[ام ادريس]

الحمدلله الواحد المعبود ، عم بحكمته الوجود وشملت رحمته كل موجود احمده سبحانه وأشكره وهو بكل لسان محمود وأشهد أن لا إله الا الله وحده لاشريك له الغفور الودود وعد من أطاعه بالعزة والخلود وتوعد من عصاه بالنار ذات الوقود وأشهد أن نبينا محمد عبدالله ورسوله صاحب المقام المحمود واللواء المعقود والحوض المورود صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الركع السجود والتابعين ومن تبعهم من المؤمنين الشهود وسلم تسليماً كثيرا الى اليوم الموعود ...
أما بعد :

الهمة هي العزيمة على فعل الشيء فمنهم من همته حفظ أسماء اللاعبين أو السيارات أو اللعب بإتقان أو غيرها من الهمم الدنيئة ولكن من همته لا ترضى بما دون النجوم ، همته عالية وسامية وهي العمل والكدح حتى النجاح في الدين والدنيا

إن القراءة في كتب السلف والناجحين ومما روى عنهم تجعل همة الإنسان عالية وفي الوقت نفسه تزيل العجب الإنسان في نفسه فلنقب سوياً صفحات حياتهم علّنا نسموا بهممنا .

1 ـ قال الشيخ صالح السدلان : كان الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله مميزاً في جده ونشاطه واجتهاده وهو شاب نشأ بين زملائه وأقرانه وتميز بأمور كثيرة منها المواصلة والحرص واجتهاد وتفنيد المسائل والمتابعة حتى أنه يذكر عنه . رحمه الله خصص لحفظ المتون وقت وضوئه لحفظ المتن الفلاني ووقتاً لحفظ المتن الفلاني وهكذا .. فيالا همة هذا الرجل الكفيف فأين حالك من حاله ؟.

2 ـ ألبرت آينشتاين : لم يبدأ الكلام حتى سن الرابعة ولم يبدأ تعلم القراءة الا في سن السابعة جاء والده مرة الى مدير المدرسة يسأله المشورة بخصوص العمل المستقبلي الذي من الواجب توجيه ابنه له فقال له المدير : لا تهتم فلن يفلح هذا الفتى في شيء ...
ثم طرد من المدرسة بعد أن وصفه أستاتذته أنه بطيئ التعلم وتمضي الأيام وينشر آينتشاين عشرة بحوث علمية كاملة ولم يتجاوز حينها 26 سنة لقد حصل على جائزته نوبل في الفزياء عام 1921

3 ـ شيخ الاسلام بن تيمية / لمّا كان شاباً صغيراً حاول أن يحفظ المتون وحاول وحاول لكنه فشل أن يكون كغيره من الشباب الذين حفظوا الكثير من الأحاديث لقد كاد اليأس يتمكن من قلبه وكاد الفشل يلاحقه طول حياته قرر يوماً أن يمشي بين بساتين القرية ، فأقترب من بئر وسط البستان فجلس قرب وراح يفكر وفي أثناء جلوسه قرب البئر لاحظ أن الحبل المعلق في دلو البئر أثر بالصخرة التي تحيط برأس البئر فقال في نفسه : لقد أثر الحبل الصخر الصلد لقد فتت الصخر من كثرة الاحتكاك صعودا وإياباً إن هو التكرار فقرر أن يحاول مرات عديدة حفظ الحديث وعاهد نفسه أن يكرر الحديث حتى لو ( 500 ) مرة فمضى يحاول ملتزماً بعهده حتى أن أمه كانت تملّ من كثرة التكرار ومع مرور الزمن وقوة الإصرار والمثابرة استطاع أن يحفظ القرآن وأن يفتي الناس دون العشرين وألف التصانيف والمؤلفات الكثيرة واستحق لقب شيخ لقب الاسلام وامام الحرمين فأين حالك من حاله ؟

دببت للمجد والساعون قد بلغوا *** جهد النفوس وألقوا دونه الأزرا
وعابدوا المجد حتى هلّ أكثرهم*** وعانق المجد من أوفى ومن صبرا
لا تحسبن المجد تمراً أن آكله *** لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا