[ليالي أسومه]

بسم الله الرحمن الرحيم



إذا ما هُزمتي يوماً في معركة من معارك الحياة ..
فيجب أن تنتقمي ..!


إذا ما سبقك أحدهم نحو غاية كنت ترنو إليها..
فأنصحك أن تنتقمي ..!



إذا ما تعثرت ، أو كبوت ، أو أخفقت..
فلملمي جنانك كي تنتقمي ..!



في حكمة أعجبتني تقول

( إحيَ جيداً .. فهذا أعظم انتقام )


إستقم واعمل بجد وكفاح عندها تكون قد أذقت أعدائك المر ،
وجرعتهم العذاب والحسرة .
لا تنسي يا أختي إخفاقاتك أبداً ، إجعلها كوغز الإبر ،
تهيجك لتنتقم ، وانتقامك من السقوط والفشل يكون بالنصر الساحق .


يقول الأستاذ القدير عبدالوهاب مطاوع ـ رحمه الله ـ :

أفضل وسيلة للانتقام ممن يسيؤن إليك
هو ألا تكون مثلهم .. تجنبي أن تسلكي نفس سلوكياتهم
المريضة في حياتك ،
ترفعي عن الرد عليهم ليزداد شعورهم بحقارتهم
وتفاهة شأنهم وانحراف أخلاقياتهم ..

هذا هو الانتقام الذي أريده يا أختي ، وليس الانتقام السلبي
الذي يقضي على قلبك ويأكل من روحك بشراهة .


يقول الله سبحانه وتعالى (هو أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ) ،


إن الغفران والتسامح شيء في غاية الأهمية ،
كي نستطيع أن ننتقم بشكل أروع ! .

لعل كلمة الانتقام قد أزعجتك يا أختي ،
نظراً لكونها تدلل على معنى سلبي ،
لكنني هنا أريد وجهها المقبول ،
أريد نارها الإيجابية التي تلسعك كي تكون الأفضل .

كيف ننتقم !؟

يقول وينستون تشيرشل ـ رئيس وزراء بريطانيا
في الحرب العالمية الثانية ـ
( كل منا له يوم .. وبعض الأيام أطول من بعضها ) .

لذا دعيني أريك رؤوس أقلام للانتقام الذي سيحين يومه :

إذا ما اضطربت حياتك العاطفية فيجب عليك أن تبدأ في الانتقام
بأن تكون أفضل مما يتوقع الجميع ، اختلي بنفسك لوقت ،
أعيدي حساباتك مرات ومرات ، حلليها بموضوعية تامة سلبياتك ،
إبدئي من فورك في تغيير تلك السلبيات ولا تقعي أسيرةً لها ،
إقرئي كثيرا ، إستشري أهل الخبرة ، إحضري دورة أو محاضرة عن
العلاقات الأسرية ، لا تقبلي بأن تكوني أقل من تلك الزوجة الرائعة
التي تستمتع بحياتها الزوجية .


إذا ما جافتك صديقة ، أو خانتك رفيقة ، أو أساء إليك أحدهم ،
فانتقمي بأن تكوني أفضل خلقاً واحتراماً وإيماناً منهم ، أطمسي أي مشاعر سلبية
تدفعك للإساءة لهم ، احتسبي الأجر عند الله جل وعلى .


إذا ما تعثر مشروعك الخاص ، أو خسرت أموالك كلها في صفقة وتنبأ الجميع
أن نهوضك أمر غير متحقق ودعوا الله لك أن يصبرك في مصيبتك ،
فانتقمي من الظرف الحاصل بمعاودة الكرة ، وخططي مرة أخرى بشكل أدق، وأعلني للعالم أن ما حدث كبوة جواد ، وأنك قادمه .. وبقوة .

إذا ما عاندتك مديرتك في العمل ، أو أستاذتك في المدرسة ،
فكوني فوق ما يظنون ، وتفوقي بشكل يسحق
أي دعاوي يدللون بها على فشلك أو تكاسلك .


إذا ما غلبك شيطانك فأسأت الأدب مع شخص ما ،
أو وقعت في عرض أخ أو أخت لك ، أو آذيتي أحدهم بقول أو فعل ،
فانتقمي من شيطانك بسيف الاعتذار ،
إصفعيه بإيقاظ ضميرك ، وتحسين سلوكك ،
وطلب السماح والعفو ممن أسأتي إليه .


إذا ما أسرتك هواك ، وغلبتك نفسك ، وطالت غفلتك ، فانتقمي منهم
بالرجوع إلى حظيرة الإيمان ، وتسلحي بالتوبة ، واقضي مضجعهم باستغفارك وإنابتك .

وعلى هذا المنوال فَسِري يا أختي ، لا تزل لك قدم ، أو تصيبك كبوة ،
إلا ويكون ردك عليها قاسياً حاسماً .. يعيد لك إتزانك من جديد ..


وتعلمي .. فن الإنتقام .
منقول
لعيونكم