["الخنساء"]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

اليوم أحببت أن أشارككم بموضوع قرأته وأعجبني ما قرأت..يتعلق الموضوع بأبيات شعرية للشاعر إليا أبو ماضي من قصيدته "الطلاسم" وبأبيات أخرى للدكتور ربيع سعيد عبد الحليم (من مصر) من قصيدته "فك الطلاسم"..سأترككم مع الحوار الشيّق مع متمنياتي لكم بقراءة ممتعة.

يقول أبو ماضي:

جئتُ لا أعلم من أين ولكني أتيتُ

ولقد أبصرت قُدّامي طريقا فمشيتُ

وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيتُ

كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟

لست أدري!



ويرد الدكتور :

جئتُ دنياي وأدري، عن يقين كيف جئتُ

جئت دنياي لأمرٍ من هُدى الآيِ جلوتُ

ولقد أبصرتُ قُدّامي دليلا فاهتديتُ

ليت شعري كيف ضلّ القومُ عنه!

ليت شعري!


ويقول إيليا :

أجديد أم قديم أنا في هذا الوجودْ

هل أنا حرٌ طليقٌ أم أسيرٌ في قيودْ

هل أنا قائدُ نفسي في حياتي أم مقود

أتمنّى أنني ادري ولكن

لست أدري!


ويرد الدكتور:

ليس سراً ذا خفاءٍ أمرُ ذيّاك الوجودْ

كل ما في الكون إبداعٌ إلى الله يقودْ

كائنات البر والبحر على الخلق شهود

ليت شعري كيف ضلّ القوم رشدا!

ليت شعري!


أبو ماضي:


أتراني قبلما أصبحتُ إنسانا سويا

أتراني كنت محواً أم تراني كنت شيئا

ألهذا اللغز حل أم سيبقى أبديا

لست أدري، ولماذا لست أدري؟

لست أدري!


ويرد الدكتور :

قال ربي: كُن فكنتُ ثمّ صِرتُ اليوم حيا

وقواي مُشرعاتٍ كيف شئتُ في يديّا

دُمتُ حرا في اختياري إن عصياً أو رضياً

عن جلِيِّ الأمر ضلوا! كيف ضلوا!

ليت شعري!


إليا :


قد سألت البحر يوما هل أنا يا بحر مِنكا

هل صحيح مارواه بعضهم عنِّي وعنكا

أم ترى مازعموا زورا وبهتانا وإفكا

ضحِكَتْ أمواجُه مني وقالت

لست أدري

أيها البحر أتدي كم مضت ألفٌ عليكا

وهل الشاطيء يدري أنه جاث لديكا

وهل الأنهارُ تدري أنها منك إليكا

ماالذي الأمواج قالت حين ثارت

لست أدري!


ويرد الدكتور:

قد سألت البحر يوما: أأُجيب الناس عنكا؟

فأجاب البحر هيّا قد سئمتُ القول إفكا

أنت مثلي، خلقُ ربي ويفيض الصدق منكا

ليت شعري كم نسوه وهو حق

ليت شعري

أيها البحر كفانا قولهم زورا عليكا

هاهو الشاطيء يدري أنه جاثٍ عليكا

هاهي الأنهارُ أجرتها يد الله إليكا

أحسب الأمواج قالت حين ثارت

ليت شعري!


قال إيليا:

كم فتاةٍ مثل ليلى وفتىً كابن الملوّحْ

أنفقا الساعات في الشاطيء، تشكو وهو يشرحْ

كلّما حدَّثتَ أصغتْ وإذا قالت ترنّح

أحفيف الموج سر ضيعاه؟

لست أدري


ويرد الدكتور ربيع:

"كم فتاةٍ مثل ليلى وفتى كابن الملوّح"

أنصتا للموج فجراً عندما صلّى وسبّح

زغرد الإيمان في قلبيهما حبّا وأفصح

إن للموج دُعاءً، أو تدري

ليت شعري!


إيليـا:

إن في صدري يا بحرُ لأسراراً عجابا

نزل السِّتر عليها وأنا كُنت الحِجابا

ولِذا أزدادُ بُعداً كلّما ازددتُ اقترابا

وأُراني كلمّا أوشكت أدري

لست أدري!


يرد الدكتور:


إن في صدري يا بحرُ لأنواراً عجابا

أشرق الإيمان منها وأنا كنتُ الرِّحابا

ولِذا أزدادُ حُبّا كلمّا ازددتُ اقترابا

ليت شعري! هل أرى الأقوام مثلي!

ليت شعري!


ايليا:

فيك مثلي أيها الجبّارُ أصداف ورملُ

إنّما أنت بلا ظلِّ ولي في الأرض ظلُ

إنما أنت بلا عقل ولي يا بحرُ عقلُ

فلماذا يا ترى أمضي وتبقى؟

لستُ أدري!


الدكتور:

قد براك الله مِثلي فيك أصداف ورملُ

وبراني الله من ماءٍ وطينٍ، ذاك أصلُ

ثم كُرِّمتُ بعقل وبنفخِ الروح أعلو

من حباه الله عقلا كيف ينسى؟

ليت شعري!