[شموخ الأمل]

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعـــد :

كمـا ترون عنوان الموضوع يحمل من الحرقـــة والألــم الشيء الكثير الكثيــر
خنقتني العبرة مرات ومرات على هؤلاء الأطفال
وكم تألمنـا عندمـا سمعنا عن أخبارهم

منذ أيام سمعت عن قصة واقعيــة ليست من نسج الخيال ولا حكاية تروى للتسليـة
فهي والله مصيبـة عظيمـة وبلاء .. نسأل الله أن لا يؤاخذنـا بعمل مرتكبيها
طفل لا يتجاوز عمره الساعات قد وضع بعلبـة كبيرة وألقي به بين النفايات
حتـــى غطــاء لم يضعوا عليـه .. وأنه من شدة البرد أصبح لون الطفل أزرق !!
رحماك ربي هل أصبحت القلوب متحجرة لهذا لحد .

فهل سيأخذك الخيـال أن هنـاك قلب لمسلم مهمــا كان قاسيـا يستطيع أن يقدم على هذا الفعل الشنيع ؟!!

كانا يستتران عن أعيـن الناس .. ونسيا أن هنــاك رب لا تأخذه سِـنَـة ٌولا نَـوم !!!
فطال حلم الله عليهما .. وظنا أنه لا رقيب ولا حسيب .
وعندمــا كشف الله ستره عنهمــا.. قرارا التخلص منــه
كيف السبيل للتخلص من هذا الدليل الذي يثبت تجاوزهمـا لحدود الله ...
إلا بإلقائه بين النفايات ليتجمد من البرد .. أو لتأكله الكلاب الضالـة
أو الاحتمال الأبعــد يأخذه أحدهم لأقرب دار رعايـــة

ألهذا الحد أصبح الإنسان بلا كرامــة ؟
هل بات همّ الإنسان وشغله الشاغل اللذة فقط ؟؟

حال هذا الطفل ينادي بأعلى الصوت
ما ذنبي
أي جريمـة اقترفت حتى أهان
أنتم المذنبون أجل أنتم .. طال حلم الله عليكم
تلذذتم حتى النهم وبعدهـــا .. ألقيتموني كأني خرقـة باليـــة
حيث لا مأوى !!
لا نسب .. لا أهل .. لا عائلـــة ..ولا ولا .......
أكرمتموني عندمـــا تسببتم بوضع وصمة العار ملازمة لي
هل فكرتم كيف ستكون حياتي ؟؟
لن أسامحكم ما أطال الله بي من عمـــر

شواهد تحكي لنــا المأســاة
طفلة صغيرة بالمستشفى تتعهدها الممرضات
وممن يشفق عليهــا بقطرة حليب بعد بكاء ودمعات
تترجى المارة بأن يحملهــا أحدهــم بين ذراعيه لتشعر بالحنان والأمــان
وعندما تـُحمل كأنهـا ملكت الدنيـا
ترى البسمة تتفجر من بين دمعاتهـا
ما ذنبها إلا أنهـا كانت نتاج ليالي حمراء
ما ذنبهم .. ما ذنبهـم ؟!!!

موضوع أثار سبات قلمي فلا تلوموه على عبراتــه .