[فراشة مكة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

باسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على اشرف الخلق وامام الحق

الحمد لله التواب الرحيم ، الحليم العليم ، أحمد ربي وأشكره على فضله العميم ، وأشهد أن لا إله إلا الله العلي العظيم ، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمد عبده ورسوله الموصوف بكل خلق كريم ، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه ذوي المنهج القويم .
أيها الأخوة : أسعدكم الله بطاعته ، وهداكم لطريق جنته ، وجعل أيامكم ولياليكم سروراً ، وألبسكم من تقواه نوراً ، إن كتاب الله تعالى بينة بصائره ، نفيسة جواهره ، فيه الحجج الظاهرة ، والعظات الزاخره ، حوى من الحكم أعجبها ، ومن الأحاديث أصدقها وأعذبها

طريق التائبين

من منا ليس عنده ذنب ولا يقع في المعصية والتقصير ؟

ليس هناك معصوم فالكل يذنب ولكن فضل من الله تعالى ان فتح لنا باب التوبة
باذن الله تعالى الفرصة بين يدينا ونعمة من الله تعالى بان يفكر الانسان بالتغيير والعودة لله تعالى من جديد فالله تعالى يقبل التوبة

يا عبد الله اقبل الحق من أي كان واصدق في توجهك

والتوبة الصادقة النصوح مطلوبه منا جميعا مذنبين او غير مذنبين
فهذا امر من الله تعالى في قوله ( ياايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار ....)

نعم نريد تكفير السئيات ودخول الجنات ؟
فالنبادر بالتوبة الصادقة ونكسب ماعند الله تعالى من فضل

والتوبة لابد من توفر شروطها ومنها العزم على عدم الرجوع للذنوب

ونحن ولله الحمد ننعم بكتاب الله الذي بين ايدينا وسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم نور دروبنا

قال تعالى : (وَالّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوَاْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذّنُوبَ إِلاّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرّواْ عَلَىَ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )

يفعلون الفاحشة,ويظلمون انفسهم,ولكن يذكرون الله فيستغفرونه عزوجل

فقط تب واستغفر الله عز وجل والله تبارك وتعالى وعد بالمغفرة

ولكن لاننسى شروط التوبة,والامر الهام ايضا هو هل نحن ممن اذا استغفر وتاب لم يصر على مافعل كما في الاية ؟ وتاب من قريب وعزم على عدم الرجوع ؟

شروط التوبة :

الاقلاع عن الذنب,الندم على مافات,العزم على عدم العودة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «***

وقال تعالى : ( ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما )الله اكبر سبحان ربي العظيم عملت سوء وظلمت نفسك استغفر الله تجده غفورا رحيما

قال الحبيب صلى الله عليه وسلم : (إن رجلاً أذنب ذنباً فقال: رب إني أذنبت ذنباً فاغفره, فقال الله عز وجل: عبدي عمل ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به, قد غفرت لعبدي, ثم عمل ذنباً آخر فقال: رب إني عملت ذنباً فاغفره, فقال تبارك وتعالى: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به, قد غفرت لعبدي, ثم عمل ذنباً آخر فقال: رب إني عملت ذنباً فاغفره لي, فقال الله عز وجل: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي ثم عمل ذنباً آخر فقال: رب, إني عملت ذنباً فاغفره, فقال عز وجل: عبدي علم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به, أشهدكم أني قد غفرت لعبدي فليعمل ماشاء».

ولكن لننتبه لامر وهو ان هناك عـــدو لن يجعلك تهنا بهذه التوبة وسيعمل كل شئ ليردك عنها ومنها ان يزين لك الرجوع للذنب ولكن جاااهد حق المجاهدة واعزم على عدم الرجوع وحتى لو عدت جدد التوبة والله تعالى يقبلها باذنه وكل توبة سابقه باذن الله صحيحه ولكن كل ذنب يحتاج الى تجديد توبة
كما قرانا في الايه (والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ....)

لذا لنجدد ومهما بلغ منا من اسراف فلا نقنط فرحمة الله تعالى اوسع

يقول الله عز وجل: (قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً ....)

فالله الله بالتوبة وتكرارها والله تعالى يحب التوابين,ولابد ان يكون التائب افضل مما كان عليه في السابق ولاننسى ان الحسنات يذهبن السيئات فلنعمل جاهدين لكي نمحوا مابدر منا من معاصي وتقصير

والنتيجة طيبة بحول الله تعالى ولا ننسى ايضا ان سلعة الله تعالى غاليه وتحتاج الى مزيدا من العمل والمجاهدةوالله تعالى قال: ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ....)

لنجاهد حق الجهاد لنهدى السبيل ونفوز بالدنيا والاخرة

اسال الله العظيم ان يمن علينا وعلى المسلمين جميعا بتوبة صادقة نصوح قبل الممات وان نثبت عليها ونلقى الله تعالى وهو راض عنا ونفوز برحمته وجناته جنات النعيم

ان اصبنت فمن الله تعالى وان اخطات فمن نفسي والشيطان