[نوراي]

محمد طفل هادئ الطبع مرح محبوب من الجميع لا تغادر الإبتسامة محياه أبدا هكذا عرفته وكان ايضا مشهودا له بالذكاء وخاصة في مادة الرياضيات فقد كان يوصف بانه " عبقري رياضيات "هكذا كانت معلمة المادة تلقبه ..فجاة ودون سابق انذار بدأ محمد يختلق الأعذار لئلا يذهب الى المدرسة حتى طال غيابه وضاع من عمره خمس سنوات فالمفروض انه الآن في الصف الثامن .حاولت شقيقته في بادئ الأمر معرفة الأسباب الحقيقية وراء تغيبه فلم تجد سببا واحدا يجعله يكره المدرسة ويمتنع عن الذهاب اليها وكلما ُذكّر بالمدرسة بدت علامات الضيق والضجرعلى ملامحه حتى ترتفع درجة حرارته ..بذل ذوه كل ما في وسعهم من اجل اقناعه للعودة الى مقاعد الدراسة ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل لم ينفع معه اللين ولا الشدة..
(( تقول شقيقته في احد المرات وكانت آخر محاولة معه بعد ان نفذ صبرنا معه ونحن نرى الأيام تجري ولم يتبقى على نهاية الفصل الأول الا القليل اخذته الى المدرسة رغما عنه وأدخلته الفصل عنوة ولكن بمجرد خروجي امتلأت عيناه بالدموع دون ان يتفوه بكلمة واحدة وبقي على حاله تلك الى نهاية اليوم الدراسي وقد ُبلغت من قبل الإخصائية الإجتماعية انه انعزل في زواية رافضا حتى الحديث مع اقرانه .. لجأت بعدها الى قراءة الرقى الشرعيه لعلاج الإصابة بالعين صار يعدني بالذهاب الى المدرسة صباحا فإذا اتى الصباح تبدلت حاله وانمحى وعد الليل بطلوع النهار ..تأكدت حينها انها العين والسبب قد تكون عبقريته في مادة الرياضيات .. وما زال محمد الى يومنا هذا يرفض مجرد فكرة الرجوع الى المدرسة ويرفض ايضا ان تقرا عليه الرقى الشرعية بل اصبح لا يكاد يغادر غرفته لم تعد له اهتمامات غير مشاهدة مباريات كرة القدم حاولت شقيقته معه لتسجيله بأحد الاندية الرياضية لشدة تعلقه بكرة القدم حتى هذه الفكرة رفضها))..هذه حاله من عشرات الحالات التي يشعر المرء بالأسى والألم معها لما يصيب الإنسان من جراء الحسد .( ان العين لتدخل الرجل القبر ، والجمل القدر )
**لقد نبه يعقوب عليه السلام بنيه أن يتخذوا سبيل الوقاية من العين حين قال: في قوله تعالى : ((وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقة )) لأنهم كانوا ذوي جمال مشتهرين في مصر بالقربة والكرامة عند الملك فخاف عليهم ان يدخلوا كوكبة واحدة فيعانوا ..

** ذكر بعض المفسرين ان سبب نزول قوله تعالى (( وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون انه لمجنون )) ان الكفار قصدوا ان يصيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعين وكان فيهم رجل يمكث اليومين والثلاثة لا يأكل شيئا ثم يرفع جانب خبائه فتمر به النعم فيقول لم ار كاليوم إبلا ولا غنما أحسن من هذه فما تذهب الا قليلا حتى تسقط منها عدة فسأل الكفار هذا الرجل أن يصيب رسو الله بالعين فعصم الله نبيه ..

النهج الشرعي لمن رأى شيئا فأعجبه : 1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من راى شيئا فأعجبه فقال ما شاء لله لا قوة الا بالله لم يضره عين .. **ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لاقوة الا بالله **

فما حقيقة الحسد (العين ) وكيفية الوقاية منه وعلاجه..

حيقيقة الحسد : عبارة عن سهام مسمومة غير مرئية تبعث من عين الحاسد نحو المحسود ويكون على هيئة اعجاب شديد ثم يتبع الإعجاب خاصية نفسه الخبيثة وهي الأذى الحسي في الأشياء المادية فضلا عن تأثيرها النفسي على الشخص المعين .. ولا يتوقف الحسد علىالرؤية بل قد يحدث التأثير بمجرد الوصف وقد يعين الإنسان نفسه بغير ارادته بل بطبعه ..واشد انواع العين ان كانت عين جان ..

اما الوقاية :التحصن بالرقى الشرعية وأهمها 1- سورة الإخلاص والمعوذتان وآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة . 2- بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم بعد صلاتي الفجر والمغرب .

1- أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ..

4- أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر وال فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر طوارق الليل الا طارقا يطرق بخير يا رحــــــــــــمن ..

2- بدء الإفطار بالتمر .. فهو كالمضاد الواقي والطارد للسهام المسمومة منها التمر ...

3- التفويض الكامل لمن بيده النفع والضر فمن قال وأفـــــوض أمــــري الــى الــلـــه أمــــن مــكــر النـــاس .

*طرق الوقاية بمثابة الغلاف المنيع الذي يقي الإنسان من اختراق سهام الحقد جسده او ما بيده من نعم وتكون قوتها في دفع الضرر او ربما ارتدت السهام على صاحبها بحسب قوة ايمان قائلها وا ستعداده وتوكله على الله وثبات قلبه فإنها سلاح والسلاح بضاربه..اما ان كان مكشوفا لا وقاية عليه اصابته عندئذ تلك السهام ..