[صانعة في الحياة]

أين ذهب الحياء ؟؟

& أتساءل وأنا أستمع لبعض المحطات الإذاعية، وإلى ذلك الغزو النسائي للمشاركات، والاتصال

من دون قيمة أو هدف، سوى محاولات التواصل مع الجنس الآخر، بإرسال التحيات والتهاني،

وإسماع أصـواتهن للجمــهور بتلحين وإغواء، ودلع، وغنج يخجل المستمع. أتساءل: أين ذهب الحياء ؟؟

& أتساءل وأنا أرى النَّبت الشيطاني الفني الجديد، المكوّن من أجساد عابثة، مجنونة، ترقص

بهستيريا وجنون وإثــــــارة، تفوقت على محاولات الأجانب في استنباط أشكال من الرقص الجنسي المثير.

& أتساءل وأنا أرى تلك الأجساد حاضرة، لأي نوع من الطلب، وأي دعوة إلى المشاركة، مهما كان الغرض منها. أتساءل: أين ذهب الحياء ؟؟

& أتساءل وأنا أرى مفهوم الأنوثة وقد أصبح مرادفاً للإغواء، للتعري، وللابتذال في الهيئة وفي

التصرفات، وأصبح للتعري مفاهيم جديدة كلياً، المراد من خلالها أن تكون المرأة جسداً حاضراً

في كل الأوقـــات لإمتاع الرجل، مجرد وسيلة للمتاجرة بالجسد، وإعلاء قيمته المادية. أتساءل بعد أن حلّت تلك الكارثة: أين ذهب الحياء ؟؟

& أتساءل وأنا أرى مرحلة المراهقة الجميلة من عمر الفتاة قد اختفت تماماً، وأصبحت الأنثى التي

كانت تتفتح كالزهرة في تلك المرحلة من العمر، وقد استبقت الأيام، وعارضت النمو الطبيعي،

وأصبحت طفلة في ثياب امرأة, وكأن دورها في الحياة ، يبدأ من نضجها الجسدي ، لتتمادى في

لعب دور الأُنثــــى وفي تقمصه، حتى ضاعت تلك المرحلة الجميلة بمثاليتها وقيمتها، أضاعها

انقلاب المفاهيم، وغزو الأفكـــــــار، فما عادت هناك مراهقة، وما عادت هناك طفولة أو براءة، أتساءل وأنا أرى ذلك الانقلاب: أين ذهب الحياء ؟؟

مقالة كتبتها لكم من أحدى المجلات الخليجية