[@أميرة الورد@]

في ليلة من الليالي الباردة

شعّ نورٌ من بعيد

ملاء الأرجاء نوراً

أضاء بها دهاليز قلبي المظلمة

ونفض عنه ركام من جليد اختبأ بين الضلوع وتشبث بها

وأخذ يحضنني ويدفئني

قد كان نجماً وهبط من الفضاء

اختار قربي وحبي وتكبد من اجلهما رحلة كلها عناء

فترك مكانه في كبد السماء

كل هذا ليعيش فوق أرضي

رمى عني لحافي

لحاف آلامي ويأسي

وحطم نعشي

ودفن بيديه الطاهرتين قبري

جعل للحياة لوناً بعدما كانت في نظري معتمةً سوداء

أعطى للعمر نكهته بعد ماكان مرّ المذاق

صنع مني فراشة جميلة تحلق في الفضاء

تقفز من زهرة لزهرة تردد الألحان وترفع صوتها بالغناء

أعطت العالم رونقها ألبسته من ألوانها

وأما النجم اللامع

فينظر إليها من بعييييييييييييييييييييييد

معجبٌ برقصتها مع الأغصان

يرمقها بعينين متأملتين تخبئ وراءهما الكثير من المعاني والأسرار

ثم أتيت أيها النجم لتستعرض للدنيا بمهاراتك

فنسلت السهم من جعبتك وأحكمت مسكه

لتصطاد به وردةً نقيةً رقيقة لا ذنب لها إلا أنك رأيتها
فطاش سهمك المسموم

وأوقعت بفراشتك أرضاً

أدميت قلباً بالسهمِ قد تفطر

أذبت الجليد فيه

وليتك تركته به يتحجر

حينها لما استطاع سهمك أن يفنيه

وأن يخترق الجسد المطهر

لاتعتذر فما قد فات مات

تحطمت فراشتك وتناثرت ألوانها

وتساقطت أجنحتها كأوراق الخريف

كفكف دموعك أيا نجمي

فالدمع لا ينبت الكائنات

فأرضي قد جفت وماء عينيك لن يرويها

كفكف دموعك أيها النجم الخائن

وأيها الحبيب الخاسر

ودع بريقك يعيدك إلى السماء

فمكانك بين النجمات البراقات

ولتزاحمك الأنجم الساطعات

وحينها ستعود كما أتيت لاشيء يميزك حتى لو كانت أضواؤك اللامعات

ففي قديم الزمان كنتُ أعنيَ لك في الحياة شيء وأنت لي فيها كلَ شيء

وأمّا الآن فلم تعد بالنسبة لي سوى ماضٍ أحتفظ به بين المهمل من الصفحات

لم تعد إلا مجرد بقايا ذكريات

أحكيها عندما ألقي بنفسي على صدر الزمن

أدونها بدموع الندم وأغلفها بلحاف الكفن

أمسك بقلمي شرياني وأنثر حبري دمي

لأكتب كهذه الكلمات

وأختمها بوابل العبرات

وأخيراً أشهد إن للحب سكرات

دمتم بحفظ الله ورعايته

أختكم:أميرة الورد