[وَقفآتَ ،]

مُقدمَه :

موضوُع صغيِر , و لكنّ حجمُه لا يسَع الاصابعَ
مُمتِع لِ كُل مِن كَان طريقُه يرسُم نهجَ حبيبنَا مُحمّد صلى الله عليِه و سلّم .


*

روَى الإمَام أحمَد عن أنس بن مالك قال أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءة فرفع رأسه مبتسما إما قال
لهم وإما قالوا له لم ضحكت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنه أنزلت علي آنفا سورة فقرأ « بسم الله الرحمن
الرحيم إنا أعطيناك الكوثر » حتى ختمها , فقال : هل تدرون ما الكوثر ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم , قال : هو نهر
أعطانيه ربي عز وجل في الجنة عليه خير كثير ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد الكواكب يختلج العبد منهم فأقول
يا رب إنه من أمتي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك .

و القَصد فِي مَا تدري مَا أحدثوُا بعدَك : أي أنّهم إرتدّوا على أعقابهِم بعدَ وفَاة الرسوُل صلَى الله عليِه و سلّم
و أنّه كَان يشهَد لهُم الإسلام قبل وفاتِه .

الكوثَر : نهَر جَاري وَهوُ فِي الجنّه يخشُب مِنه ميزَابان إلَى الحوُض .

يخشُب : يصُب .
الميزابَ : هوُ المرزام .

الحوُض : مجمَع المَاء ـ يُوضع في أرض المحشَر يوُم القيامَة ترد عليه أمّة مُحمّد صلى الله عليه وسلم
مُحَاط مِن جميِع الجهَات , غَايَة فِي الإتّسَاع , عرضُه و طولًه سوَاء , كُل زاويَه مِن زوايَاه مسيرَة شهَر
و هوُ أشد بياضاً مِن اللبَن , و أبرَد مِن الثَلج , و أحلَى مِن العسَل , و أطيَبُ ريحاً مِن المِسك , مَن يشرَب مِنه
شربَة لا يظمَأ بعدهَا , و الحوُض فِي العرصَات قبل الصِراط لأنّه يُمنع مِنه أقوام قد أرتدّواعلى أعقابهِم و مِثل
هَؤلاء لا يُجازون الصِراط .

العرصَات : جَمع عرصَة و هِي الموُضِِع الواسِع الذي لا بنَاء فيِه .

و حوُض الكوثَر هو خَاص بِ نبينَا مُحمّد صلى الله عليه و سلّم و هوُ مِن المُغيّبَات التِي يجِب علينَا الإيمَان بهَا .

اللهُم إجعلنا مِن أتبَاع النبِى صلى الله عليه وسلّم الذين يشربوُن مِن
حوضِه ويسعدوُن بِ صُحبته في الجنّه.