[آزاده]

الإنسان في غمرة مشاغل الحياة اليومية و متطلبات عصر السرعة ينسى أو يتناسى حق جسمه و نفسه و عقله عليه .. مهملاً بذلك أموراً مهمة في تكوين و تشكيل شخصيته ..
الخلوة مع النفس .. التأمل ..الإيحاء الذاتي ..الإستمتاع بالإسترخاء و الهدوء على أنغام الطبيعة و كذلك ممارسة الهوايات التي نحبها والخ الخ وغيرها أمور يعتبرها الكثير منا بأنها (ترف و كماليات ومضيعة وقت) بينما هي أساسيات يحتاجها كل فردٍ منا لتقويم شخصيته و سلوكه و إعادة شحن النفس و العقل و القلب بطاقات تستعيد نشاطه و حيويته و سلامة تفكيره.
هذا المقال منقول بتصرف من مجلة حياة للفتيات اتمنى ان يروق لكم .

.
.
أريد أن أرتاح
قبل أن تشرع في قراءة أي حرف في هذه المساحة ... أريدك أن تجيب على سؤالي...
0) هل نمت بما فيه الكفايه هذا اليوم ؟؟
ان كانت الاجابة بنعم .. فهذا جيد ... استمر في القراءة ...
وان كانت الاجابة بلا ..فالأفضل ان تذهب لفراشك الآن .. وتسترخي ثم تعاود القراءة فيما بعد..!
وبمناسبة ذكر التعب .. أتشعر أنك متعب دوما .. مرهق دوما .. تحس بالضجر والضغوط
والتكرار ...!
والروتين الممل ..!
اتشعر انك منذ مدة طويلة لم تنام مستغرق ... بعمق .... وهدوء .... ووداعة مثل الاطفال
ثم تستيقظ نشيط ... متفائل .... مبتسم .... ؟؟

أشعرت انك سئمت التكرار نفس ( الموال ) ..
وهو كذلك لدى الجميع ...

فمتى ياترى سنرتااااااااح.... ؟؟
ولماذا لا نصنع لأنفسنا عالما صغيرا مبهجا ... نمارس فيه كل مايريحنا ..
ونأوي اليه حين يلفحنا هجير الحياة ...
بسمومه ولهيبه .. فلعلنا نعود للحياة مره أخرى ...
بنفس أكثر اشراقا ...؟

فمنذ متى ...
لم تملئ ( البانيو ) بالماء الدافئ ...
ورغوة منعشة ... وتغمر جسدك
المرهق فيه وتستسلم لاسترخاء لذيذ ...

ومنذ متى ...
لم تحضر شريط فيديو من ذكريات الطفولة .. وتستلقي أمامه ...
وتتناول الشيبس
والعصير والحلوى .. وأنت تضحك من أعماقك
على مطاردات توم وجيري .. او مقالب باغز باني ...

ومنذ متى ...
لم تخرج لحديقة المنزل ...
وترش الماء على تربتها ... وتتنفس بعمق ...رائحة التراب
حينما يختلط بالماء ...

ومنذ متى ...
لم تطفئ أنوار غرفتك ...
وتملئ جنباتها بالشموع المعطره..
ثم تسحب من الرف أقرب ديوان لقلبك...
وتنغمس بأشعاره...

ومنذ متى ...
لم تجلس القرفصاء ...
تراقب طابورا من النمل ينقل رزقه على ظهره بهمة ونشاط
فتسبح الخالق ...

ومتى هي...
آخر مرة .. أحسنت الوضوء ... وفرشت سجادتك ... على أرض لم تتعود الصلاة عليها بمنزلك ..
كسطح البيت ... أو الحوش ... أو حتى الحديقة ..؟؟
وصليت ركعتين ... هكذا ... لأجل أن تسبح خالقك ...
وتسبح روحك في ملكوت النور والنقاء .... ؟؟

هل ذهبنا بعيدا ....؟؟؟؟؟
هل كل ذلك مستحيل ....؟؟؟؟

اننا بحق .. لا ندلل أنفسنا .. بأشياء صغيرة بسيطة ...تعيد للروح رواءها وبهاءها ...!!

وثوبها ونشاطها ... فالنفس ان أهملت .. تحت ركام الكسل والروتين والعادة ...
شاخت وصدأت ... وأصبحت لا تنتج الا رمادا وغبارا ... لا ينفع ..
وان هي حركت .. ونشطت .. بأحب مايمتعها وأكثر مايجددها ..
قامت متفجرة كالشلال ..
يفيض حيوية ويعطي بلا انقطاع ...
فإذا بدأت نفسك تلح عليك
أريد أن أرتاح ... أريد أن أرتاح ..
فجرب أنت مايريحها
فأنت بالتأكيد ... الأعلم بذلك.

.
.
.
تقديري