[يمامة الوادي]

كلما (قصيدة)
د. عبدالحميد محمد بدران





كلّما




كُلَّمَا نَاحَتْ طُيُورٌ
سِرْتُ نَحْوَ اللاَّوُجُودْ وَاعْتَلَيْتُ الْأُفْقَ بَحْثًا
عَنْ زُهُورٍ وَوُرُودْ وَنَسَجْتُ الشِّعْرَ فَرْحًا
أَشْرَقَتْ مِنْهُ الخُدُودْ وَأَهَجْتُ الشَّوْقَ شَوْقًا
لِغَرَامٍ مِنْ خُلُودْ
♦ ♦ ♦
كُلَّمَا أَبْصَرْتُ ثَكْلَى
تَنْدُبُ الحُلْمَ العَتِيقْ وَصُرَاخًا قَدْ تَهَاوَى
عَازِمًا أَلاَّ يُفِيقْ وَمَرَاسِي قَدْ تَلاَشَتْ
مِنْ جَوَارِيهَا الطَّرِيقْ وَلِسَانُ الحَقِّ يُطْوَى
فِي غَيَابَاتِ الحَرِيقْ طَلَّقَ النَّوْمُ جُفُونًا
لاَ تَرَى اليَأْسَ الشَّهِيقْ
♦ ♦ ♦
كُلَّمَا جَدَّتْ خُطُوبٌ
قَرَّبَتْنَا لِلْغُرُوبْ وَتَفَشَّى الْمَكْرُ فِينَا
يَرْتَدِي ثَوْبَ الوُثُوبْ وَتَولَّى الصِّدْقُ مِنَّا
هَارِبًا فِي اللاَّهُرُوبْ وَمَرَايَا الحُلْمِ دَوَّتْ
فِي ثَنَايَاهَا الكُرُوبْ فَجَّرَ الشِّعْرُ عُيُونًا
لِلْبَرَايَا تَسْتَجِيبْ
♦ ♦ ♦
كُلَّمَا طَافَتْ بِرَأْسِي
أَنْجُمٌ أَمْسَتْ خَلاَءْ وَشُمُوسٌ قَدْ تَلاَشَتْ
وَبُدُورٌ مِنْ هُرَاءْ وَكَلاَمٌ قَدْ تَوَارَى
بِثِيَابٍ مِنْ صَفَاءْ وَمَرَاسٍ مِنْ خَيَالٍ
وَقِلاَعٍ مِنْ هَوَاءْ دَرَّعَتْنِي مُشْكِلاَتِي
كَيْ أَشُقَّ الْمَا وَرَاءْ