[البساط]

قال هذا الصحابي الجليل للنبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر
يا رسول الله..
لقد آمنا بك، وصدّقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق،وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا..
فامض يا رسول الله لما أردت، فنحن معك..
ووالذي بعثك بالحق، لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، وماتخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا..
انا لصبر في الحرب،صدق في اللقاء..ولعلّ الله يريك ما تقرّ به عينك...فسر بنا علىبركة الله"...
وفي غزوة أحد، وعندما تشتت المسلمون تحت وقع المباغتة التي فاجأهم بها جيش المشركين، لم تكن العين لتخطئ مكانه.
لقد سمّر قدميه في الأرض بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم، يذود عنه ويدافع في استبسال هو له أهل وبه جدير..
وفي غزوة الخندق عندما تحالف ضـدالمسلمين قريش وقبيلة غطفان ويهود بني قريظة فكر الرسول عليه السلام في عمل صلح مع قبيلة غطفان على أن يعطيهم من محصول المدينة المنورة وعندما عرض الأمر على كبار الأنصار قال رضي الله عنه :
يا رسول الله..أهذا رأي تختاره، أم وحي أمرك الله به"؟؟
قال الرسول: بل أمر أختاره لكم..
"فقال الصحابي رضي الله عنه : يا رسول الله..

قد كنا وهؤلاء على الشرك وعبادة الأوثان لا نعبد الله ولا نعرفه، وهم لا يطمعون أن يأكلوا من مدينتنا تمرة، الا قرى، أي كرما وضيفة، أو، بيعا..
أفحين أكرمنا الله بالاسلام، وهدانا له، وأعزنا بك وبه، نعطيهم أموالنا..؟؟
والله ما لنا بهذا من حاجة..
ووالله لا نعطيهم الا السيف.. حتى يحكم الله بيننا وبينهم"..!!
وعلى الفور عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رأيه، وأنبأ زعماء غطفان أن أصحابه رفضوا مشروع المفاوضة، وأنه أقرّ رأيهم والتزم به..

حكمه الرسول عليه الصلاة والسلام في يهود بني قريظة بعد نكثهم العهود مع الرسول الكريم فحكم فيهم بالتالي :
اني أرى أن يقتل مقاتلوهم.. وتسبى ذراريهم. وتقسّم أموالهم.."
يقول أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:
كنت ممن حفروا قبره..
وكنا كلما حفرنا طبقة من تراب، شممنا ريح المسك.. حتى انتهينا الى اللحد"..
وقال عنه الرسول عليه السلام لقد اهتز عرش الرحمن لموته
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عندما توفي حضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر، فوالذي نفس محمد بيده إني لا أعرف بكاء أبي بكر من بكاء عمر وأنا في حجرتي
وقد أتي للنبي صلى الله عليه وسلم بثوب حرير، فجعلوا يتعجبون من حسنه ولينه. فقال: لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أفضل من هذا .
إنه سعد بن معاذ الذي أسلم وعمره إحدى وثلاثون عاما وتوفي على آثار جرح غائر وهو يجاهد في غزوة الخندق وبعد مضي شهر مات ورأسه في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول له (( هنيئاًاً لك يا أبا عمرو )) وكان عمره سبعةً وثلاثين عاماً .

فرضي الله عن سعد بن معاذ وسائر الصحابة .