[منال]

في القرآن تربية كونية عقدية للإنسان ملخصها : أن الوجود صفة للموجود الحق سبحانه وتعالى ، وهو سبحانه وتعالى الذي أوجد العالم ، والإنسان والكون كلاهما عنصران من عناصر العالم فهما متساويان في المخلوقية لله تعالى ، محكومان بتدبير الله ابتداء وانتهاء .
وأراد الله تعالى أن تكون العلاقة بين الإنسان والكون على هيئة من الانسجام والتوافق تتحقق بهما أسمى صور الوجود . لكن هذا التوافق يصدر من جانب الكون عن صفة قسرية ( تسخيرية ) بينما يصدر من الإنسان عن إرادة حرة هي التي تتوجه إليها التعاليم القرآنية بتوجيهات تربوية كونية تجعلها تحقق ذلك الانسجام .
ويظهر من تتبع التربية الكونية في القرآن أن الغاية العظمى لها إرشاد الإنسان لطبيعة مهمته في الأرض وهي تحقيق الاستخلاف ، والعبودية لله تعالى ، وما تتضمنه من بيان لرفعة الإنسان بين الكائنات .