[سفيرة الطهر]

بسم الله الرحمن الرحيم ..
اشتاقت الحياة إليك لتعلمها من جديد..
اشتاق الأزواج إليك لتعود الألفة من جديد..
اشتاقت الديار لتسكنها ولكن ..(( و ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل) )
لذلك نحن نعلم إنما الشوق الحقيقي و الحب الحقيقي هو باتباعك..وما أردت من الناس من شكور.ولكن لترشدنا بإذن الله و بهداية الله إليه. ..وما أنت إلا فضل من الله..اللهم فصلي على عبدك محمد ولك اللهم لك الحمد.

لعلنا نستشعر بقلوبنا مدى شوق أطفالنا لهديه ..فنمنحهم حيــَـاة من جديد..
فأخبر طفلك حين تحسن إليه من الذي أرشدك. و إذا علم فأخبره أن الله وحده هو الذي تفضل علينا و على نبيه بالرسالة..


للتأسي واﻻقتداء.. صور من الرعاية النبوية.


الحمد لله الملك الوهاب، وصلى الله وسلم على من أنزل علﯿه الكتاب، وعلى أزواجه وسائر اﻵل واﻷصحاب، وبعد، ﻻ رﯾب أن الحﯿاة اﻷسرﯾة النبوﯾة مثال ﯾنبغي على كل مسلم ومسلمة اﻹقتداء بها وترسم آثارها، ومن جوانب هذه اﻷسرة التي ﯾنبغي دراستها وتفهمها جانب الرعاﯾة النبوﯾة للطفولة، وهذا جانب جدﯾر بأن ﯾفرد بعشرات الحلقات، وحﯿث أن ذلك ﻻ يتيسر لنا ﻵن فإنني سأستعرض بعضًا من تلك .الرعاﯾة النبوﯾة مع التنبﯿه على بعض الدروس والفوائد

وفﯿما ﯾتعلق بأوﻻد النبي صلى الله علﯿه وسلم الذي رزق بهم، فمعلوم :أنه صلى الله علﯿه وسلم رزق بسبعة، أربع بنات، وثﻼثة ذكور، البنات هن .زﯾنب ورقية و أم كلثوم وفاطمة، واﻷبناء هم: القاسم وعبد الله وإبراهيم وكلهم من خديجة إﻻ إبراهيم فإنه من مارية القبطية، وكلهم ماتوا قبله .إﻻ فاطمة، فإنها عاشت بعده ستة أشهر

ومن صور رعاﯾة الطفولة في بﯿت النبوة، ما رواه مسلم في صحﯿحه عن :خادم رسول الله صلى الله علﯿه وسلم أنس بن مالك رضي الله عنه ـ قال قال رسول الله صلى الله علﯿه وسلم: " ولد لي الليلة غلام، فسمﯿته باسم أبي إبراهﯿم، ثم دفعه إلى أم سيف امرأة قين (أي حداد ﯾقال له أبو سيف، )ﯾعني أنه صلى الله علﯿه وسلم جعل تلك المرأة التي ﯾقال لها أم سيف ترضع إبراهيم كما كانت عادة العرب في ذلك( قال أنس: فانطلق ﯾأتيه، واتبعته، فانتهينا إلى أبي سيف، وهو ﯾنفخ بكيره، قد امتلأ البيت دخانًا (ﯾعني من آثار الحدادة)قال أنس: فأسرعت المشي بين ﯾدي رسول الله صلى الله علﯿه وسلم فقلت: يا أبا سيف أمسك، جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمسك، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم، بالصبي . فضمه إليه وقال ماشاء الله أن ﯾقول".

،فدلّ هذه الحدﯾث على كمال رأفة النبي صلى الله علﯿه وسلم وشفقته فبرغم كونه إمام اﻷمة وقائدها فلم ﯾشغله ذلك عن رعاﯾة هذا الوليد الجدﯾد، وفي هذا تنبيه ﻷولئك اﻵباء واﻷمهات الذين يحرمون أبناءهم من عطفهم وحنانهم وﯾتشاغلون عنهم بالجري المستميت في جمع المال أو .غير ذلك

وها هو عليه الصلاة والسلام ﯾقدم درسًا عمليا لمثل هذا الصنف من الناس، ذلكم ما ثبت في الصحيح عن أبي هرﯾرة رضي الله عنه قال: " قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما وعنده اﻷقرع بن حابس التمﯿمي جالسًا ، فقال اﻷقرع: إن لي عشرة من الولد، ما قبّلت منهم أحدًا ، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: من ."ﻻ ﯾَرحم ﻻ ﯾُرحم "

فهذا الرجل وهو اﻷقرع بن حابس وكان من سادة العرب أسلم وحسن إسلامه رضي الله عنه كان ﯾظن أن مقام الرجولة والسيادة ﯾفرض على صاحبه عدم التأثر بالعاطفة، وأن ﯾكون منقبضًا عن إظهاره أثر تلك العاطفة أمام الناس، فاستنكر تقبيل النبي صلى الله علﯿه وسلم للحسن رضي الله عنه، لكن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن له أن تقبيل اﻷطفال والحنو علﯿهم، والشفقة بهم، مظهر من مظاهر الرحمة التي ﯾستحق صاحبها رحمة الله جل وعلا، كما قال عليه الصلاة و السلام: " الراحمون ﯾرحمهم الله. ارحموا من في اﻷرض ﯾرحمكم من في السماء"

ومن صور الرعاﯾة النبوﯾة للطفولة: ما رواه البخاري عن عائشة أم المؤمنﯿن رضي الله عنها قالت:" أتى رسول الله صلى الله علﯿه وسلم بصبي (وذاك .ليحنكه، كما في رواﯾة) فبال على ثوبه، فدعا بماء فأتبعه إياه"

وروى البخاري أﯾضًا عن أم قﯿس بنت محصن رضي الله عنها أنها أتت بابن لها صغﯿر، لم يأكل الطعام إلى رسول الله صلى الله علﯿه وسلم، فأجلسه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره، فبال على ثوبه، فدعا بماء .فنضحه، ولم ﯾغسله

ففي هذه الحدﯾثﯿن أن هذﯾن الصبﯿﯿن أتى بهما إلى النبي صلى الله علﯿه وسلم وكان المسلمون ﯾأتون بصبﯿانهم إلﯿه صلى الله علﯿه وسلم ليحنكهم وليدعو لهم لطلب بركته صلى الله علﯿه وسلم وحيث إن الصبي صغير ﻻ ﯾعقل، فربما بال بعض أولئك الصبيان على ثياب النبي صلى الله علﯿه وسلم إذا كان الواحد منهم في حجره صلى الله علﯿه وسلم، فكان علﯿه الصﻼة والسﻼم ﻻ ﯾأنف لذلك وﻻ ﯾغضب، وكان هديه أن ﯾرش ذلك .البول بالماء