[زايرة]

صاحبة هذه القصة تسرد قصتها مع زوجها قائلة:

عشت مع زوجي عشر سنوات.. رزقنا الله خلالها أربعة أطفال.. وزوجي رجل طيب.. لكنه غير مبال بشؤون الاسرة.. فهو إما أن يكون خارج البيت أو يكون في البيت يقضي وقته لمشاهدة القنوات الفضائية لا يجلس معي أو مع أطفالنا.. وعندما ألفت انتباهه لهذه النقطة يجيب ماذا ينقصكم.. كل شيء متوفر وموجود.. وكل طلباتكم مجابة.. هو يظن جهلا أن مسؤوليته تنحصر في توفير النفقات والاحتياجات المادية فقط دون أن يدرك أننا في حاجة الي وجوده معنا والي أحاسيسه ومشاعره والاهتمام بنا معنويا أكثر من حاجاتنا ماديا.. نريده أن يجلس معنا نتناقش ونتحاور نشكي همومنا ومشاكلنا لبعض.. نريد اهتماماته. لكن هيهات.
عندما أصبح الوضع متذمرا وطفح بي الكيل فكرت بإعلان الحرب علي هذا الوضع وإعلان التحدي علي زوجي من أجل تغيير سلوكياته وتغيير نظام حياته لتصحيح الوضع.. وهذا ما حدث بالفعل منذ أربع سنوات.. أي بعد ست سنوات من زواجنا.. لكن كان اعلان التحدي والحرب لم يكن بالصراخ والعناد وانما بأسلوب استخدام سلاح الحكمة والعقل والسياسة والدبلوماسية.. وهذا بالفعل ما قمت به.. وكانت محاولاتي معه تسير علي خطي سياسة التدريج لتغيير نظام حياته.. كانت أول خطوة للمحاولة حاولت أنا وأطفالي مشاركته في مشاهدة التلفاز مدة بسيطة فقط.. ثم قررت أن أعمل كل يوم جلسة شاي نجتمع فيها معا.. أطرح عليه مواضيع معينة أثناء الجلسة.. ونبدأ نتحاور ونتناقش أنا وهو والاطفال.. وكانت المواضيع المطروحة مثيرة وشيقة.. وأنا متعمدة طرح هذه المواضيع بالذات كي أجعله يستمتع بالجلوس معنا.. ولم أحاول أبدا خلال هذه الفترة بطرح مواضيع جافة أو مستفزة ولا طرح مشاكلنا وهمومنا.. لم يحدث ذلك قط.. لأنني كما ذكرت آنفا قررت بأن اتبع معه سياسة التدريج في التغيير وأيضا استخدام سلاح الحيلة التي تحقق المطلب الاساسي لمصلحة الاسرة وتماسك أفرادها.. ثم اتفقت معه اذا نجح ابننا في العام الدراسي.. وكان هو الوحيد في المدرسة أما باقي اخوته ليسوا في سن الدراسة بأن نعمل له حفلة لنجاحه لمشاركته فرحته.. وان الحفلة تقتصر علي أفراد الاسرة فقط.. ثم قررت وضع جدول أخصص فيه يومين في الاسبوع لنخرج سويا الي أماكن الترفيه أو الي أحد المطاعم لتناول وجبة العشاء.. وناقشته في هذا الأمر وأصررت علي تنفيذه بالكلام اللطيف معه.. وكنت أري محاولاتي تأتي بثمارها المرجوة.. وكنت في سعادة بالغة لأنني بدأت أنجح في جذبه نحونا واهتمامه بنا نوعاً ما.. لكن أردت أيضا وهذا هو المهم أن يتفهم احتياجاتنا بوجوده المستمر معنا.. وبناء علي ذلك عملت أيضا جدولا نخصص فيه زيارة أسبوعية للأهل.. ونجحت في ذلك بعد أن حاولت اقناعه.. ثم نجحت المحاولة التي هي مطلب كل أسرة وهي الاهتمام بمشاكل الاطفال وتفهم احتياجاتهم.. وكنت أطلب منهم أن يجلسوا مع أبيهم يتناقشوا.. يقولون ما يريدون له.. وفي الوقت نفسه كنت أحاول أن أشعره انه مهم في حياتنا وأشعره بأنه مسؤول عنا ولا غني لنا عنه.. وبالفعل هو شعر بذلك وأحس بالمسؤولية نحونا.. فبدأ يقلل من جلوسه أمام شاشة التلفاز.. وقلل من الخروج خارج البيت.. وبات يقضي معنا أطول فترة ممكنة يصغي الينا ويتناقش معنا ويحاول فهم احتياجاتنا ومتطلباتنا.. ويحاول اسعادنا بقدر ما يستطيع.. وأنا سعيدة وممتنة به.. وكذلك الاطفال فسعادتهم لا تقل عن سعادتي.. وأشعر الآن أن بيتي جنة.

حكاية هذه الزوجة مع زوجها.. تثبت لنا أن الزوجة تستطيع بذكائها أن تجعل من بيتها جنة وبيتا ناجحا وسعيدا.. تستطيع التأثير علي زوجها وعلي تغيير سلوكه الي الافضل هذا بالطبع اذا امتلكت المرأة الحكمة والذكاء والصبر كصاحبة هذه القصة.

منقول...