[يمامة الوادي]

أختاه هل طرق الباب لخطبتك ؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكرك أختي الفاضلة على قبول قراءة الرسالة ..
واسمحي لي أن أقول لك:

هل طرق الباب فلان وجلس في مجلس البيت...!!

هل رن جرس الهاتف من أم فلان وكلمت ست البيت...!!
هل نادتك أمك واقتربت منك وهمست في أذنك..: فلان يطلب يدك....!!

هل أغلق أبوك باب غرفتك وجلس بجانبك...

وبدأ في سرد قصة حياته ليدخل الأمان إلى قلبك..

ثم فاتحك في موضوع زواجك وهو يحاول عدم إحراجك...
هل همست في أذنك أختك وقالت : يافلانه جاء دورك...؟؟
فقوي تعجبك فستفسرتي منها ....!!!

فضحكت بفم مليان وقالت : لقد خطبك فلان...!!

هل كلمتك صديقتك العزيزة التي كنتي تقولين : إنها صديقة عمري

وقالت لك : هل توافقين أن تكوني زوجة لأخي...!!!

المهم وصلك الخبر....وقرع أذنك رنينه....أين كان طريقه....


فوقف البيت كله على قدميه....ورمقك بعينيه....

ينتظرون قولك وردك....
فالأنفاس قد حبست......والألسن قد خرست...
أختااااه....

الله أعلم بقدر الحمل العظيم الذي وضع على كتفيك

والله أعلم كم قد اسودت الدنيا في عينيك...
والله أعلم كم قد رجف فؤادك وظهر خوفك...
والله أعلم كم اغرورقت عينك وسالت دموعك....
والله أعلم كم قد طار النوم من عينيك فسهرتي ليلك...

وكم قد قلت حركتك في بيتك فصرتي حبيسة غرفتك ...

لقد تغير طعم الطعام والشراب في فمك...

وما وقف رجفان قلبك حتى ظهر في يدك...

أنتي فلانة....!! صاحبة البسمة والضحكة والدعابة...

مالك الآن أصيحتي كأنما تعيشين في غابة...!!!

أنتي فلانة....!! عطرك يفوح في غرف البيت فأنت صاحبة الحركة...

مالك الآن خلدتي إلى فراشك ولزمتي السكون والدعة....!!!

مال عينيك تتكلم أكثر من شفتيك...؟؟

نعم فأنتي تعيشين بين كوابيس مزعجة...!!!

وبين أحلام تسمى أحلام اليقظة....!!!

أختاااااه...

أرجوك هوني على نفسك...

فقوة دوي ضربات قلبك...

تجعلني في يقين أن كلامي لن يبلغ إذنك...

نعم إنها قوة ضربات القلب لما يدور في خلجات تلك النفس...

ياترى هل تكون حياتها مع فلان كأنما هي حياة جحيم وحبس...!!


أما تكون الحياة معاه حياة سعادة وفرح وابتهاج وأنس وعرس...!!

أختااااه.....
مالك تفكرين بصوت عال....!!

هل أوافق عليه واقول : إيه....؟؟

أم أرده وانتظر أفضل منه وغيره....!!

لكن ربما لا يأتي أحد ليقرع الباب...!!

ربما لا يقرع بابي الخطّاب....!!!

آآآه تعبت من التفكير...
ماذا أقول لهم....؟؟

وما هو القرار الأخير....؟؟

إنه تحديد للحياة وللمصير...

لم أقف في مثل هذا الموقف أبدا...

لا أعرف ربما الحياة تتغير علي غدا...!!


يكفي .... يكفي.... تعبت ...من يأخذ بيدي...!!!؟؟؟

أختااااه...توقفي أسألك بالله...

رعاك الله وحفظك......ويسر أمرك ووفقك وسددك...

نعم أنا أحس بك ...وأتألم لألمك...ولكن أقول لك :

إن لهذا الليل والظلماء.....فجر يبدده ويمزقه أشلاء...

ولهذا الموقف العصيب.....فكر و رأي حاذق أريب....
فخذي من أخيك الذي يحس فيك...

وأتعب نفسه ليضع نصحه بين يديك...
خذي قوله ... واقبلي نصحه....

فاستنصتي له دوي قلبك...وقربي له أذنك...

وامسحي بطرف أناملك ......... دموع عينك...

أختااااه...

لا شك أن الزواج نعمة من الله وأمنية....



ولاشك أن اختيار الزوج أمر في غاية الأهمية....



فعليك يا أختاه بسماع رأي أبيك وأمك...



اسمعي وجهة نظرهم ....واهتمي بقولهم...



واشكري الفضل لهم بعد ربهم...



فها هم لم يجبروك ولم يزجروك....بل هاهم يشاوروك ويخيروك...



ثم اسمعي من إخوتك وأخواتك.....ومن له فضل عليك في حياتك..



اسألي واستفسري ولا تترددي..



لا تجعلي خجلك وإحراجك.....حجرة تعثر في طريق حياتك...



فتقدم حياتنا وتطورعصرنا...انفتاح كبير رائع ما لم يخالف ديننا...



أختااااه...



إياك أن يكون رأيك وقرارك.....ضيق وقاصر بحجم غرفتك...!!



