[الياسمينة ..!]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشعرتم يوما ما بالقســــوة ؟
هل أحسستم ذات مرة انكم لا تشعرون بمشاعر البشر..انكم كالموتــــى..أن أرواحكم بــــاردة؟
كيف كانت ردة فعلكم يا تــــرى ؟

قد انتهى ذاك الزمان
و راح ادراج الرياح...
و انتهى معه ذاك الإنسان
إذ غدا مكسور الجناح..
قد مضى الماضي لحال السبيل
و بنو الاحزان لابد صائرون ....كالاشباح !

كذا قالت روحي يوما تبرر
يوم تفتح الجرح للمرة المليون..
فلم تجزع..و لم ترجف..و لم ترمش لها عيون..
كذا قالت لي.. ..
و قد دفنتني في حضنها الشجوون..
قالتها... تريد ان تشرح !!

" أتسال مرعوبا عن مشاعري ؟
أيخيفك أني الآن لا أخاف ؟
أتحتار في صمتي الساحر؟
و نظرتي للبؤس باستخفاف ؟
أيريعك ما يجري في خاطري ؟
و أن دمي الآن بارد جاف ؟
ألا تحب القسوة في ربوعي..حين تجتاح ؟"

جمدت ! لم ادر ما اقول
بدا الكون لي فجاة بالمقلوب
فوقفت امامها في ذهول..
اتمتم لانطق قبل ان اذوب !
" نفسي !! عهدتك كالورود
رقيقة بين البشر بل في القلوب
و كنت كالزهر يعطر في جود
ثناياالافق خلف الدروب !
مالك اليوم كالحطب المحروق
و النار من حولك خبت
لا يظرها دمع مسكوب!!
و انت كالرماد..تذروه الرياح !! "

نطقت من جديد فالقيت السمع
قالت:: "ما يّضر الرمادَ الماءُ
ولا تضر الشمعة بحر دمع..
ووجنة تخدرت بالصفع بعد الصفع
كالباب المكسور..لا يضره الخلع !!
لا ...ليس للجرح في الموتى ألم
و القلب إن لاذ بالحزم ما ظلم
أعمل العقل فيك صاحبي ..
تدرك النفع في الجأش أم في النواح !!"

قلت:: "كيف ؟!!! و أنت الآن كالجليد !!
من بردك ترجف أوصالي أنا !!
كيف بالناس إذا ..قريبهم قبل البعيد ؟
كيف بي بينهم و أنا بلا دفء أو سنا !!
لم قد يفتحون الاحضان لما أريد
إن كنت أنا لا امسح عنهم أي جراح..
أن كنت كالموتى ..لا أجزع للنواح..
ولا ابسم للصباح؟
لم إذا قد أبقى هنا
إن كنت خرجت من نفق الأحزان..شبحا من الأشباح؟ "

ثم صمتت..شيئا لم أضف
والحمى تجتاحني ..لم أرض ذا الحال !!
فتبسمت روحي تقول وتردف:
"رويدك..ثمة أيضا ما يقال
فاهداء و في وجهي لا تعصف
و أسمع مني آخر المقال..
قبل أن ارتاح !
أنت في الناس فرد و أنا لا
أنا كالظل..لا أحد يراني
فاطلق البشر لهم مكللا..
بالحب و دعني أنا لما أعاني ..
دفينة في عمقك ما مضى ليل أو صباح !"

قلت:: "هو ذاك..سارد للمياه مجراها
فاسمعي مني آخر المقال.. قبل أن ارتاح
أنا في الناس فرد وأنت لا
وفي جوفهم أرواح لا أراها
إن سألت "تألف ؟" قلت بلى ...
ومثلي ومثل الناس تقصي من جفاها .
ولا دفء لها إلا مع من هم مثلها..أرواح !
ومن دفئها يا روحي..يدفء البشر ..حتى في أعمق الأنفاق!
فالتمسي- مثلي- فيها... مسح الجراح "

وكأن الأمر صحيح...