[غيوم ممطره]

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد ابن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ليوم الدين...

ياعبد الله..ويا أمة الله هانحن ,,كل يوم تطوي الحياة صفحة من أعمارنا,سُطِّرت فيها أعمالنا صغيرةً وكبيرة وإن كانت كمثقال ذرة,,فمن منكم وقف مليّاً جاهداً في محاولةٍ منه لتقليب صفحات الماضي,وما الذي سُطِّر فيه..فما أكثرها من ذنوب ,ومعاصي,وغفلة,وبعد عن الله,وعن طاعته,و و و.....
ومازلتم السير في طريق العتمة تعصف بكم الأهواء والشهوات مذعنين لها الإستسلام..مستسهلين أن هناك نهاية حتميّة حقّة لكل كائنٍ ما كان((الموت))..قال تعالى((كُلُّنَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَالْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَوَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور))...فما أقسى تلك اللحظة ,وأنت يا ذلك الإنسان .. تصارع سكرات الموت وتتجرّع آلامه..لحظة عصيبة..لاتملك لنفسك شيئاً حينها سوى أمنيةً واحدة[تمنِّي الرجوع للحياة الدنيا]
قال تعالى((حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [المؤمنون:99-100]
تأمل هذه الآية ,وانظر ما اقترفت من أعمال في حياتك الدنيا..فهل ستكون ممن خصّهم الله فيها..وهل سيكون هذا طلبك ورجائك لربك عند سكرات الموت ..ويوم تقف بين يديه يوم القيامة((رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ))وأنت تعرف يقيناً..أن لا رجوع بعد الموت للحياة الدنيا..فالآخرة هي الحياة الأبديّة ..وهي دار الخلود والمقامة...تدارك نفسك في حياتك الدنيا وأقبل على الله وطاعته وشرعه وسنّة نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم...فما ألذّه من شعور وما أسعدها من نفس,حين تتدارك الحق وتتبعه..وتجعل العمل الصالح نبراساً لكل قول وفعل,ابتغاء وجه الله الكريم..لتتجنب ويلات الندم والتأسف على ما مضى ,من التفريط في حق الله عليك بعبادتة وطاعتة , ولاتكن ممن يتمنون الحياة الدنيا بعد الموت لتعمل بالصالحات ...فهيهات هيهات لذلك.