[manal-abd]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم 00 والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين 00 سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 00

هذا الموضوع عبارة عن بعض الآيات استوقفتني عند قراءتي لها في كتاب التفسير للشيخ العلامه : عبد الرحمن بن ناصر السعدي في تفسيره تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان وأحببت نقلها لكم في صورة وقفات راجية من الله أن تكون تذكرة لي ولكم وتكون سببا في زيادة العلم والعمل و أسأل الله لي ولكم النفع والفائدة 0

الوقــــــــ (1) ـــــــــفة من سورة طه قوله تعالى (( طه * ماأنزلنا عليك القرآن لتشقى )) ( طه) من جملة الحروف المقطعة , المفتتح بها كثير من السور, وليست اسما للنبي صلى الله عليه وسلم

( ماأنزلنا عليك القرآن لتشقى ) أي ليس المقصود بالوحي وإنزال القرآن عليك , وشرع الشريعة , لتشقى بذلك ويكون في الشريعة تكليف يشق على المكلفين , وتعجز عنه قوى العاملين , إنما الوحي والقرآن والشرع , شرعه الرحيم الرحمن وجعله موصلا للسعادة والفلاح والفوز , وسهله غاية التسهيل 00 ويسر كل طرقه وأبوابه , وجعله غذاء للقلوب والأرواح ,
وراحة للأبدان , فتلقته الفطر السليمة والعقول المستقيمة بالقبول والإذعان لعلمها بما احتوى عليه من الخير في الدنيا والآخرة انتهى كلامه رحمه الله 00
قاله الشيخ العلامه : عبد الرحمن بن ناصر السعدي
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان

وقفه : ولو تأمل عاقل لوجد أن كل أمر في الشرع سواء كان واجب أو سنه أو مستحب 00 لا يخلو من فائدة تعود على العبد في معاشه وحياته الدنيويه 00 بالإضافة إلى الفائدة والأجر الأخروي إذا أحسن النية 00 وكل أمر حرمه الله أو كرهه 00 لا يخلو من مضرة وشر يفسد على الإنسان السلامة في الدنيا والآخرة 0 وليتهم العبد نفسه
إذا كرهت أمر من أوامر الله , لأن ذلك منشأه فساد فطرته أو تلوثها فما عادت نقيه كما خلقها الله 00 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )) 0

************************************************** *******************

الوقــ (2) ــــفة : قوله تعالى(( إلا تذكرة لمن يخشى 00 ) آية ( 3)
إلا ليتذكر به من يخشى الله تعالى , فيتذكر ما فيه من الترغيب إلى أجل المطالب فيعمل بذلك , ومن الترهيب عن الشقاء والخسران , فيرهب منه , ويتذكر به الأحكام الحسنة الشرعية المفصلة التي كان مستقرا في عقله حسنها مجملا , فوافق التفصيل ما يجده في فطرته وعقله ولهذا سما ه تذكرة لأن التذكرة الشئ الذي كان موجودا , إلاأن صاحبه غافل عنه , أو غير مستحضر لتفصيله , وخص بالتذكرة ( من يخشى )
لأن غيره لا ينتفع به , وكيف ينتفع به من لم يؤمن بجنة ولا نار ولا في قلبه من خشية الله مثقال ذرة .؟ ! هذا مالا يكون
( سيذكر من يخشى * ويتجنبها الأشقى ) انتهى كلامه رحمه الله
(قاله الشيخ العلامه : عبد الرحمن بن ناصر السعدي في تفسيره تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)

وقفه 00 من أقوال العلماء والمفسرين الواردة في الخشية

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( آخ الإخوان على قدر التقوى , ولا تجعل حديثك بذلة إلا عند من يشتهيه , ولا تضع حاجتك إلا عند من يحب قضاءها , ولا تغبط الأحياء إلا بما تغبط الأموات , وشارو في أمرك الذين يخشون الله عز وجل ))
وعن الحسن البصري رحمه الله تعالى قال : (( الأيمان من خشي الله بالغيب , ورغب فيما رغب الله فيه وزهد فيما أسخط الله ))
قال سري السقطي رحمه الله تعالى : (( للخائف عشر مقامات منها :
1- الحزن اللازم 2- والهم الغالب
3- والخشية المقلقة 4- وكثرة البكاء
5- والتضرع في الليل والنهار 6- والهروب من مواطن الراحة
7- ووجل القلب 0
وعن صالح أبي خليل _ رحمه الله _قال : (( أعلم الناس بالله أشدهم له خشية ))0 موسوعة نضرة النعيم

