لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
كان شابًّا بسيطًا جاء من الرِّيف البعيد ليدرس في العاصِمة، فعبدُالله من أوائِل الطلاَّب الذين نالُوا درجات عاليَة في امتِحان الثانوية العامَّة في قريته، وقد أهَّله ذلك ليدرس في الجامعة.
العدد القليل الذي تخرَّج في الجامعة عافَ الحياة في القرية، وقد بهرَتْه الحياةُ الصاخِبَة في المدينة، وقد استقرَّ فيها. هذه القرية النائية يعمَل فيها الناس البُسَطاء في الزِّراعة وتربية المواشي، كثيرٌ من الأهالي لم يهتمَّ بمسألة التعليم، ولكن عائلة عبدالله قد وفَّرت له كلَّ الظروف حتى يتخرَّج في الثانوية العامة، ويُصبِح معلمًا في مدرسة القرية الابتدائية، ولكن ماذا بعد الجهد الذي قدَّمَه في سبيل دراسته، والدرجات العالية التي نالَهَا؟ قد تدخَّلت أم عبدالله وطلبت من زوجها أن يُدخِل ابنَها البكر في الجامعة؛ لعله يُصبِح طبيبًا أو مهندسًا، ويرفع رأسَها أمام نسوة القرية، وخصوصًا زوج المختار أم مصطفى. عبدُالله في حيرةٍ من أمره؛ هل يُكمِل التعليم - وهذا ما يرغب فيه - أو يصبح معلِّمًا في القرية ويوفِّر المصاريف التي ستُرهِق والده إذا ما دخل الجامعة؟ وبعد تفكيرٍ مرارًا وتَكرارًا قرَّر أن يعمل في المدينة ويكمل دراسته الجامعية، الأم تُلِحُّ على أبي عبدالله وتطلب منه أن يُوافِق، حتى لو اضطروا إلى بيع البقرة لكي تؤمِّن له مصروف الجامعة. لم يوافق الأب قائلاً: ألم تري ابن المختار أبي مصطفى وقد استقرَّ في المدينة ونسي أهله وجيرانه، فأجابته أم عبدالله: تربيتنا للولد تختلف عن تربية المختار؛ فمصطفى كان مُدَلَّلاً وأخذتْ عقلَه المدينة، أمَّا عبدالله فأخذ الشهادة الثانوية وهو يعمل معك في الحقل ويرعى الغنم، وبعد طول إلحاح، وبعد تفكير وتفكير، قال في نفسه: كيلا أظلم الولد ويلومني في المستقبل، ولو منعتُ نفسي من تناول الخبز، سأرسِلُه إلى العاصمة كي يدرس في الجامعة، فوافق أبو عبدالله فتُطلِق أمُّ عبدالله الزغاريد؛ من شدَّة فرحها لهذا القرار. وما هي إلا أيام معدودة، وقد أعدَّ عبدالله حقيبته ليلاً، وطلب من أمِّه أن تُوقِظه مع صِياح الدِّيك. استيقظ عبدالله نشيطًا وودَّع أمَّه وإخوته الصغار، ثم ركب العربةَ التي يجرُّها بغلهم الكهل الذي بلَغ من العمر أعوامًا كثيرة، حتى وصَل إلى الطريق العام، الذي يبعد مسافة طويلة عن القرية، وودع والده وقبَّل يديه، ثم وقف ينتظر الحافلة المتَّجِهة إلى المدينة؛ لكي يصل إلى العاصمة في وقت مبكِّر. وصَلت السيارة وقد أرهق الركاب من وُعُورَة الطريق ومن طُول المسافة، واستيقظ عبدالله على صوت سائق الحافلة: قد وصلنا إلى المدينة، والحمد لله على السلامة، لقد أيقَظَه هذا الصوت الأجشُّ من حلم جميل؛ فقد كان يرى نفسَه أنه تخرَّج في الجامعة، وعاد إلى القرية يحمل الشهادة العالية ويرفع رأس أبيه وأمه. ثم أنزل أغراضه وسأل بعض المارَّة: أين الطريق إلى الجامعة؟ ثم اهتَدَى إلى الطريق، فرَكِب في حافلة تُوصل إلى باب الجامعة، طوال الطريق وهو ينظر بدهشة إلى الأبنية المرتفعة، ويُقارِن بين هذه الحافلة التي ركِبَها والحافلة التي جاء بها إلى المدينة، فهذه مُرِيحة ومقاعدها نظيفة، وأصبح يضحك حينما تذكَّر العربة والبغل الذي يجرُّها، وصَل إلى الجامعة، وكان وقت الدوام الرسمي شارَف على الانتهاء، سأل أحد الطلاب المارَّة: أين مكان التسجيل؟ فقال له: لا تُرهِق نفسك؛ فقد انتَهَى التسجيل اليومَ، ولكن من هنا الطريق، مُشِيرًا بيده إلى ذلك المكان، يَركُض مُسرِعًا والطلاب قد انصَرَفُوا، والموظف بدأ بترتيب أوراقه وإغلاق النافذة، وعبدالله يقول له: الله يوفِّقك، لست من المدينة، وليس لديَّ سكن، ولا أستطيع العودة إلى القرية، فخجل الموظف وقال له: آخُذ الأوراق اليوم، وعُدْ غدًا لكي تسجِّل في السكن الطلابي، فقال له عبدالله: ولكن اليوم خميس، وغدًا جمعة، والجمعة عطلة، فأجاب الموظَّف بقسوة: هذا ليس من شأني، لِمَ لَمْ تأت قبل يوم أو يومين، وأغلَق النافذة، حزن عبدالله في قَرارة نفسه على هذه المعامَلة القاسية، وكان يظنُّ أن العاصمة ستفتَح له ذراعَيْها مرحِّبة به، ولكن للأسف... لقد احتار عبدالله؛ أين سينام؟ هل يَنام على قارعة الطريق أو في الحديقة؟ وماذا يفعل في هذه المدينة الكبيرة التي لا يعرِف فيها أحدًا؟ وإذا بأحد الشباب المنصَرِفين يقول له: لا تهتم، فتعالَ معي - هنا يتذكَّر قولَ أمِّه: لا تذهب مع أحد في المدينة دون أن تتعرَّف عليه؛ ففي المدينة كثيرٌ من الأمور التي نعتبرها عيبًا وحرامًا عندهم حلال، وبدأت تُعَدِّد له وتقدِّم النصائح - فقال له الشابُّ: ما لك يا أخي؟ أأنت خائف؟ وكان معه شاب في مثل عمْر عبدالله، فسلَّما عليه حتى اطمأنَّ، فقال له ذلك الشابُّ: أنا أحمد، وأيضًا من القرية، وطالب في كلية الهندسة، وهذا ابن عمِّي قاسم يُرِيد أن يسجِّل في الجامعة، وهو سيَبِيت عندي الليلة، ونحن أهل القُرَى كُرَماء ونرحِّب بالضيوف، فمرحبًا بك إذا أحببت أن تقضي الليلة معنا في السكن الطلابي؛ فلديَّ غرفة؛ لأنَّني طالب قديم، لقد ارتاح عبدالله عندما عَلِم أن هذا الشاب أيضًا ابن قرية؛ فالطِّباع تكون متشابهة، والنفوس متقاربة. فرحَّب بالموضوع وشكَرَه قائِلاً: لعلي لا أكون ضيفًا ثقيلاً عليكما، فابتَسَم أحمد وقال: على الرحب والسَّعَة بك وبابن عمي قاسم. وصَلُوا على الغرفة، خلَع عبدالله ثِيابَه وارتَدَى اللباس البلدي الذي كان يرتَدِيه في القرية، وكذلك أحمد وقاسم، وأصبح عبدالله ينظر من شرفة الغرفة، والغرفة في الدَّوْر الثالث، ينظر إلى الأبنية بدهشةٍ وإلى المارَّة، يقول في نفسه: هذه أوَّل مرَّة أقف فيها على شرفة بِناء مرتفع كهذا، فيا لها من شرفة، ويا لهذه العاصمة، ثم قال عبدالله: لقد أعدَّت لي الوالدة بعض الأكلات الشهيَّة، فما رأيكم بأن نتناوَل الطعام معًا ويكون بيننا خبز وملح، فقال قاسم: وأنا أمي أعدَّت لي أيضًا بعض المأكولات الشهيَّة، فتناوَلُوا الطعام معًا، وبدؤوا يتسامَرُون ويضحكون وهم يشربون الشاي بعد الغداء. ومرَّت الساعات وهم يتسامَرُون بعد أن تعرَّفوا إلى بعض، وقصُّوا القصص التي كانت تنسج في مخيلة أبناء الريف، والتي كانوا يقصُّونها ليتسلوا ويُغالِبوا الملل، لقد تجاوَز الوقت منتصف الليل، وقد كان يومًا مُرهِقًا، لقد شعر عبدالله بالتعب وكذا قاسم، ثم نام الجميع. استيقظ أحمد وقاسم في العاشرة صباحًا وحاوَلاَ إيقاظ عبدالله ولكن دون جدوى؛ مستغرِق في نومه وأحلامه التي ما فارقَتْه لحظة؛ كيف ستَمضِي السنوات ويتخرَّج في الجامعة و... و... فقال قاسمٌ لأحمد بعدما يئِسُوا من إيقاظ عبدالله: دعْه، فلعلَّ تعب السهر والسفر قد أضناه، وهو غير مُعتَاد على ذلك، فيقول أحمد: لا حوْل ولا قوَّة إلا بالله، ولكن ستذهب منه صلاة الجمعة. ارتَفَع صوت المؤذِّن عاليًا فانطَلَق أحمد وقاسم إلى المسجد المجاوِر لأداء صلاة الجمعة، وفي هذه الأثناء بدأ عبدالله يتقلَّب في الفِراش فاستيقظ بعد قليل، نظَر حولَه فلم يجد أحمد وقاسمًا في الغرفة، فقال: أين ذهبا وتركاني هنا؟ لِمَ لَمْ يُوقِظاني؟ غسَل وجهه، وأعدَّ كأسًا من الشاي وبدأ بشربه وهو واقف على الشرفة، ولكن لا يجد أحدًا من المارَّة يلتفت هنا وهناك، باستغراب: هل الجميع في هذه الأثناء نائمون؟ لقد غفَل عبدالله عن وقت صلاة الجمعة وكأنَّه نسيها، وإذا بجموعٍ من المارَّة يمشون جماعات، ويتحدَّثون مع بعضهم بوجه مبتسِم، فخطَر في باله خاطِر: هل كان هؤلاء يُشاهِدون مباراة لكرة القدم التي كان يعشقها ويلعبها مع أقرانه في القرية - كان يسمع أنَّ في المدينة تُقام مباريات كرة قدم للفِرَق المحلية، وكان ينوي حضور إحداها. لقد كانت القرية التي جاء منها عبدالله صغيرة جدًّا ونائية، ومسجدها الصغير كان يؤمُّه الشيخ العجوز أبو علي الذي جاوَز التسعين من العمر، وهو في صحَّة وهمَّة عالية ببركة القرآن، ولكنَّه قد توفَّاه الله دون أن يكون هناك مَن هو أهلٌ لإمامة المسجد؛ نتيجةَ الجهل المُطبِق والأميَّة المنتَشِرة في القرية، فلم يستَطِع أحدٌ منهم أن يتولَّى شؤون هذا المسجد الصغير، وبالرغم من تعلُّم بعض أبناء القرية إلا أنهم لم يعودوا إليها وقطنوا في المدينة، ولم تكن القرية المجاوِرة بأفضل حالٍ منها، وكان يتعذَّر على أئمَّة المساجد أن يأتي أحدُهم من العاصمة ليُقِيم صلاة الجمعة في مسجد القرية الصغير ويعلِّمهم كتاب الله، هذا ما جعَلَهم يقصِّرون في العبادات قليلاً، وهذا ما حدَث لعبدالله، فغطَّ في نومٍ عميق، وفاتَتْه صلاة الجمعة. لما عاد أحمد وقاسم وهو ما زال على الشرفة في دهشةٍ لهذه الجموع، وإذ بصوت قاسم وأحمد يفتح باب الغرفة يقول: ما شاء الله، إن هذا الخطيب قد أمتَعنِي بهذه الخطبة؛ فقد تحدَّث بأمورٍ لم أسمعها في حياتي، ألقَيَا السلام على عبدالله وهو خجلٌ من نفسه لتفويته صلاة الجمعة. يكمل قاسم كلامَه عن خطيب المسجد وعبدالله يتحسَّر على ما فاتَه ويقول: ليتني استيقظتُ وذهبتُ معهم، ماذا أصابني؟! فقال أحمد: يا قاسم، إنَّ الشيخ عبدالوَدُود أستاذ جامعي في كلية الشريعة، وكم هو لطيفٌ مع الطلاَّب الذين يحضرون الدروس الأسبوعية؛ حيث يعلِّمهم شؤون دينهم، ويعلِّمهم تلاوة القرآن وحفظه. كلُّ هذا قد شوَّق عبدالله إلى حضور خطبة الجمعة ورؤية الشيخ عبدالوَدُود، حينَها قال له أحمد: قم وتوضَّأ وصلِّ الظهر، هيَّا لا تتكاسَل فقد أتعبتَنا ولم تستَيقِظ لصلاة الجمعة، ما هذا؟ هل لك أسبوع لم تنم فيه، أو ستتعوَّد على الكسل؟ يُتابِع أحمد قائلاً: يا أخي عبدالله، لقد ارتحتُ إليك، وأحسُّ أنَّك كابن عمِّي قاسم، وعندما تسجِّل في السكن الجامعي سأُحاوِل أن يضعوك في الغرفة معي أنت وقاسم؛ فأنا أعرِف موظفًا في المدينة الجامعية يحضر معنا دروس تحفيظ القرآن باستمرارٍ عند الشيخ عبدالوَدُود - حفِظَه الله - وسيُساعِدنا في ذلك - بإذن الله - ويكمل أحمد كلامه عن الشيخ عبدالوَدُود: سيبدأ الشيخ غدًا بتوزيع الطلاَّب الحافظين لكتاب الله على حلقات القرآن الكريم؛ ليعلِّم الطلاب الجُدُد القادمين من الأرياف، فبعد عدَّة أيام سيأتي شهر رمضان المبارك - أعادَه الله علينا وعليكم باليمن والبركات - لكي يتمكَّن الجميع من قراءة القرآن القراءة الصحيحة وختمه في رمضان.
|
|
|