[غيوم ممطره]

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على من لانبي بعده محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم
أخواني وأخواتي في الله..أنا وأنتم ولله الحمد مسلمون موحدون بالله..مصدقون بنبيه محمد وما دعى إليه صلى الله عليه وسلم..شرعنا كتاب الله وسنة رسوله الكريم...وهذه أكبر نعمة نحمد الله عليها..ولذلك ...أليس من الواجب علينا العمل بما أوصانا الله به في قرآنه ؟؟,,,وهي الوصية (ببر الوالدين وخاصة الأم) وجائت الآيات في اقرار ذلك وتأكيدة بقوله تعالى:-
قال تعالى: وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان:14] .

وقال تعالى((وَوَصَّيْنَاالْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُكُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا))
أنظروا لهاتين الآيتين والتي ذكر الله فيها الأم .على وجة الخصوص ..لماذا؟؟لفضلها العظيم ومكانتها العالية..حتى يثبت ذلك في قلوب ونفوس الأبناء .. لأن ما تتكلف به الام أكثر من الأب بكثير,وهذا يتمثل في سير حياتها نحو الأمومة ابتداءً من الحمل وما تتحمله من مشاق وتعب.لما يكسب بنيتها الجسديّة ضعفاً على الضعف الذي هو خلق الله (المرأة عليه) طوال 9 أشهر..وما يعقب ذلك من آلام الولادة والطلق ودرجة ما تعانيه في تلك اللحظات العصيبة والتي هي بمثابة الوصول لعتية الموت..وخروج روح من روح سبحان الله..وما يعقب تلك المرحلة من تحمل أعباء الرضاعة والتربية,والسهر طيلة الليل مدة عامين كاملين..تحتضن فيها رضيعها بعاطفة الحب والشفقة والحنان والخوف ..وغيرها من مشاعر عظيمة..وقد كانت لأحاديث رسولنا صلى الله عليه وسلم جُلّ تعظيم للأم ..منها,أن أبي هريرة رضي الله عنه قال,جاء رجل إلى النبي فقال((يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي,قال((امك))قال ثم من؟قال((أمك)),قال ثم من,قال((أمك)),قال ,ثم من ,قال((أبوك)).فلها الحق بطيب المعاشرة..فانظر ياعبد الله ويا أمة الله كيف ان رسول الله أكد في حديثه على وجوب البر بالأم بتكرار ذلك ثلاث مرات ..فالأب بالإنفاق والأم بالإشفاق..فأي وصية أعظم وأجل من تلك الوصايا الربّانيّة من الله تعالى ..ومن رسوله الكريم صلوات الله عليه لنا للبر والإحسان والعطف إليها ...
لما في ذلك من غايات يجهل فضلها العظيم الكثير من الناس ..فمن فضائل البر بالأم :-

1- مجلبة لحب الله لعبده ,ففي الحديث عن عبد الله ابن مسعود رضي الله قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله,فقال(الصلاة على وقتها)قلت ثم أي ,قال (بر الوالدين),قلت ثم أي قال(الجهاد في سبيل الله)