لم تخرجيه إلى عالم الاستشارة والاستفسار..!!



ولم تعرضيه على أصحاب العقول والقلوب الكبار...!!



إنما كان نتاج أفكار وأوهام... أو أحلام صنعت في المنام....!!



انظري وتأملي أهم أسباب الطلاق والفراق...!!



وصيغي منها أسئلة ....واستجلبي لها الأجوبة..



ثم اطلبي ممن تثقين فيه من قريب أو قريبة...



أو صديقة غالية عليك....... أمينة حبيبة...



اطلبي منهم أن يسألوا عن صلاته وأصدقائه...



وعن تعامله مع الآخرين وحسن أخلاقه...



وعن تعاطيه للمخدرات والمحرمات...



اسألي عن عائلته وعن شخصية أمه...



وانظري إن كان له إخوة قد تزوجوا ....



فحاولي أن ترسلي بطريق أو آخر إلى زوجاتهم



أحدا من قريباتك يستفسروا عن تعامل أم أزواجهن...



ثم اعلمي أن حماتك خطرها يكمن في نوع تعاملك لها...



فانظري إلى شخصيتك أنت وقدرتك في التعامل معها....



فقد تجعل بعض الزوجات نار الحماة ....



قنديلا يضئ لها في بيتها أو مدفأة

حاولي أن تعرفي مستواه العلمي والمالي...



فتقارب الثقافة العلمية والمالية خطوة إيجابية..



كفيلة بحل كثير من المشكلات الزوجية...



حاولي أن تعرفي الأمراض الوراثية في العائلة...



وما هي المشكلات الصحية في المتقدم للخطبة...



ثم بعد هذه الدراسة والاستبيان.....



وما جمعتيه من الأهل والخلان.....



الآن أغلقي باب غرفتك...



واحضري ورقة وقلما في يدك...



وتجردي من ميولك وعاطفتك....



اكتبي سلبياته وإيجابياته..



واعلمي أن ما جمعتيه من سلبيات وإيجابيات..



ينقسم إلى قسمين : أساسيات وكماليات....



قسم لابد منه قبل أن تدخلي حياتك الزوجية..



وقسم من السلبيات يعتبر من الكماليات ...



يمكن حله وتداركه في الملكة أو في بقية الحياة..



فلا تخلطي أوراقك فتجعلي الكمال أساس...



ولا تهملي الأساسيات فتذوقي بذلك الويلات...



فالدين أساس...والخلق أساس...



والبعد عن المخدرات والمسكرات أساس..



والمستوى العلمي...والمالي...كمال ولا إشكال....



ثم انظري إلى نفسك ...وتأملي إيجابك وسلبك...



فما فقده من كماليات الخاطب ...



ربما فقدتي أنتي أضعافه في جانب..



فكملي نقصك به ..وليكمل نقصه بك..



فإذا قوي جانب الرفض أو القبول...



عندها توضئي وافزعي لمصلاك...



وانطرحي باكية متضرعة إلى مولاك...



واعلني عبوديتك له بصلاة ركعتين ...



وأنك أمة من إمائه منقادة لرب العالمين...



ثم ناجيه وناديه: اللهم إني أستخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك



وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم



وأنت علام الغيوب



اللهم إن كنت تعلم أن موافقتي على خطبة فلان



خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري آجله وعاجله



فاقدره لي ويسره لي



ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن موافقتي على خطبة فلان



شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري آجله وعاجله



فاصرفه عني واصرفني عنه



واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به .



أختااااه...



قومي في الخلوات ...



وأوقات السحر وأوقات الإجابات....



وابتهلي إلى ربك بصادق الدعوات ...



فإنه قريب يجيب من دعاه ورجاه...



اسأليه أن يختار لك ما يحبه ويرضاه...



ثم بعد ذلك أخبريهم بخبرك...



وما اجتمع عليه رأيك وأمرك...



وليكن أول من تخبريه أباك وأمك...



ثم لا يضرك بعد ذلك كل من خالف رأيك..



فكم ممن سفّه آراء وأقوال غيره...



تبين له بعد زمن إنما السفه كان في عقله...



ومن استشار واستخار ربه...



ما ندم أبدا طيلة حياته وعمره...


حتى وإن ساءت به الحياة ....واجتمعت عليه الهموم...

تذكر قوله تعالى : ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم )
اجعلي مدة تفكيرك واتخاذك لقرارك ...
مبنية على حسب معرفتك بمن تقدم لك...

فقريبك لا تطول مدة التفكير والتأمل...

ومن لا تعرفوه فلا حاجة للعجلة بل لا بد من التمهل...

إلا إن كان قد ظهر خير القريب والبعيد أو شرهما...

فعلاما التأخر أسابيع أو شهرا في قبولهما أو رفضهما..!!

هذه نصيحتي أختااااه أضعها بين يديك ....

فتأمليها وافهميها وضعيها نصب عينيك....


أعتذر إن كنت قصرت فيما كتبت وأرجو منك المعذرة إن أطلت في الرسالة...
رزقك الله زوجاً يكون سببا في سعادتك في الدنيا والآخرة...

email