[الابتسام]

بسم الله الرحمن الرحيم


هي بيوت الله ودور ضيافته , ومتنزل رحمته

قال سبحانه وتعالى:

( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح فيها بالغدو والآصال * رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه الأبصار * ليجزيهم الله أحسن ماعملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب ) سورة النور 36 - 38"

ونلخص لكم وظائف المسجد زمن النبي صلى الله عليه وسلم :

الوظيفة الأولى : إقامة الصلاة و ذكر الله :

وهي أهم وظائف المسجد , فما شيدت المساجد إلا لهذه الغاية يقول الله سبحانه وتعالى : { في بيوت أذن الله أنرفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ... الآية.

ويقول سبحانه وتعالى : إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخشى إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين "سورة التوبة (18).

ويقول عز وجل : " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً " الحج40.

ويقول صلى الله عليه وسلم كما في حديث الأعرابي الذي بال في المسجد : إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القران . أخرجه مسلم.

فقول صلى الله عليه وسلم : إنما هي لذكر الله الخ الحديث فيه الدلالة على الوظيفة الكبرى للمساجد استناداً على أسلوب الحصر في الحديث.

الوظيفة الثانية : الوظيفة التعليمية والتربوية .

وهي من أهم وظائف المسجد , وقد كان رسول الله صلى عليه وسلم يقرأ القرآن في المسجد , ويعلمه أصحابه , ويبين لهم الأحكام الشرعية التي يحتاجون إليها

وتحتاج إليها الأمة بعدهم . ويحدث ذلك في صور شتى منها .

خطب الجميعة .
خطب الأعياد .
صلوات الكسوف والاستسقاء .
الدروس الأخرى بعد الصلوات .
إجابته صلى الله علية وسلم على أسئلة الصحابة .
وتفسير الرؤى التي كان يعرضها الصحابة على النبي صلى الله علية وسلم .

الوظيفة الثالثة : الوظيفة القضائية :

قد كان النبي صلى الله علية وسلم يفصل بين الخصومات ويقضي بين المتخاصمين في مسجده .
ومن أمثلة ذلك ما رواه الشيخان أن كعب بن مالك تقاضي ابن أبي حدرد دينا كان له عليه في المسجد ، فارتفعت أصواتهما حتى سمعها رسول الله صلى الله علية وسلم فخرج إليهما ونادى كعب بن مالك ، يا كعب قال : لبيك يارسول الله قال ضع من دينك هذا وأما إلية - أي الشطر - قال : قد فعلت يارسول الله قال : قم فاقضه .

ومضى الحال على ذلك في عهد الخلفاء الراشدين من بعده .

الوظيفة الرابعة : الوظيفة الجهادية :

وهذه الوظيفة كانت ظاهرة في عهد النبي صلى الله علية وسلم فقد كانت الألوية لقواد الجيوش تعقد في المسجد ، وكانت الخطط الحربية يتفق عليها فيه وكذلك كانت السرايا تنطلق من المسجد .

وكان النبي صلى الله علية وسلم يحث على الجهاد في مسجده امتثالاُ لأمر الله عز وجل : "ياأيها النبي حرض المؤمنين على القتال" الأنفال : 65.

الوظيفة الخامسة : الوظيفة الاجتماعية :

كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلح بين الناس في مسجده ويدعو إلى التكافل والتراحم ، ويحث الناس على الإحسان والبر بأولي القربي واليتامى والمساكين وابن السبيل امتثالاً لأمر الله تعالى في قوله "وأعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم " النساء:36.

وحينما قدم علية قوم من مضر وكانوا في فاقة شديدة حث الناس على الصدقة والإحسان فاجتمع عنده مال كثير وفرقة عليهم .

الوظيفة السادسة : الوظيفة الصحية :

كان المسجد يقوم بهذه الوظيفة في عهد النبي صلى الله علية وسلم في بعض الأحيان فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن سعد بن معاذ رضي الله عنه أصيب يوم الخندق في الأكحل فضرب علية الرسول صلى الله علية وسلم قبة في المسجد ليعوده من قريب .

الوظيفة السابعة : الوظيفة الرياضية :

روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن عائشة أن الحبشة كانوا يلعبون في المسجد في يوم عيد وأنها كانت تنظر إليهم مع النبي صلى الله علية وسلم وروت عن النبي صلى الله علية وسلم أنه كان يقول لهم : دونكم يابني أرفدة .

وهناك وظائف أخرى للمسجد كاستقبال الوفود ، وعقد المناظرات ، وسجن الأسرى ، وغير ذلك ولاريب أن وظيفة المسجد الأولى هي إقامة الصلوات ، وذكر الله وقراءة القرآن وتسبيح الله وتجميده وتعظيمه ، وكذلك تعليم الناس وتوجيههم وتربيتهم ودعوتهم .

أما الوظائف الأخرى التي كان المسجد يقوم بها مثل التمريض للمرضى ، وسجن الأسرى ، أو الاحتفال بالعيد ونحو ذلك فلعل ذلك إنما كان بسبب الحياة في ذلك الوقت و التي كانت في صدور الإسلام ، فلما كثر الناس وتطورت الحياة ، ونظمت الدولة الإسلامية أصبحت تلك الوظائف تؤدي في أماكن مخصصة لها .

يبقى للمسجد الآن دوره الأساس ووظيفته الأولى وهي أقامة الصلوات وذكر الله ، وتعليم الناس ومن ذلك تعليم العوام ومحو أميتهم ، وتعليم القرآن وتجويده وتفسيره وإقامة الدروس العلمية وتزويد المساجد بمكتبات عامة ، وصالات للنشاط الثقافي ونحو ذلك .
*منقول*