لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
كيف نتعبد الله بحواسنا؟
الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري عن شَكَل بن حُمَيد - رضي الله عنه - قال: أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، علِّمْني تعوُّذًا أتعوَّذ به، فأخذ بكفي، وقال: ((قل: اللهم، إنِّي أعوذ بك من شرِّ سمعي، ومن شر بصري، ومن شرِّ لساني، ومن شر قلبي، ومن شر هَني[1]))[2]. فهذا الحديث الشريف يعلِّمنا الاهتمام بحواسِّنا، ويَجْعلنا نفكِّر في كيفية استعمال هذه الحواسِّ التي وهبَنا الله إيَّاها، وكيف نَعْبد الله بِها العبادة الصحيحة التي يَرْضى عنها - سبحانه وتعالى. يتَعبَّد الله بِتَرك ما يَحْرم استماعه من كلام أهل الكفر والبِدَع، والإلحاد والنِّفاق، إلاَّ لِمَصلحة الدِّين مِمَّا يُقصد به مُقارعَتُهم بالحُجَّة، واستظهار شُبَههِم والشهادة عليهم، وترك استماع لَهْو الحديث المتنوِّع الذي تقذف به اليهوديَّة العالميَّة على أيدي عملائها، وهي أجهزة الإعلام من المعازف والحكايات والأقاصيص الماجِنَة، فلا يتعمَّد استماع سائرِ أدوات اللَّهو والغناء والتَّشبيب بالمُحرَّم، وإذا ابْتُلي به فلْيَصرف ذهنه عنه؛ ولْيَشغله بذِكْر الله وما نزل من الحقِّ؛ حتَّى لا يَدخل مسامعه، وكذلك لا يستمع إلى حديث شخص أو أشخاص وهم له كارهون، ولا إلى صوت النِّساء الأجنبيات حين خشية الفتنة أو حصول التلذُّذ، كما يتعبَّد الله بترك سَماع كل مكروه في الشريعة. ويَتعبَّد اللهَ بِحفظ بصَرِه عن النَّظَر إلى ما حرَّم الله في النِّساء والمردان، دون حاجة مُبيحة كأَخْذ تقرير، أو شهادة، أو طبٍّ، أو خِطْبة؛ ويستعمله في النَّظر الواجب كالنظر في المصحف، وكتُبِ العلم الواجب معرفتها، والنظر لِتَمييز الحلال من الحرام في الأعيان التي يريد أكْلَها، أو الاستمتاع بها، وأعيان الأمانات الواجب أداؤها لأربابِها، والنظر في أنواع الأسلحة والأجهزة التي يريد استعمالَها في الجهاد الصحيح؛ فإنَّ النظر إليها واجب؛ للتأكُّد من صلاحيتها. كما يَتعبَّد الله بالنظر المندوب، كالنظر في الكتب الدِّينية والأدبيَّة الصحيحة التي تُفيده علمًا وأدبًا رفيعًا، وتزيد في إيمانه وعقله، والنظر في المصحف وإلى الكعبة، وإلى آيات الله الكونية الموطِّدَة لإيمانه ويقينه، بل قد يكون هذا من النَّظر الواجب. ويكفُّ بصرَه عن النَّظَر إلى ما حرَّمه الله من العورات التي وراء الثِّياب أو وراء الأبواب بلا سبب مُبيح، وعمَّا كرهه الله من فضول النَّظر أو المُغْرِيات التي قد تَجْذبه لما هو خطر، أو تجعله يزدري ما هو فيه من النعمة. ويتعبَّد الله بالتذوُّق الواجب كتذوُّق ما يحتاج لسدِّ رمقه وإقامة صلبه من مطعوم ومشروب حلال، أو حرام عند الاضطرار إليه، ما يُعينه على تحصيله، وأكْلِ ما يعينه على طاعة الله، ويقوِّي بدنه للغضب في الله، والدِّفاع عن حدوده من المطعوم الْمُباح، فإنَّه مندوب يتعبَّد الله به. كما يَتعبَّد الله في ذوقه بِتَرك ما حرَّم اللهُ من مأكول أو مشروب، وما كرهه كالْمُتشابهات، وما زاد على الرِّي والشِّبَع، وطعام المرائين والمتبارين؛ أي: المتراهنين ونحوه، مما