[عزوتي أخوي]

~Θ بقـى القـليـلΘ~

بـدأ شهر رمضان منذ أيام .. و كأنها أحـلام .. مَـرَّت سريعًا سريعًا ..

بقـدوم الشهر فرحنا .. و وضعنا شعاراتٍ لأنفسنا .. عَلَّنا نُحققها .. و ببلوغه هَنَّأنا بعضنا ..

و قـد مضى ثُلث الشهر .. فهل ضاعفنا أجورنا ؟ .. و تُبنا من ذنوبنا ؟ .. و قَوَّينا مواطنَ ضعفنا ؟ .. هل أَحْسَنَّا إلى والدينا و أهلنا ؟ .. هل زاد إيمانُنا ؟ .. هل جعلنا الشهرَ وسيلةً للتقـرُّب إلى ربنا ؟ ..

فى شهر القـرآن .. ماذا قـدَّمنا لأنفسنا ؟ ..

مضت عشرةُ أيامٍ من الشهر : فـ كم مرةٍ ختمنا فيها القـرآن ؟ .. و ماذا قـدَّمنا من الأعمال الصالحة فيها : مِن بِرٍّ صِلةٍ و صَدقة و ذِكـرٍ و دعاء ؟ ..

هل كان حماسُنا فقط قبل دخـول الشهر ، و بعـد دخـوله ضعفت عزيمتُنا ، و تكاسلت أنفسُنا ؟ ..

هل حاسبنا أنفسنَا على تلك الأيام التى مضت مِن حياتنا ؟ و على ما اقترفناه فيها ؟

إنه شئٌ مُؤسف حين يَمُرُّ شهرُ رمضان ببعض المسلمين و كأنه عادةٌ تعوَّدوا عليها .. فأصبحوا يعيشونه بلا روحانيات .. و ينتظرون لحظةَ رحيله ..

بل إنَّ البعضَ لم يُراعِ حُرمتَه .. فأفطر و الناسُ صائمون .. و ذهب يُجاهِـرُ بالمعاصى .. و لا يخشى عقوبةَ الله .. لم يُفَكِّـر فى الموت و سكرته .. لم يُفَكِّـر فى القبر و ظُلمته .. لم يُفَكِّـر فى يوم القيامة و كُربته .. تناسى هـذه الأمـور ، حتى أصبح جسدًا بلا رُوح ..

يا غافلاً عـن العمـل ... و غَـرَّهُ طُـولُ الأمـلْ
المـوتُ يأتى بغتـةً ... و القبـرُ صُنـدوقُ العملْ

فلنتزوَّد من الصالحات .. فقد بقيت أيامٌ قليلةٌ من الشهر قـد لا نُدركها .. فما ندرى أتطولُ أعمارنا أم تقصر .. لكنْ لنعلم أنَّ العمرَ مهما طال فلا بُـدَّ من دخـول القبـر ..

فلنغتنم ما بقى من أيامٍ فى شهر رمضان .. لعل اللهَ تعالى أن يُعتق رقابنا فيها من النار ..

ربنا تقبَّل مِنَّا إنَّكَ أنتَ السميعُ العليم ،، و تُب علينا إنَّكَ أنتَ التَوَّابُ الرحيم .