[القلب المتدفق]

بلا إنسانيه

نتعامل في حياتنا اليوميه مع مختلف أنواع البشر , منهم من هو إنسان ومنهم غير ذلك , قد يثير كلامي هذا العديد من التساؤلات , وأردف قائله إن ليس كل من هب ودب على الأرض يمكن أن نسميه إنساناً فللأنسانيه معنى جميل سام راق واكبر من مجرد جسد , في رحمة وعطف ومودة وقلب ينبض بالحنان والإحساس للآخرين , لكن هناك نوع من البشر , لا تعرف هذه المبادئ السمحة طريقاً إلى قلبه فتراه غير مبالي بغيره فيقسو ويجرح ويهين ويذل ولا يحن ابداً ولا يحس بغيره , بل هو مجرد من الأحاسيس... يتلذذ بإذاء الآخرين ... يتلذذ عندما يرى دموعهم تسيل ويبني سعادته على حطام تعاستهم , فهل هذا يستحق لقب إنسان ؟
وعندما يخطىء في حقه احد تأخذه العزه بالإثم وينتفض من محله ... لا يرضى مهما اعتذر له ومهما أرسل له من نداءات وتوسل إليه , فهو لا يبالي , ويصر على تعنته وتكبره حتى يخيل إليك انك تقف أمام جبل راسخ كلما أرسلت إليه نداء يرتطم إليه ثم يرتد على وجهك , في قرارة نفسه يظن انه يفعل الصواب لكن الجميع ينظر إليه والى تصرفاته بعيون الرفض حيث لا يعرف أن الرحمة فوق كل شيء وان مبادئ ديننا الحنيف تحض على العفو والتسامح ومع ذلك لا يقدم أي تنازلات وتصل به الأمور إلى ألا يمد يده مصافحاً ... متناسياً أن السلام لله , كما أن المصافحة تزيد تآلف القلوب.
لا أنكر أن من مبادئ احترام النفس وتوقيرها الا نسمح لأحد ان يخطئ بغير حق فينا , لكن جلَ من لا يخطىء , والاسراف في هذا الجانب يصبح غروراً , والغرور من الصفات المنبوذه في الانسان .
الإحساس بالاخرين والرحمة والحنان وكل مشاعر الانسانيه تنبض من سيد الاعضاء القلب , فكيف نرجو ذلك ممن تحجرت قلوبهم وغدت قطعه من الصخر؟ كيف لنا ان نطلب شيئا خيراً منهم وفاقد الشيء لا يعطيه ... كيف لنا ان نطلق على ذلك الصنف من البشر لقب انسان وهو لا يمت للإنسانيه بصله من بعيد او قريب ؟
كيف نطلق عليه لقب إنسان وهو لا يحمل بين جوانحه ذرة إنسانيه .
ومع ذلك لن نفقد الامل , فالدنيا لا تزال بخير فلربما يلين ذلك الصخر المتشكل على هيئة قلب داخل اجسادهم .