اللهم ارزقنا خشيتك في السر والعلانية ولا تجعلنا من المحرومين يا أرحم الراحمين

************************************************** ************************************
الوقـــــــــــ ( 3) ـــــــــــــفة : قوله تعالى (( له الأسماء الحسنى )) اية ( 8) 0
الله سبحانه وتعالى له الأسماء الكثيرة الكاملة الحسنى , من حسنها أنها كلها أسماء دالة على المدح فليس فيها اسم لا يدل على المدح والحمد , ومن حسنها أنها ليست أعلاما محضة , وإنما هي أسماء وأوصاف , ومن حسنها أنها دالة على الصفات الكاملة وأن له من كل صفة أكملها وأعمها وأجلها , ومن حسنها أنه امر العباد أن يدعوه بها , لأنها وسيلة مقربة إليه يحبها ويحب من يحفظها ويحب من يبحث عن معانيها ويتعبد له بها ,, قال تعالى (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها )) 0
(قاله الشيخ العلامه : عبد الرحمن بن ناصر السعدي في تفسيره تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)

************************************************** ************************************

الوقـــــــــ ( 4) ــــــــــفة : قوله تعالى (( 00 فاعبدني وأقم الصلاة لذكري )) آيه ( 14) 0
أي جميع انواع العبادة ظاهرها وباطنها , أصولها وفروعها , ثم خص الصلاة بالذكر وإن كانت داخلة في العبادة لفضلها وشرفها وتضمنها عبودية القلب واللسان والجوارح 00 وقوله ( لذكري ) أي أقم الصلاة لأجل ذكرك إياي , لأن ذكره تعالى أجل المقاصد وهو عبودية القلب وبه سعادته , فالقلب المعطل عن ذكر الله معطل عن كل خير , وقد خرب كل خراب , فشرع الله للعباد أنواع العيادات التي المقصود منها إقامة ذكره عزوجل وخصوصا الصلاة 00 قال تعالى (( اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر )) ,, أي ما فيها من ذكر الله أكبر من نهيها عن الفحشاء والمنكر وهذا النوع يقال له توحيد الألوهية وتوحيد العبادة فالألوهية وصفه تعالى والعبودية وصف عبده 0 انتهى كلامه
(قاله الشيخ العلامه : عبد الرحمن بن ناصر السعدي في تفسيره تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)

تعليق 00
عن أنس بن مالك رضي اله عنه قال , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( حبب الي من الدنيا النساء والطيب , وجعل قرة عيني في الصلاة )) متفق عليه 0


فالصلاة قرة عين الصالحين , ومتنفس لقلوب المقربين وسكون لأرواح الخاشعين , كيف لا والعبد يناجي ربه يشكو له همه وغمه وما أثقل ظهره , ويفوض له أمره دقه وجله , سره وجهره 00 الصلاة لها طعم لا يتذوقه إلا المخلصون , الصادقون الذين أحسنوا العلاقة والصلة برب العالمين سرا وعلانية , في السراء شاكرين حامدين , وفي الضراء صابرين محتسبين , وفي كل الأحوال عاملين
بقول الحكيم العليم ((واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ))
لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم (( يابلال أقم الصلاة , أرحنا بها ))
فمن كانت صلاته لا تريحه ولا تنهاه عن المنكر والفحشاء فليراجع نفسه لأن صلاته بها خلل
(( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ))
ومن كان ذكر الله لا يطمئن به قلبه فلا بد ان هناك نوافذ شر وأبواب معاصي مفتحه لوث ريحها وهواؤها روحانية الذكر وبرد لا إله إلا الله 00
اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا لحبك , اللهم اجعل حبك أحب إلينا من الأموال والأولاد والأزواج والآباء والإخوان والناس أجمعين , واجعلنا ممن يؤثرك ولا يؤثر عليك أحدا يا سميع ياعليم وآثرنا ولا تؤثر علينا 00 يارب العالمين 0