[ابنة الزهور]

[SIZE=3][font=Tahoma][/font][font=Tahoma[SIZE=2]فجأة وجدت نفسي هنا.. في هذا المكان الموحش..لا أكاد أرى شيئا .. الظلمة تطوق عيناي بطوق أسود..ووحشة المكان تبعث القشعريرة في جسدي.. ورطوبة الجو تثير تساؤلات نفسي الحائرة..أجلت بصري في المكان ببطء في محاولة لخرق الظلمة فإذا ببصيص نور ذهبي يشع من قلب هذا المكان وشيئا فشيئا اتسعت دائرة النور وبدأت معالم الرؤية تتضح لدي..شمعدانات ذهبية!! ..كؤوس وأواني ذهبية!!.. مجسمات سوداء كبيرة !!.. أبواب ضخمة ذات إطارات مذهبة !!..أين[/font][font=Tahoma أنا؟!.[/font]

ياإلهي..غير معقول..إنني في قصر!! ..وأي قصر.. كأنه قصر من قصور القرون الوسطى.. ولكن هناك شيء في هذا القصر يختلف عن تلك القصور.. إنها الجدران وكذلك الأرضية وجزء من الأبواب..كلها محروقة..نعم ..أرى بوضوح الطبقة الشديدة السواد التي تغطي معظم المكان هنا.. إذا ما أنا إلا في قصر محروق! نعم قصر واسع مذهب ولكنه محروق.. ولكن ألا يوجد أحد هنا.. فجأة سمعت صوت خطوات تقترب..إذا يوجد أحد هنا.. التفت إلى مصدر تلك الخطوات .. فإذا بأميرة جميلة تهبط على درجات السلم الكبير الذي يتوسط باحة القصر.. كانت ترتدي ثوبا أصفر.. ثوب أميرات.. من الوهلة الأولى يبدو في عينيها زهو شديد..وعلى شفتيها ترتسم ابتسامة قلقة..ولكن الحقيقة أن الحزن يحفر نفسه على قسمات وجهها الحائرة.. استطعت ملا حظة ذلك عندما تفرست وجهها وهي تقترب مني تاركة السلم.. ولكن ..لحظة.. إنها لم تنظر إلي.. بل إنها لم تنتبه لوجودي أبدا..وكأنني كائن مجهري تعجز العين المجردة عن رؤيته..أو كأنني شي شفاف عديم المعالم والتضاريس.. اتجهت من فورها خارجة من الباحة الكبيرة إلى إحدى ممرات القصر المحروق..تبعتها بسرعة والفضول يغزو نفسي بشراسة.. كانت تمسك بثوبها في رقة لترفعه قليلا عن الأرض.. وتمشي بحذر .. تخرج من ممر وتدخل في آخر.. إنها تجوب القصر باحثة عن شيء ما ولكن يبدو وكأن شيئا لم يعجبها.. كنت أتبعها بخفة .. وبعد فترة من السير المضني توقفت في منتصف إحدى الممرات .. وأنا خلفها ..ودون سابق إنذار فتح باب الغرفة المجاورة لها وبرزت منه عجوز بيضاء الشعر تتشح بالسواد..اقتربت من الأميرة وسحبتها من يدها في حركة سريعة إلى داخل الحجرة.. تبعتهما على الفور..وأطلقت بصري مستكشفا ما فيها.. فإذا بها ممتلئة بمواقد سوداء..محروقة..يا إلهي أكل شيء في هذا المكان محروق.. كانت المواقد كثيرة العدد وتصطف بجانب بعضها في انتظام.. كانت العجوز تحدث الأميرة بحديث لا أسمعه.. وبعد أن أنهت كلامها أشارت إلى نافذة صغيرة في زاوية الحجرة..اتجهت الأميرة إلى النافذة وفتحتها..ثم اشرأبت بعنقها منها .. ورأت شيئا خيالي..رائع جدا..
كانت النافذة تطل على حديقة خضراء باهرة الجمال.. تكسوها الخضرة والأشجار اليافعة.. وتظللها سماء زرقاء صافية كأنها الزمرد..وتفترش أرضيتها الأزهار الملونة.. وفي زاوية الحديقة ..تحت النافذة تماما.. كانوا يقفون..مجموعة رجال من الأقزام.. قصيري القامة.. طويلي اللحى..كانوا يلوحون للأميرة بأيديهم الصغيرة في سعادة وجذل.. فارتسمت على ثغر الأميرة ابتسامة عريضة واشرق وجهها سعادة وفرح.. فأصبحت تلتفت يمنة ويسرة باحثة عن شي ما .. ويشع من عينيها بريق اللهفة والسرور.. ثم وقع بصرها على سلم خشبي قديم كان مسنودا بجانب باب الحجرة..أسرعت إليه وحملته .. وأنزلته من النافذة كي يرتكز رأسه على حافة النافذة من الخارج وتعتمد مؤخرته على الأرض الخضراء..ثم حشرت نفسها في النافذة وخرجت منها ..واستخدمت السلم حتى تصل إلى الأرض.. وفعلا وصلت.
فتحت عيناي ببطء .. حركتهما في محجريهما بهدوء.. ما هذا....أين الأميرة؟! والعجوز؟! وأين القصر المحروق والحديقة الرائعة؟!...... لم أجد سوى سقف أبيض اصطدمت به عيناي.. وستائر وردية تغطي النافذة.. وإلى يميني خزانة ثياب رصاصية اللون..أوووووه...أنا في حجرة نومي.. وهاهي أختي التي تصغرني تنام بسكينة على سريرها قربي...كنت أحلم..نعم .. حلم غريب.. لم أرى مثله من قبل..
لم أروي لأحد حلمي.. وبعد عدة أيام.. رأيت في يدي أمي وأختي الكبرى مجلة يقرآنها ويتناقشان معا حول موضوع فيها.. اقتربت منهم .. وقلت : اشركوني ..ماالموضوع؟ ناولوني المجلة ..فنظرت في غلاف المجلة .. فإذا بي أرى صورة الأميرة التي رأيتها في منامي تتوسط غلاف المجلة.. كانت في الصورة ترتدي حجابا وتحت صورتها كتب((( توبة الفنانة المصرية منى عبدالعزيز))).
[IMG]file:///C:/Documents%20and%20Settings


[