2- أن البر بالوالدين ,والبر بالأم على وجه الخصوص سبب في بلوغ عالي الدرجات في الجنة.
روى البخاري من حديث أنس بن مالك أن الرُّبيِّع بنت النضر - عمة أنس أتت النبيصلى الله عليه وسلم فقالت : يا نبي الله ألا تحدثني عن حارثة ؟ - وكان قتل يوم بدرأصابه سهم - فإن كان في الجنة صبرتُ ، وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء قال : يا أم حارثة إنـها جنان في الجنة ، وإن ابنك أصاب الفـردوس الأعلى .
هو حارثةبن النعمان – رضي الله عنه – ويُقال حارثة بن سراقة ، وترجم الحافظ ابن حجر فيالإصابة لاثنين ، بينما رجّح في الفتح أنه واحد .
هذا الرجل أوصلَه بـرُّه إلىالجنة .
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بينا أنا أدور في الجنة سمعت صوت قارئ فقلت من هذا ؟ فقالوا : حارثة بن النعمان . قال : كذلكم البر . كذلكم البر . قال : وكان أبـرَّ الناس بأمِّـه . رواه الإمامأحمد وابن حبان والحاكم ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين . وهو كما قال .
وقال النبي ((رغم انف ثم رغم انف ثم رغم أنف من أدرك ابويه عند الكبرأحدهما أوكليهما فلم يدخل الجنه))والمعنى هنا رغم أنف,أي إلتصق بالرغام وهو التراب..وهي كنايه عن الخسران والخيبه لمن لم يحسن ويبر لولديه فيدخل الجنة
3- أن في البر بالوالدين سبب لأدرار الرزق وإطالة العمر,لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه,أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال((من أحب أن يبسط له في رزقه,وينسأ له في أثره فليصل رحمه))فليس هناك صلة أعظم من البر بالوالدين
4-في البر بالأم سبب لإجابة الدعاء,وتيسير الأمور,والفرج من كل ضيق ,فقد بوب الإمام البخاري - رحمه الله - في صحيحه: "باب إجابة دعاء من بر والديه"، ثم ذكر حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة: قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((قال أحدهم: اللهم إنه كان ليوالدان شيخان كبيران وامرأة، ولي صبية صغار أرعى عليهم، فإذا أرحت عليهم حلبت لهما، فبدأت بوالدي فسقيتهما قبل صبيتي، وإنه نأى بي ذات يوم الشجر فلم آتِ حتى أمسيت، فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب، فجئت بالحِلال، وقمت عند رءوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما، وأكره أن أسقي الصبية قبلهما، والصبية يتضاغون عند قدمي - يصيحون ويبكون من الجوع - فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجة نرى منها السماء، ففرج الله منها فرجة، فرأينا منها السماء)) رواه البخاري ومسلم
5- أن البر بالأم فيه بركه,وصلاح في الدنيا,وأن الله يسخر لمن بر بوالدته العباد ويجعلهم عوناً له.
فمن منا لا يتوق لبلوغ كل هذا الفضل من البر بالأم والإحسان إليها
************************************************** *************************************
ومن أوجه البر بها....الدعاء لها في السر والعلن بكل خير ,والترحم عليها دائما والدعاء لها بالجنة في مماتها,وتلبيه رغباتها بطيب نفس,وعدم حرمانها مما ترغب وتطلب,ومعاملتها بطيب القول وأحسنه وعدم رفع الصوت والكلام في وجهها,وعدم التأفف منها,وتقبيل رأسها,والسؤال عنها من حين لآخر,ومراعات ظروفها الصّحيّة,وتقديمها في كل شيء حتى على الزوجة والأبناء,وزرع حبها واحترامها وتقديرها في نفوسهم...وليكن رضاها هو شغلك الشاغل ...لماذا؟؟؟
لأن كل ما تقوم به من أجلها من إحسان وبر سوف يعود إليك يوماً من الأيام..مهما طال الزمن أو قصر.

((فإليك أمي قطرة من بحر حبك))

إليك أمي قطرة من بحر حبك الذي لا ساحل له
إليك أمي قطرة من طيـب قلبك الذي أُتَــوق له
إليك أمي قطرة من فيض حنانك الذي لاوصف له
إليك أمي قطرة من كرم عطائك الذي لاحدود له

أمي ..إن صيغت سطوري بعذب الكلمات,,ورُسِمَت خلفها أجمل اللوحات المعبرة عن صادق مشاعري الممزوجة لكي بالحب ,,فلن ولن أوفيكِ ما تستحقين,,,يكفي ويكفيني أني بكِ وفيكِ أبصر كل جميل

يا منبع حبي وارتوائي..يا منبع أمني وسعادتي..يا منبع راحتي وملاذي..يا منبع رشدي ونور دربي,ي منبع غيومي الممطره بكل خير في حياتي.