! إصلاح القلب سر النجاة

هيئة السجود هيئة عجيبة! حيث يتكور الإنسان ويتجمع ، كأنما يتداخل ليكونَ أقل حجماً ! هل تراه يذوب بين يدي الله سبحانه ! استشعر هذا وانظر أثره!

إن من أعظم الوسائل إلى إفاضة الطمأنينة والسكينة على القلب:كثرة السجود وطول التسبيح فيه، وإحضار القلب خلال ذلك،إنها لحظات ليست من دنيا الناس!

المحطات التي يتزود منها القلب لحياته كثيرة بفضل الله، لكن يلزمك أن تبحث عن أكثرها وأقواها رصيداً فتبادر إليه،حتى إذا لاح لك غيره انتقلت إليه

دليل حياة بدنك : أن يتوجع إذا شاكتك شوكة بقوة ، فما دليل حياة قلبك ، وهو لا يتوجع حين يصيبه شوك المعاصي كل يوم !؟؟ سبحان الله !

من علامات حياة القلب: أن تحزن إذا فاتتك طاعة ، وعلى قدر عظم حزنك يكون عظم حياة قلبك ، فإن لم تحزن أصلاً ، فابكِ على مرض قلبك أو موته !!

حين تجد نفسك في بيئة غفلة، فكن أنت الذاكر لله ساعتها، فإن الأجر فيها يعظم ويتضاعف لأنك ذكرت الله حيث لا ذاكر لله غيرك!. وهنا التميز حقاً!

يحدثك إنسانٌ ربما بما لا رصيد له في الواقع ،فإذا أنت مشدود إليه ،منسجم معه،متابع له! ويحدثك الله سبحانه بكلامه ،فإذا أنت في وادٍ آخر ! عييب!

هناك حالات تتنزل فيها رحمات خاصة منها:عند المنكسرة قلوبهم.فإن رأيت منكسر القلب ،فاعلم أنك قد هُديت إلى باب رحمة جديد،فاهتبل الفرصة لا تفوتك!

حين وجد يونس نفسه في بطن الحوت جأر إلى الله بدعائه المشهور،فأنجاه الله.وأنت حين تجد نفسك في بطن حوت المعصية فاجأر إلى الله بالدعاء ولا تيأس!

قال:قد أنجح أحياناً في ضبط جوارحي من أن تتفلت ، ولكن كيف السبيل إلى السيطرة على الخواطر السيئة التي تشغلني أحايانا كثيرة !؟ ساهموا في الإجابة

(يوسوس) فعل مضارع دلالته هنا:أن عملية الوسوسة مستمرة لا تنقطع إلا بالموت، فكأن الآية تقول لك:كن حذراً على مدار الساعة،حتى لا يقتنصك الشيطان!

تستطيع أن تكسب قلوب الآخرين ، بحسن أخلاقك وجميل صفاتك معهم ، بينما تعجز أن تكسب عُشر هذه القلوب بأموالك ،وإن أسرفت في الإغداق عليهم !

إذا عصى العبدُ ،فانكسر قلبه بسبب معصيته حياء من الله تعالى ، واحتقارا لنفسه ، وخشية من ربه ، كان أحب إلى الله من مطيع مُدلٌ بطاعته !

لو تجلت لقلبك مكنونات محاسن وبدائع هذا الكون ، لهام قلبك محبة لله سبحانه ولابد ، ولبقي متعلقاً به ، مشدوداً إليه على مدار الساعة .!

من العوامل التي تعينك على الإقبال على كتاب الله بهمة : أن تتذكر أنه شفاء لكل شبهة ، وعلاج لكل شهوة ، وعداد رصيد الحسنات فيه سريع جداً..!

نزغات الشيطان لا ينجو منها إلا نبي قد عصمه الله ، فكيف تمني نفسك ما لا يكون ؟! فلا يبقى إذن إلا أن تجاهد نفسك ، فإن تعثرت فاعرف كيف تعود.

متى ما أردتَ أن يبقى قلبك أخضر ندياً ومصباحا مضيئا، فيلزمك أن تمده بمدد حياته وطاقته التي تبقيه متوهجاً ، وما ذلك إلا بالإقبال على كتاب الله

كل يدعي أنه يحمل وصفة النجاح في الحياة، وأكثر هؤلاء إنما يستشهدون بأقوال الخواجات!! وعندنا أن لا وصفة للنجاح ستكون بعيدا عن القرآن والسنة

الفعل الحسن ليس هو ما استحسنه العبد نفسه أو الناس ، بل ما استحسنه الله سبحانه ، وإلا فإن الناس قد يستحسنون الفسق في صوره من صوره !!

إنه كتابٌ عزيز ، من ربٍ عزيز ، نزلَ على عبدٍ عزيز ، ليصنع أمةً عزيزة .. فمن تمسك به ، وعض عليه بالنواجذ ، ناله من العز نصيب ..!

..ضحك وقال: بسيطة،أمها قالت لها! فأحببت أن أجاريه فقلت: ما أصدق أن أم تقول لابنتها ذلك ! فضحك وقال: وأنا مالي اسأل أمها!! وركض وهو يقهقه.!

أصبح الصغير كلما رآني تهلل وجهه، وبادر يسألني ليضحك: ليش السيارة تمشي في الشارع ؟ طويت شفتي وقلبت كفي فضحك وقال: بسيطة،أمها قالت لها ذلك!

قاعدة : ( ومن يعشُ عن ذكر الرحمن نُقيضْ له شيطاناً فهو له قرين ).. فإما أن تكون في صحبة الملائكة ، وإما أن تكون في زمرة الشياطين !

أرأيت طبياً يشخص حالة مريضه بعناية ، ثم هو يصف له دواء يضاعف مرضه ! هذا بالضبط ما يفعله جمهرة من المثقفين المتنورين _زعموا_ !

ثمة أناس حيثما حلوا فهم بلاء على من يجتمعون به ، لا تدور ألسنتهم إلا بالسفاسف ، ولا يجيدون إلا الخوض في المجون وأعراض الآخرين !

عرّض قطعة ثلج أمام الشمس، تجدها تذوب بالتدريج، كذا ليكن حال قلبك، وأنت بين يدي الله في الصلاة ، استشعر جلال الموقف يذب قلبك حياء !

تخيل النور قد أصبح بحراً، وأنك كلما غُمستَ فيه خرجت نوراً تتلألأ ! ليس هذا خيال، فإن الوحي نور ، فلو غَمست قلبك فيه ، لخرج منه يتلألأ !

خذ هذا الوحي الرباني بثقة ، وأقبل عليه صادقا ، وشمر معه مخلصا ، تجد نفسك كأنما تطل على الدنيا من السماء ، فترى تعاجيب أهلها وسذاجتهم !!
بو عبد الرحمن