فيه تُهمة أو إخلال بالمروءة. ويتعبد الله بالشَّمِّ، فشَمُّ ما يجب شَمُّه للتَّمييز بين الحلال والحرام، والطيِّب والخبيث من الأعيان للتوقِّي من حرمتها أو ضرَرِها، وشمُّ ما يترتب على شَمِّه تقريرُ ملك أو حكم، ويشَمُّ ما يندب شَمُّه ما يقوِّي على الطَّاعة ويقوِّي الحواسَّ، ويشرح الصَّدر للعلم والعمل الشرعيَّيْن، كما يتعبَّد الله بترك ما يَحرُم شَمُّه كالطِّيب المَغْصوب، أو طيب النِّساء الأجنبيات، أو الطِّيب في الإحرام، أو تعمُّد شمِّ الروائح الخبيثة السيِّئةِ التأثيرِ على النَّفس، وترك ما يُكره شَمُّه، كطيب الظَّلَمة وأصحاب الشَّهَوات. ويتعبد الله باللَّمس، فيلمس ما يَحْتاج إليه للتمييز بين الحلال والحرام، وما يجب عليه لَمْسه للإعفاف والإحصان، وما يحتاجه من ثوب أو بقعة للصَّلاة؛ لِيَستبين صلاحيته الشرعيَّة، وما يستحب لَمسُه في هذا السبيل أيضًا، كما يتعبد الله بترك لَمْس ما حرَّمه الله من النِّساء الأجنبيَّات والمردان، ومن سائر الأعيان المُحرَّمة، مِمَّا يُغري لَمْسُه على تناوله، وترك اللَّمس المكروه، كلَمْس ما حرَّم الله حال الصِّيام أو الإحرام أو الاعتكاف ونحوه. ويتعبَّد الله تعبُّدًا صحيحًا بجارحة اللِّسان، وذلك بإشغاله دائمًا بذِكْر الله، وما والاه من الكَلِم الطيِّب، وقراءة القرآن وكتب الحديث والتفسير للقرآن، والشُّروح للسُّنَّة المطهَّرة، وما استنبط من فقههما، وسائر الكتب المعوَّل عليها، والمؤلَّفة في خدمتها، وما يحصل به زيادة فَهْمِها من فنون العلم، مُجتنبًا كلَّ ما يصدُّه أو يبعده أو يشغله عنهما، أو يزهِّده فيهما، مبغضًا لذلك بغضًا تامًّا، كما يكون مُجتنبًا ومبغضًا ومنابذًا ومعاديًا لكلِّ ما يُناقضهما من كل فنٍّ وكتاب، فلا يقرؤه ولا يضيع فيه ثانية من دقائق عمره النَّفيس، إلاَّ لحاجة الردِّ عليه، ودفع شبهات أهله مِمَّن هو قادر على ذلك؛ لتسلُّحِه بوحي الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ويكون أيضًا حافظًا لسانه من فُضول الكلام، ومبتعدًا عن قول الزُّور، واللَّدَد في الخصومة، واللَّمْز والاغتياب ونحوه مِمَّا يهوي بصاحبه في النَّار سبعين خريفًا، أو يكبُّه في النَّار على وجهه، كما حذَّر منه النبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وينشغل عن ذلك بالكلم الطيِّب من الذِّكْر، والأمر بالمعروف، والحضِّ على الخير والصَّدقات، والإصلاح بين الناس، وتأليف قلوبِهم، وجمعهم على الطاعة، ونحو ذلك، مما يجعله قائمًا بعبودية الله بضبط لسانه غاية الإمكان، متوقِّيًا من آفاته. ويكون بليغًا جريئًا، حديد اللِّسان في مقاومة أهل الباطل ومناظرتِهم، ودَفْع باطلهم بِحُجَّة البيان؛ ليكون مجاهدًا لله تعالى في هذه الجارحة، شاكرًا له على إنعامه بها شكرًا حقيقيًّا، مستعينًا بها على نَيْل رضاه؛ الذي هو غاية أماني المسلمين المؤمنين؛ فإنَّ بطش اللِّسان قد يكون أعظم أثرًا وأكبر فائدة من بطش اليد، كما قال النبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - في شِعْر حسَّان - رضي الله عنه -: ((والله، لَشِعْرُك عليهم أشدُّ من وَقْعِ السِّهام في غلس الظلام))[3]. .
|
|
|