[عبدالرحمن الحربي]

الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
هذا موضوعي الثاني من سلسلة الموضوعات الإجتماعية التي تخص الزوجين :
هل زواجنا سكنٌ ؟
قال تعالى: ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزوجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) وقال تعالى: ( وهو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها)
يتضح من الآيتين السابقتين أن الزواج سكنٌ، وإذا رجعنا إلى المعاجم وجدنا أن معنى ( سكن ) هو: " السكون: ضد الحركة، سكن الشيء يسكن سكوناً إذا ذهبت حركته، وكل ما هدأ فقد سكن وتسكن هدأ بعد تحرك، والسَّكَنُ: كل ما سكنت إليه واطمأننت به من أهل وغيره، وربما قالت العرب السَّكَنُ لما يُسكَنُ إليه، ومنه قوله تعالى: ( جعل لكم الليل سكـــــــــــــناً )
والسَّكَنُ: المرأة لأنها يُسكن إليها " لسان العرب.
ويقول سيد قطب يرحمه الله في الظلال في تفسير آية الروم: " والناس يعرفون مشاعرهم تجاه الجنس الآخر، وتشغل أعصابهم ومشاعرهم تلك الصلة بين الجنسين، وتدفع خطاهم وتحرك نشاطهم تلك المشاعر المختلفة الأنماط والاتجاهات بين الرجل والمرأة، ولكنهم قلما يتذكرون يد الله التي خلقت لهم من أنفسهم أزواجاً، وأودعت أنفسهم هذه العواطف والمشاعر، وجعلت تلك الصلة سكناً للنفس والعصب، وراحة للجسم والقلب، واستقراراً للحياة والمعاش وأنساً للأرواح والضمائر، واطمئناناً للرجل والمرأة على السواء ".
ويقول سيد قطب في تفسير آيات سورة الأعراف:" والأصل في التقاء الزوجين هو السكن والاطمئنان والأنس والاستقرار ليظل السكون والأمن جو المحضن الذي تنمو فيه الفراخ الزغب وينتج فيه المحصول البشري الثمين، ويؤهل فيه الجيل الناشئ لحمل تراث التمدن البشري والإضافة إليه، ولم يجعل هذا الالتقاء لمجرد اللذة العابرة والنزوة العارضة، كما أنه لم يجعله شقاقاً ونزاعاً ".
إذاً الغاية من الزواج الاستقرار واطمئنان النفوس وراحة البال لتنشأ الأسرة نشأة صالحة تؤتي ثمارها وتحقق أهدافها.
ولكن المشاهد اليوم في كثير من الأسر التفكك وعدم الاستقرار وكثرة النزاع والخلافات، وهذا ناشئ لبعد الأسر اليــوم عن تطبيق الإسلام في حياتهم وعدم فهم الزوجين للحياة الزوجية .