[أمل حزين]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في عمر اى منا مواقف تركز في ذاكرته وتنغرس كشجرة ذكرى سامقه
عميقةا لجذور...ومما تحمله ذاكرتى دوما تلك ا لصوره حينما كنت ماأزال طالبه
اتدرب في المستشفيات المتطوره في وطنى...
كان ذلك اليوم الاخير حيث كنت اوزع بعض الورد مع زميلتى على الموظفات والاطباء والمرضى
والالعاب علىا لاطفال وبينما كنت اتبادل لطيف الحديث مع بعض الممرضات والاداريات
واذا بالطبيب يتحدث لرجل كبير في السن بدت لحيته بيضاء كاالثلج كانت عيناه تنظر بترقب لكل كلمه
لم اكن اعلم ماذا يدور لكن في داخلى شعور غريب التهيت عن من حولى بهم
واذا بي الرجل الشيبه يبكى بعمق شديد بينما يتراجع ابنه الكبير فيستند على الجدار مطاطئ راسه للأسفل
ونظرات الانكسار تسيطر على ملامح وجهه
اقتربت اكثر كان هناك شيئ يدفعنى...
أمل ...هذا الرجل اكيد يحتاج اليك
هنا التفت على زميلتى ...مبالك هيا بنا للمكتب
لحظه لحظه سارا انظرى لهذا الرجل الكبير يبدو انه هناك شيئ
هنا نظرت الى وقالت انسيتى لقد انتهت فتره تدريبنا خلاص عزيزتى
قلت لها وكلى انفعال لااستطيع وهل عمل الخير تنتهى مدته؟
التفت مره اخرى لاجد الرجل بما يحمله من عبق السنين وذكريات الزمن
وتعرجات التجربه يجثو على ركبتيه على الأرض ويغطي وجهه بيديه ويبكى بكاء مررررير
اشعر به يمتد ليغمرنى بالالم
توجهت اليه بدون شعور...
خال...ماذا بك؟؟
رفع راسه نظر اليه لااجد بحر يترقرق من الدموع
وعاد ليبكي...
اتىا لينا الطبيب اخذ بيد الرجل الكبير بينما كان يحتضن الأرض
وادخله غرفه واحضر له مشروب وحدثه قليلا
كي يهدا ولكن هيهات ......

نظرت الى الطبيب فأشار الى بأن اذهب معه
نعم ياطبيب؟؟
انتى اخصائيه؟؟
نعم ياطبيب....
اذا اسمعى......
هذا الرجل لديه طفل لدينا ولقد اخبرناه بأن له ابن مريض بالقلب
ويحتاج الى زراعه قلب
ولن تتم الزراعه له حتى بعد مرور سنه كامله كي يتوفر هذا القلب
ولا نعلم خلال هذه السنه هل سيعيش ام لا..
واه ياوالدى الهذا بركت على ركبتيك ونسيت كل ماحولك الا صورة ابنك فلذة الكبد
وزينةا لحياه الدنيا
آه يامشاعر الاب الحنون
بعدما لملمت تفاصيل الموضوع
هرعت الى الوالد الشيبه...اطللت عبر الغرفه ووقفت عند الباب
بحيث يصله صوتى...
خالى تسمح لى اتحدث معك؟؟
كان بالكاد يستطيع ان يرد وهو شارق بدموعه
...نعم تفضلى يابنتى...
والدى....انا علمت ماعلمت من الطبيب عن وضع ابنك
والدى لو احد قال لك ان هناك كريم يجيب من يريده اكنت ذاهب اليه؟
يوالدى هل سمعت عن سهام تصيب ولا تخطئ؟
والدى الله فتح ابواب السماء للدعاء
والله الكريم الذى لايرد
ايعجزه شيئ يوالدى؟؟
قلىا يعجزه شيئ؟
نظر الى الارض وقال لى لايابنتى
قالت يوالدى هل يريد الله شيئ ولا يستطيع فعله؟
قال لى لايابنتى
قلت يوالدى ...هل الله بيده كل شيئ وقادر على كل شيئ؟؟؟
قال نعم
قلت خلاص انتهينا...والدى عندك رب ارمى اسهمك بجوف الليل
ارتمى عند ابواب القادر
والرحيم
والعليم
والسميع
والدى
ارايت ليل دون نهار؟؟؟
والدى....
ثق بالله
ثق به...سيعطيك قدر ثقتك به..سيمدك قدر املك به
والدى....لاتنسى انا عند ظن عبدي بي
فماظنك بربك؟؟
وهنا...شعرت بانه انتشى بعض زخات المطر في زمن الجفاف
ليروى جداول الحزن أملا وحلما
قال... والنعم بالله واخذ يردد جميل الكلمات
ثم تنهد وقال لى يابنتى
لتعلمي ان ابنى هذا اصغر ابنائي وعمره سبع سنوات
ومريض بمرض بالقلب لابد له من زراعه
ولاأعرف هل سيحيا خلال هذه السنه حتى يتحين زراعةقلب له ام لا
ولست أعلم هل سيستجيب جسده للقلب الجديد أم لا
سأعيش كل هذه الالام كيف لا وانا انظر لولدى يموت ا لف مره امامى
كيف لى ان اتحمل الف عذاب
وننتظر معه في كل لحظه الموت

اخذت اردد الله ياوالدى الله
اتؤمن بالله؟؟؟
قال نعم نعم
قلت وكله أمرك وسلمه ماأهمك
ودعه يتصرف...
فهو خير وكيل
والدى...الدعاء الدعاء يكفيك
وستجد كيف سينجو ابنك وكيف سيعيش بأذن الله
وستمتلئ حياتك بالجمال اولسعاده
وستسعد به
هي فقط ايام وستكون ماضي
ولكن لاتترك ا لدعاء ولا تيأس
وثق بأذن ا لله اذا ارد شيئا قال له كن فيكون
ثم سالت منى كلمات وكأنىا لهمها الهام
كنت اتكلم باندفاع شديد وبفصاحه تعجبت منها
وكانت الكلمه قويه الوقع عليه
حتى وجدت بانها توقف عن ا لبكاء وبدأ ينظر للأعلى
ثم قال لى بعدما انتهيت
ابنتى شكرا لك وجزاك الله كل خير
واخذ يدعو لى ويثنى على فعلمت بان كان لكلماتى وقع قوي عليه
وانا اعلم بان الله هو من امدنى بهذه الكلمات
والا فمن اين اتت لى هذه الكلمات التى لم اتعودها تخرج مني

ودعته متمنية لابنه ا لشفاء العاجل
ودعته وبقلبي وليد من ا لفرح حيث استطعت مساعدة شيخ كبير
بالكاد يحمل جسده من كبر سنه فكيف سيحمل الهم ايضا
ودعته وكلى أمل بان يشفي الله ابنه....ويجعل كلامى خيرا لهم

ودعته ولكن ظل الموقف ثابتا لم يودع خيالى ولا ذاكرتى ابدا
ودائما ظلتا لصوره منحوته فلقد كانت مؤلمه
فأصعب شيئ حينما يبكي كبير السن
************************************************** *********************
*ملاحظه...لاشك من وجود حدود في علاقة الرجل مع المراه
ولطبيعة عملى ونظرا لكبر سن الرجل ووضعه ا لصعب جدا
كان منى هذا الموقف
وانا لاأشجع ابدا الاعمال المختلطه ولكن قضى ربي والحمد لله الان انا انعم في منزل والدى
بعيدا عن اختلاط الرجال
وشكرا