[الكون]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا الامين؛ و بعد :

عندما نذهب للأعراس نرى عجباً و منكراً ، فنبين هنا منكرات الزفاف التي تحدث فيه:

أولا : دبلة الخطوبة
قال الشيخ الألباني في كتاب آداب الزفاف( إن فيه تقليداً للكفار لأن هذه عادة قديمة عند النصارى ).

ثانياً : الاســــراف
التي تثقل بها كاهل الرجل و هدفها فقط المباهاة والتفاخر .

و من صـــــور الاسراف :

* بطاقات الدعوة و الإسراف فيها ،
* قصور الأفراح و الفنادق و السفر لها من مدينة لأخرى
* طرحة العروس التي يدفع فيعا أموال طائلة للبسة واحدة رياء و سمعة ولن تلبس بعدها
* التبذير في المأكولات ورمي الأطعمة وليس المقصود من ذلك إكرام الضيف
* الإسراف في الملابس النسائية وما ينفق فيها من مبالغ باهظة

ولهؤلاء نقول قفوا وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال
{ لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن خمس } ثم ذكر {عن مـــــاله من أين إكتسبه وفــيـمــا أنفقه }

و من المنكرات أيضاً الـــغــــنــــــاء

و هو حرام لعدة أدلة ، منها قول الله تعالى
( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين )
قال ابن مسعود في هذه الآية: الغناء والله الذي لا إله إلا هو ، يرددها ثلاث مرات .

لــذا فلا تجاب دعوة فيها منكر
والدليل:عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
صنعت طعاماً فدعوت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء فرأى في البيت تصاوير فرجع،
فقلت: يا رسول الله ما أرجعك بأبي وأمي قال:
{ إن في البيت ستراً فيه تصاوير وإن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه تصاوير }
رواه ابن ماجه بسند صحيح
إستفاد العلماء من ذلك أن الدعوة إذا كان فيها منكر فإنها لا تجاب.

و من المنكرات حلق اللحى :
وهو ما ابتلي به كثير من الرجال حتى صار من العيب عند البعض أن يدخل على العروس وهو غير حالق فيتزين بمخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم القائل :
{ خالفوا المشركين وفرّوا اللحى واحفوا الشوارب } متفق عليه

و من المنكرات النسائية :

1- نتف الحواجب :وهو مما حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم و لــعـن فــاعـلـه بقوله:
{ لعن الله الواشمات والمستوشمات والواصلات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن والمغيرات خلق الله } متفق عليه

2- قص الشعر : وهو ثلاث حالات
الأولى: إن كان على هيئة رأس الرجل فإن ذلك حرام ومن كبائر الذنوب لأن النبي صلى الله عليه وسلم لـعن المتشبهات من النساء بالرجال

الثانية : إذا كان قصاً لا يصل إلى هذا الحد فالأرجح عند الإمام أحمد أنه مكروه.

الثالثة: إذا قصته على وجه يشبه قص الكافرات فإنه حرام لقوله صلى الله عليه وسلم
{ من تشبه بقوم فهو منهم } رواه أبو داود وأحمد وحسنه الألباني

3- من المنكرات : الملابس الخليعة وحب الفخر والشهرة بها : وهي الملابس الخارجة عن المألوف إما لضيقها أو لكونها مفتوحة الصدر والساقين بحجة أنها أمام النساء .

و نذكركم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم :

{ صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يـــدخــلـن الـــــجــنـة ولا يـجـدن ريـــحـهــا وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا } رواه مسلم

أي عليهن كسوة ولكن لا تستر إما لقصرها أو خفتها أو ضيقها

وقال صلى الله عليه وسلم : { من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه ناراً }
رواه ابو داود وابن ماجه وحسنه الألباني

و من المنكرات النسائية : الــــــعــــــطــــــــر
قال : { أيما إمرأة إستعطرت فمرّت بقوم ليجدوا ريحها فهي زانية } رواه الترمذي

وأيضاً التصوير: فقد قال صلى الله عليه وسلم {كل مصور في النار } رواه مسلم

وفي الختام؛

فإن من إفتتح حياته بإتباع السنة وتجنب المنكرات فإنه يرجى له أن يختم له بالسعادة ويكون من عباد الله الذين وصفهم الله أن من قولهم
( ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً )

والحمد لله رب العالمين ، وجزى الله صاحب المقال مشعل المغربي خير الجزاء

.