[يمامة الوادي]

sms عبر هواتفهم النقالة بشكل مكثف، أصابتهم
بالخوف الشديد، مفادها أنه «تم تهريب مليون حبة شمام (خربز) إلى السعودية عن
طريق الحدود الشمالية محقونة بفيروس الإيدز، والخبر من مصادر موثوقة لذا جرى
التنبيه، وهذه بداية حرب جرثومية إسرائيلية، أرسلها لمن تحب ويهمك أمره»!

لكن مصدراً في جمرك ومنفذ الحديثة الدولي الحدودي، الذي يعد البوابة الشمالية
للمواد الغذائية الآتية من دول الشمال، نفى صحة الرسالة. وقال: «لم تدخل أية
شاحنة محملة بالشمام من الحدود الشمالية أمس أو اليوم الذي قبله، ولا صحة لما
جاء في الرسالة، وما ذكر إشاعة لا أساس لها من الصحة».

ومن جانبه، استبعد المهندس الزراعي حبيب بن محمد عبدالصمد صحة المعلومات
المتناقلة، وقال: «
لا يمكن لفيروس الايدز أن ينتقل بهذه الطريقة لأسباب علمية بحتة
واضحة، فالمعروف طبياً أن هذا الفيروس ينتقل عن طريق الاتصالات الجنسية غير
المأمونة من شخص مصاب إلى شخص سليم، وعن طريق نقل دم ملوث، أو نقل
الأعضاء من إنسان إلى آخر، أو استعمال الحقن الملوثة للمصابين بالفيروس ومباشرة
الدم، أي أن بقاء الجرثومة واستمرارها هو فقط بالدم ولا تنتقل عن طريق الأكل أو
الشرب ».

وأكد أن الخضراوات والفواكه من الكائنات الحية التي تتأثر بالمرض والميكروبات
والفيروسات وسيظهر عليها التعفن والضمور مباشرة عند حقنها بذلك الفيروس أو
غيره، إذ ينكشف مباشرة أنها ليست طبيعية وغير سليمة، هذا إذا سلمنا بتلك
الرسالة وصحتها».

وأضاف: «الشمام في هذا الوقت لا يصدر عن طريق المناطق الشمالية والدول
المجاورة لها مثل لبنان وسورية وتركيا والأردن، وذلك لعدم ظهور موسم تلك
الفواكه هناك، فالأجواء ما زالت باردة في تلك البلدان، فهي تحتاج إلى شهرين من
الآن على الأقل لظهور موسمها، وهذا يؤكد عدم صحة تلك الرسالة».

وأثرت رسالة
sms في أسواق الخضراوات والفواكه، بعد تداولها بين عدد كبير
من الناس، إذ يؤكد سعد القحطاني وهو يعمل في محل خضراوات وفواكه وسط
الرياض، أنه لا حظ ابتعاد الكثير من المستهلكين عن فاكهة الشمام بشكل ملحوظ.
وأشار إلى أن استغرابه زال بعدما أخبره أحد الزبائن بوجود رسالة تخبر عن دخول
شمام مستورد محقون بفيروس الايدز، «لم أصدقه حتى أخرج لي جهازه الجوال وفتح
لي رسالة تؤكد ذلك».

في المقابل، أكد فهد الدوسري المتخصص في بيع الشمام والبطيخ في سوق البديعة
في الرياض، أن يوم أمس شهد عزوفاً كبيراً من المستهلكين عن شراء الشمام، على
رغم أنه فاكهة محببة للجميع خلال الصيف، قائلا: «أبيع ما يقارب 150 حبة شمام
يومياً، ولكن أمس لم أبع سوى 20 حبة فقط». وشدد على أنه هو وزملاؤه
عاجزون عن فعل شيء تجاه هذا الأمر، وإنما ينتظرون الفرج قبل فساد بضاعتهم
من الشمام - بحسب قوله
الايميل