[الطائر المهاجر]

بــــســـــم اللــــــه الــــــرحــــــمــــــن الــــــرحـــــــيــــــم

في زمن اختلطت فيه المفاهيم وانعكست مبادئنا وتاهت بنا أفكارنا،

وأصبح الخطأ عين الصواب واندثر ما بقي من حضارة ورقي ديني وأدبي

وفكري تحت رمال الزمن . . يسودأجواءنا الألم وتتعطر سماؤنا بأريج

الندم . . نقف في جمود تام لا يحرك أقدامناوقع القهر . . لم يعد هناك أمر

يعد بالغريب، أو جرح يسمى باللهيب . . لم يعد هناك شيء سيان .

شروق الشمس ليس إلا شروق، وغروبها وقت الغسق لا يتعدى حدود

الخمول . . واقع مؤلم بكل ما فيه. أتعلم لماذا؟ لأن ملامح وجوه البشر لم

تعد إلا ملامح جامدة ميتة ودمها الذي يجري بها ليس إلا ماء يفتقد الصفاء

، يجبرك واقعك المرير بقبولهم . . أناس يهمسون في أذنك بانهم لك

مقدرون، ولصحبتك يطمحون إلى أن ينالوا مرادهم ، وتنقضي من بعد

ذلك غاياتهم. . حال هؤلاء لن يدوم، لأن في داخلهم كل ماهو غير

مرغوب، سيفتقدونه يوما وسيعلمون بأن لوجودك معنى آخر يبعث الأمان
في أنفسهم.

هونا هونا بقلبك إن صدمت بواقعهم ذات حين . .

فلولا قسوة آلامك لما علمت بأنهم ليسوا إلا ناكرين . .

للحظات كنت الأقرب لأنفسهم . . اليد الحانية لأوجاعهم . .

دعهم لخالقهم فهو القادر على أن يبدل حزنك فرحا جليلا، فقط اجعل

ذكراهم في صندوق يحن لزياراتك بين الفينة والأخرى، تنتقي منه ما

يؤنس وحدتك، وتنثني عما يعكر صفوك، وستنعم من بعد ذلك

بحياة رغيدة، ملؤها الصدق والأمان، مع رفقة هم لك مبتغون، ولطيب

مقامك متلهفون . . ستخلد ذكراهم بقلبك أسمى معاني الطيبة والنقاء .

. فلا تندم أو تأسى على حالك، فلم يخلق قاهر إلا وكان الخالق القادر

على قهره، وردد ( حسبنا الله ونعم الوكيل )
واللـــــــــــــــــــــه الــــــــــــمــــــــــــوفـــــــــق