[يمامة الوادي]

قصتان على طاولة الشاي الصيني

جاسم المطوع


في زيارة خاطفة إلى هونغ كونغ دعاني رجل الأعمال الصيني (كين) إلى بيته لتناول الشاي الصيني والعشاء، فلبّيت الدعوة وذهبت إليه وجلسنا جلسة ثقافية وسياحية أمام مائدة الشاي والتي هي جزء من التراث الصيني، وكانت التقاليد تقتضي أن يحضّر الشاي أمامنا ونشرب منه والحوار يدور حول مائدة الشاي بكل أنواعه وأشكاله الياسمين، والأخضر، والشاي المعتق، وسألت صاحبي عن سبب دخوله في الإسلام، فقال لي: لقد أعلنت دخولي في الإسلام منذ أحد عشر عاماً وكذلك أسلمت زوجتي ودخل في الإسلام ولداي، وسبب دخولي في الإسلام أني كنت أقرأ في تاريخ الصين واكتشفت أن المسلمين وصلوا الصين منذ ألف وثلاثمائة عام ، ففوجئت بهذه المعلومة واعتقدت أنهم وصلوا الصين وقطعوا آلاف الأميال بسبب التجارة أو غيرها من المصالح ولكنني صدمت أكثر عندما علمت أن حضورهم كان من أجل توصيل رسالة ، فهزني هذا الموقف كثيرا وقلت في نفسي: يقطعون كل هذه الأميال من أجل توصيل رسالة الإسلام لا شك أن عندهم خيراً كبيراً فقرأت عن الإسلام وانشرح صدري فدخلت فيه والحمد لله.

كانت جلسة جميلة وكان يسألني بعض الأسئلة التي تدور في نفسه ولم يجد لها جواباً مثل: لِمَ لا يدخل غير المسلمين الجنة؟ وما الفرق بين السنة والشيعة ومفهوم الجهاد وكل هذه القضايا ناقشناها أمام الشاي الصيني.

أما الجلسة الثانية على الشاي الصيني فكان في ضيافة الجلسة شاب عمره خمس وعشرون سنة وقد سمى نفسه صلاح الدين وملامحه صينية فالتفتّ إليه وأنا أشرب الشاي الصيني وقلت له: هل أنت مسلم فقال لي: نعم وبكل فخر فقلت له: وكيف دخلت في الإسلام.

وبدأ يحكي لي قصة إسلامه وأخبرني أنه بسبب كثرة ذكر الإسلام في الإعلام جعل يقرأ عنه كثيراً فتأثر به منذ تسع سنوات ولكنه لم يعلن إسلامه وينطق بالشهادتين إلا منذ سنتين، فسألته: ولماذا تأخرت في دخولك في الإسلام. وأنت مقتنع به؟ فقال: أنت تعرف أني شاب وأحب أن أشرب الخمر وأسهر مع الفتيات في النوادي وعلمت أن الإسلام يحرم هذا فأحببت عندما أنطق الشهادتين أن أكون قد اتخذت قرارا بترك المحرمات فلما قررت أن أتركها دخلت الإسلام والحمد لله.

ومع الشاي الصيني قصص كثيرة