[مهندس أحـمـد]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم وبعد ,,,

" 160 " طالب + كشف الحضور والغياب = ما اعظمك يالإستغفار

نسمع كثيرا عن قصص الاستغفار , نقرأها في حينها ونتأثر بها ولكن للأسف سرعان ما نغفلها ونهملها وكأننا لم نقرأ شيء , في هذه السطور سأتحدث باذن الله عن قصتي مع الاستغفار ولكن آمل منكم وكلي رجاءا بأن تقرؤوها لا من باب تقطيع الوقت أو شي من هذا القبيل اتمنى قرائتها بتمعن وبحضور قلب .

بدأت السنة الدراسية الجديدة فبدأ كل واحد منا بتجهيز ما يحتاجه من متطلبات كأي سنة دراسية جديدة , فتم التجهيز ولله الحمد وبدأنا بعمل جداولنا الدراسية فنظام الجامعة عندنا وبالتحديد التخصص الذي أدرسه يتيح للطالب عمل جدوله بنفسه , فتم الانتهاء من الجدول ولله الحمد , كان من ضمن المواد التي نزّلتها في الجدول مادتي : اللغة العربية و الثقافة الاسلامية , وهذه تعتبر من المواد العامة في التخصص , أي انها مادة مشتركة بين التخصصات كافة , المهم نزّلتها وبحكم انها مادة مشتركة بين التخصصات كان في القاعة عندنا ما يقارب الـ " 160 " طالب هؤلاء جميعهم في قاعة واحدة وهؤلاء الـ " 160 " طالب يعتبرون شعبة واحدة ناهيك عن بقية الشعب , في بداية السنة كان الدكتور يستغرق ما يقارب الربع ساعة الى الثلث ساعة أحيانا في تحضير الطلاب كان في البداية ينادي كل طالب باسمه ولكن وجد أن نصف المحاضرة يذهب في التحضير فقام بعمل طريقة اخرى للتحضير وهي , استبدل اسم كل طالب برقم ترتيبه في الكشف بمعنى الطالب " عــــابر سبيل " رقمه في الكشف 34 بدل ما ينادي اسمه ينادي برقم 34 , المهم كنت انا قد قرأت عن الاستغفار في السابق والحمد لله لازمت الاستغفار تقريبا من سنتين ولكن الشاهد هنا أنه ولله الحمد ألهمني الله لهذه الفكرة الا وهي انه كلّ ما نادى الدكتور برقم طالب استغفرت الله , وجدت انني أصل لـ 160 استغفار الى ان ينتهي الدكتور من التحضير هذا في البداية اما في نصف الترم بدأت استغفر في كل رقم مرّتين ولو حسبناها لوجدنا اننا نصل لـما يقارب الـ " 320 " استغفار , ووالله العظيم اني في بعض الاحيان انسى نفسي , ينادي الدكتور برقمي وهو يراني يريدني ان اقول حاضر ولكن انا في عالم آخر فأكثر من مرة أصاب بالاحراج لهذا السبب . فاستمريت على هذه الطريقة الى نهاية الترم ولكن ليست هنا المفاجأة , المفاجأة هي ما سأذكره الان , كان نظام المادتين متقارب الى حد كبير فكان هناك ثلاثة اختبارات لكل مادة , اختبار دوري اول ( 30 درجة ) واختبار دوري ثاني ( 30 درجة ) واختبار نهائي ( 40 درجة ) , المهم اختبرت الاختبار الاول وضاع عليّ كم درجة واختبرت الدوري الثاني وذهب كذا درجة واختبرت الاختبار النهائي والحمد لله أخذت الدرجة كاملة ( 40 من 40 ) , طبعا كنت حريص كل الحرص على الحصول على الدرجة كاملة في المادتين وهي ما يسمى في لغة الدرجات بــ " +A " ولكن ما نقصني في الاختبار الاول والثاني أفقدني الحصول على هذه العلامة , الكلام طبعا ينطبق على كلا المادتين , المهم خلصنا الاختبارات وقبل أيام قلائل ظهرت النتائج فوالله العظيم والذي رفع السماء بلا عمد لم أتوقع أن أحصل على تلك الدرجة التي نزلت لي فلقد نزلت الدرجة كاملة " 100 من 100 " أول خطوة عملتها سجدت شكرا لله على هذه النعمة التي أنعمها عليّ وقمت بالاتصال على الدكتور نفسه فأخبرته بالدرجة وقلت له كيف وانا خسرت بعض الدرجات , قال لي بالحرف الواحد اجتمع رئيس قسم المواد العامة مع كافة الدكاترة وقال " الطالب الذي حصل على درجة كاملة في الاختبار النهائي أعطوه العلامة كاملة " , علما بأن النظام هذا لم يكن موجود سابقا .

فسبحان الله القائل في كتابه العزيز (( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10)يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً (12) )) نوح

فعلا والله لم أكن أتوقع أن يحصل هذا ولكن فضل الله لا حدود له وكرمه لا نهاية له فأستغفر الله العظيم الذي لا اله الا هو الحي القيوم وأتوب إليه .

والحمد لله هذا حالي في جميع المواد فما إن يبدأ التحضير إلا و يلهمني الله الاستغفار فأبدأ فلا أتوقف حتى ينتهي آخر اسم في الكشف , ولي مع إحدى المواد قصة أخرى وهي شبيهة بسابقتها ولكن لعلّي لا أطيل فيها وهي مادة انجليزية كان حالي معها كحالي في اللغة والثقافة فمع بداية أول اسم أبدأ بالاستغفار . المهم انتهينا من المادة وبعد الاختبارات حصلت على تقدير معين فيها وكان متبقي لي درجتين حتى أنتقل من تقدير لتقدير أعلى وكان معلوم أن دكتور هذه المادة من الدكاترة الشديدين والشديدين جدا من ناحية الدرجات , فكان بعض الطلاب يتبقى له درجة عن النجاح ولا يعطيه , المهم بعد ما نزلت الدرجات في الموقع وجدت انني انتقلت الى التقدير الذي كنت أتمناه وبعد السؤال اكتشفت ان الدكتور قام بتقريب الدرجات الى اقرب تقدير فمثلا طالب أخذ 88 يعني تبقى له درجتين عن الـ 90 , يقوم باعطائه الـ 90 كمساعدة , فما أعظم الاستغفار وما أعظم ثوابه في الدنيا قبل الاخرة .

وما هذه القصتين الا غيض من فيض من القصص التي حصلت لي مع الاستغفار ومع بعض الادعية وخصوصا " حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنّا إلى ربنا راغبون " ولكن لعلّي أكتفي بهذا القدر في هذه المشاركة وباذن الله سوف يكون لي مواضيع أخرى وقصص أخرى مع الاستغفار ومع كثير من الادعية فأتمنى لكم الفائدة .

ولكن صدّقوني لن يحصل لكم ما تريدون إلا أن تنبع أعمالكم من نية صادقة خالصة لوجه الله إضافة الى ايقانك التام بأن الله لن يخذلك , صدّقوني احسان الظن بالله شي عظيم فأحسن الظن بخالقك ولا تحسن الظن بنفسك .

في الختام من أراد ذكر قصة حصلت له فلهُ منّي كل الشكر والعرفان ومن لم يكن له فله منّي كل الاحترام والتقدير .

هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما كثيرا

>> بقلم إبنكم : عــــابر سبيل <<

,,,