[علي حسن999]

الشيخ الدكتور فهد ـ حفظه الله ـ بين مطرقة إدعاء النصح وسندان التوقير.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:

فإنّ النصوص من الكتاب والسنة تتابعت على بيان فضل العلماء، وأجمعت الأمة على عُلوِّ منزلتهم وشرف علمهم قال تعالى :" شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْط، ففي هذه الآية استشهد الله سبحانه وتعالى بأولي العلم على أجلِّ مشهود عليه وهوتوحيده سبحانه ِ، وهذا يدل على فضل العلماء من وجوه كثيرة.
إذن فمن واجبنا في حق علمائنا وشيخنا الدكتور فهد ـ حفظه الله ـ والذي عقمت النساء أن تلد مثله ـ وهو الذي نذر نفسه لخدمة هذا العلم(علم التعبير ) والنصح للمسلمين والتوجيه لهم في ميدان كان له فيه القدح المعلا و كان فارسه بحق وجدارة ، إن من حق الشيخ علينا أن نعرف له ذلك ، كما أن الواجب علينا الدعاء له. ففي حديث أبي الدرداء عند ابن ماجه /وصححه الألباني رحمه الله قال صلى الله عليه وسلمَ:إِنّه لَيَسْتَغْفِرُ للعَالِم مَنْ في السّمَاواتِ وَمَنْ في اْلأَرْضِ حتى الحيتان في البحر". فماظنك أخي الكريم أختي الكريمة بعد هذا الحديث،وما ظنك بعد هذه الآية:( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) (7)/غافر.قال العلماء جامع المؤمنين وحملة العرش الإيمان بالله عز وجل ولهذا كان منهم الإستغفار لهم .فما الظن بالعلماء!! ، إن أمة لا تقدر علماءها ولا تقيم لهم وزنا أمة لا خير فيها ! أمة تحكم على نفسها بالموت !!! كيف والعلماء مصابيح دياجي الضلال والظلام .وبخاصة في هذا الزمان الذي نطق فيه الرويبضة !!
الأرض تحيا إذا ما عاش عالمها **متى يمت عالم منها يمت طرف
كالأرض تحيا إذا ما الغيث حلّ بها**وإنْ أبى عاد في أكنافها التَّلف

إن العلماء هم ورثة الأنبياء وهم كذلك بمنزلة الأمراء يجب أن يعرف لهم حقهم وتحفظ لهم مكانتهم وهيبتهم ويجب الذب عنهم، فهم الحماة والطعن فيهم مطية للطعن في الدين ، إن أمة لا توقر علماءها وأمراءها أمة آيلة للسقوط ، فاقدة هويتها ونسبها...، أهكذا يجازىالعلماء!! وبدعوى النصيحة أمام الملأ !! أهكذا تستغل سماحة الشيخ فهد وطيبته ليقال له ما يأنف العاقل من تصورهعن لشيخ فهد فضلا عن أن يقوم القلم بتسطيره !!! .

في الحديث الصحيح من نفس كربة عن أخيه المسلم نفس الله عنه كربة من كرب ايوم القيامة أو كما قال صلى الله عليه وسلم. فبالله عليكم كم نـَفّـَسَ الشيخ بتعبيراته الرائعة على المكروبيـــــــن ـ بارك الله فيه وزاده من فضله ـ ، فبالله عليكم كم نصح الشيخ في ثنايا تعبيراته (والمؤمنون نصحة) ، فبالله عليكم كم زف الشيخ من بشرى لمظلوم ، أو يا ئس أوبائس.. أو..أو....وكم ... وكم..

إن من حق الشيخ علينا ما جاء عن على رضي الله عنه : "من حق العالم عليك أن تُسَلِّم على القوم عامة وتخصه بالتحية، وأن تجلس أمامه، ولا تشيرن بيدك إليه، ولا تغمز بعينك، ولا تقولن قال فلان خلاف قوله، ولا تغتابَنَّ عنده أحد، ولا تطلبن عثرته، وإن زل قبلت معذرته، وعليك أن توقره لله تعالى، وإن كانت له حاجة سبقت القوم لخدمته، ولا تسارّ في مجلسه، ولا تأخذ بثوبه، ولا تلح عليه إذا الكسل، وتشبع من طول صحبته؛ فإنما هو كالنخلة تنتظر متى يسقط عليك منها" و يقول ابن جُريْج:" فحسن المعاملة مع العالم تشرح صدره، فينعكس ذلك على إعطائه،، كما أن سوء معاملته أو عدم التأدب معه يؤثر على إخراجه."

