[نورقباء]

قال ابن الجوزي:
من يكن شيخ نفسه في الطريق لم ينل رتبة من التحقيق ، لا يتم السلوك في الطرق إلا بخفير ومرشد ورفيق .

ولأن الدنيا طريق نحتاج فيه كلمة وإرشاد ونصح وتنبيه عون رفقة حكماء
صار للاستشارات أهمية

والنصح الأخوي مني لكل من يحتاجه هدية..
فإلى كل من كبله قيد الهم

اعلم أن الله خلق الإنسان وفيه قدرة على التأثير والتأثر
مع كون هذه بنسب متفاوته من فرد لآخر لعوامل كثيرة إلا أنه يظل التأثر مما حولنا وبمن حولنا أمر مؤكد الحصول.

ودور الإنسان هنا توجيه تلك التفاعلات الشعورية نحو بر الأمان لتكون صحية إيجابية
لامبالغات فيها تحيد بنا عن الطريق ولا لامبالاة تعزز فينا الجمود.

دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثواني

بيت للشاعر شوقي وهو فعلا في محله!

كم سنعيش في الدنيا
30 سنة ؟
40؟
60؟

كم؟
أقل أكثر ؟

حتى لو صارت 90 وأكثر..

عمر قصير جدا تجاه مانحاول تحصيله مما ينفعنا
عمر أقصر مما نملأه هم وعذاب يفتر بقوانا ويقلل قوتنا على الطاعات.

فقط علينا الدعاء
وأن ندع الخلق للخالق
ونأخذ بأسباب الحلول
ونوكل الأمر لله
وكفى

فمن الرائع أن يعيش الإنسان موااازنة تامة في خضم عراك كل ظرف..

فيخلق لنفسه بعون الله جو من الهناء والراحة مهما كان من حوله كئيب تعيس

ويتأمل حال المحزون ويتفكر في الكرب مهما امتلأت أجواء من حوله غفلة وطربا ومرحا

هذا هو التوازن

أن تشعر بكل ماحولك

بحلوه ومره

على أن يجعلك تستفيد من الأزمات استفادة إيجابية تقوي رابطك بالله دون أن تخر بقواك

موازنة تجعلك بين البين

دون أن تنخرط في مرح يصل بك لدرجة ( اللامبالاة)
ودون أن تشعر بسواد الدنيا أطبق عليك وكأنه مامن راحة وسرور في الدنيا أبدا

فمن قال ( لقد خلقنا الإنسان في كبد) قال سبحانه أعز قائل ( ولاتنس نصيبك من الدنيا)

دلالة أن الله جعل مكابدة العيش ذات محطات فيها من الأنس والراحة ما يتقوَ بها الإنسان على طاعته وعبادته

في حكمة عظيمة وموازنة كبيرة تستحق التأمل سبحان الله العظيم .

فلنعش التوازن

فلأنفسنا علينا حق.

حتى وإن كانت الأحداث التي تجري في الساحات الإسلامية الحالية تؤثر فينا

وخاصة فيما تجاوز حدود المعقول والمقبول
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن يقول
هل من الذكاء أن نجعل ذلك الهم أو هما غيره من أمور الحياة سبب في سحابة تكسوا نهارنا دوما بالسواد ؟

أليس وسيلتنا التي نصل بها للغايات دوما بعون الله هي الدعاء ؟

فمالذي تفيده الحسرة والتأوة والتقوقع في دائرة الألم النفسي المبرح ودونما عمل بالدعاء؟

قال ابن القيم رحمه الله:

المواساة للمؤمنين أنواع: مواساة بالمال، ومواساة بالجاه ، ومواساة بالبدن والخدمة ومواساة بالنصيحة والإرشاد ،
ومواساة بالدعاء والاستغفار لهم ، ومواساة بالتوجع لهم . وعلى قدر الإيمان تكون هذه المواساة .
فكلما ضعف الإيمان ضعفت المواساة ، وكلما قوي قويت .
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعـظــم الناس مواساة لأصحابه بذلك كله ، فلأتباعه من المواساة بحسب اتباعهم له .

فالتوجع للمسلمين وأحوالهم يلهمنا دعاء متواصل وهذا خير مانفعل وأصوبه .

فمن عدم الفطنة إحراق أنفسنا هما وتفكيرا من أجل تلك الأحداث وغيرها
فالله له حكمة لايعلمها إلا هو سبحانه حين قدّر حصول كل ذلك..

فهل سنكون أرحم من الله على خلقه ؟

أو هل سنعذب أنفسنا ألما وقهرا وغيضاً ولنا رب نثق فيه وندعوه ونوكل له أمور الأمة كلها ؟

وهل أصلا تعذيب أنفسنا بكثرة التأوة والحسرة على مايجري من أمور سيجد نفعا ؟

هاهو ابن تيمية رحمه الله يقول :

: « إنها تمر بالقلب لحظات من السرور أقول : إن كان أهل الجنة في مثل هذا العيش ، إنهم لفي عيش طيب »

فهل ياترى لم يكن لابن تيمية( الملقب بشيخ الإسلام) هم أكبر يحمله للإسلام
حينما مر عليه مثل ذلك السرور العظيم ؟

فياصاحب الهموم

هموم ظروف قاهرة ومؤلمة ومحزنة وأخرى ، هل ياتراها خيرة لك ؟.

فكر في همومك ؟

إن كانت ستحفزنا للعمل بإيجاب وتعقل وإخلاص بالدعاء
فأهلا بها
وهذه ستكون هموم وقتيه يعقبها فرج من الله لأن فيها توكل على الله ثم العمل أو لحكمة يعلمها الله تستمر ، وفي ذلك خير.
ولكن مالحال عندما تكون هموم مجردة ، لاداوفع ولاحوافز نجنيها منها