[يمامة الوادي]

مع الأصحاب يا أحباب



ما أحلى الحديث عنهم .. إن أردت الهمة العالية ، فأسمع قصصهم .. إن أردت العبادة و الإخبات ، فأقرأ تاريخهم ..

إن أردت العزة والكرامة فتأمل سيرتهم .. إن أردت التضحية والجود بالمال والنفس والوقت ، فأقرأ وأعتبر يا أخي المبارك .

عن أي أصحابٍ سأتحدث ، إنهم الأصحاب ، الذي ليس كمثلهم أصحاب .. إنهم الأُسْد الأحرار ، إنهم الأبطال الأشاوس ، إنهم العبَُّاد الأبرار .. إنهم المهاجرون والأنصار .. الذين رضي الله عنهم وأرضاهم .. وجزاهم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار ..



هم أصحاب النبي صلى الله عليهم وسلم ، الذين أختارهم الله جلَّ جلاله لصحبة نبيه ، فكانوا مع النبي كخير ما يكون الصاحب مع صاحبه .. بذلوا دمائهم وأموالهم دونه .. باعوا أهلهم وديارهم من أجل الله .. واستجابةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. ضحُّوا بالغالي والنفيس من أجل دين الله ، انقضت أعمارهم جهاداً ودعوةً وكفاحاً .. وبذلاً وتضحيةً ونضالاً .. وعبادةً وإخباتاً .


رهبانُ ليلٍ إذا جنَّ الظلام بهم كم عابدٍ دمعه في الخدِّ أجراه
وأُسْد غاب إذا نادى الجهاد بهم هبُّوا إلى الموت يستجدون لقياه


هم أعلم الناس في دين الله .. هم أحرص الناس على دين الله .. هم أبعد الناس عن معصية الله ، فالدين هو ما كانوا عليه .. والبدعة ما قد أنكروه ..


أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يحبُّهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق زنديق ، الطاعن فيهم طاعن في دين الله ، حبَّهم قربه ، والاستغفار لهم للمتقين علامة ورتبة ( والذي جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ) .



نقلوا لنا كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نقلوا لنا أقوال النبي وأفعاله .. نقلوا لنا أكله وشربه ونومه وسائر أمور حياته ، نشروا دين الله في أرجاء المعمورة ..

والله ما قعدوا في بيوتهم ليتعلَّموا ويشتغلوا في الدعوة والعبادة في أحيائهم وبلادهم ، بل باعوا هذه الحياة وخرجوا مهاجرين يبتغون فضلاً من الله ورضوانا ، حتى دفنوا في بقاع الأرض وفي جزر البحر ، نشروا دين الله بسيوفهم وأخلاقهم ، وعزتهم وكرامتهم . . . ( فيا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيما ) .. فما أجمل أيامهم وما أحلى خصالهم ، وليت لنا مثل خُمُس الخُمُسِ من أفعالهم .


يا رب فأبعث لنا من مثلهم نفراً يشيدون لنا مجداً أضعناه


أخوكم / أبو شموخ .