إنها لحظة للتأمل !! هل وفينا الشيخ فهد حقه ؟ هل خص أحد منا الشيخ فهد بدعوة صادقة في ظهر الغيب؟ من منا لا يعترف بجميل الشيخ عليه ؟؟ !! إن علم التعبير علم لا يصيب فيه إلا المحسنون . أخي / أختي إذا لم تكن كذلك ( تعترف بفضل الشيخ عليك بعد الله) فإما أنك لست أهلا لتأخذ عنه أو أن في نفسك على الشيخ شيء ولكن ....(أنا أهمس في أذنك ـ يا من يدعي عكس ما قلت ـ حتى لا يسمعنا أحد وخاصة الشيخ فهد )قال الشاعر :

الحقُّ شمسٌ والعيونُ نواظرٌ**** لكنَّها تخفى على العُمْيانِ

وَزِنِ الكلامَ إذا نطقْتَ فإنَّما**** يُبْدِي عقولَ ذوي العقولِ المَنْطِقُ!!!

وقال آخر:

زِنِ القولَ من قبلِ الكلامِ فإنَّما**** يَدُلُّ على قدرِ العقولِ التكلُّم!!!

رحم الله من عرف قدره ....لا تكشف عن جهلك....هذا ضرب من المحال وليس من الإحتمال !!!

أرجو ألا تُستغل طيبة الشيخ وسماحته، في الإساءة إليه وقد كان السلف يكرهون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الوجه الذي فيه التعيير والإعلان ويحبون أن يكون سراً فيما بين الآمر والمأمور فإن هذا من علامات النصح فإن الناصح ليس له غرض في إشاعة عيوب من ينصح له وإنما غرضه إزالة المفسدة التي وقع فيها . وأما إشاعة وإظهار العيوب فهو مما حرمه الله ورسوله قال الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النور:19)

وإن كان من نصح للشيخ فهد حفظه الله فعلى الخاص (رسالة خاصة ) حتى :

- حتى يُستفسر عن شيء ظـُنَّ به و الشيخ بعيد عن كل شبهة والحمد لله ,إنما قلت لك أخي /أختي هذا حتى يكون جواب الشيخ لك أيها الظان من باب إنما هي صفية بنت حيي كما في الحديث:"............. على رَسْلِكُمَا إنما هي صفية بنت حيي فقالا: سبحان الله يا رسول الله و كبُر عليهما،فقال النبي صلى الله عليه و سلم إنّ الشيطان يبلغ من الانسان مبلغ الدم و إني خشيتُ أن يقذِفَ في قلوبكما شيئاً "رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

- حتى نسد كل ذريعة أمام الألسن فتتكلم في عرض الشيخ ! وأعراض العلماء مسمومة وعواقب الوقيعة فيهم معلومة ....!!

- حتى لا نفتن الناس" إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ"البروج

- حتى نعطي للناس تطبيقا في توقير العلماء.

- حتى نغرس في الناس حب العلماء وتوقيرهم .

- حتى نحفظ هيبة العلماء في الناس فلا يتجرأ عليهم العامة ( للإشارة العامة مشتقة من العمى فمن يبصر لنا غير العلماء).

- حتى نمتثل لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ونسلم من :" ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ومن لم يعرف لعالمنا حقه‏ أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه الترمذي. ‏

- حتى لا نفتح بابا للشر لا يعلم مداه إلا الله .

- حتى تعرف قدرك أخي / أختي و أنكَِ أمام الشيخ الدكتور فهد حفظه الله .

وإنَّ تَرَفّـُعَ الوضــعاء يوما**** على الرفعاء من إحدى الرزايا

إذا استوت الأسافل والأعالي**** فقد طابت منادمـة المنــايا