[هنااادي]

بخطوات متثاقله اتجهت الى تلك الزاويه المعتمه .....
تلك الزاويه التي هجرتها منذ زمن ....فسكنها خفاش الياس ملتحفا باسمال الحزن تلفه الظلمه التي سكنها المكان اقتربت اكثر ...افزعتها العتمه ...اضاءت المصباح ...فوجئت بضربات جناحي الخفاش تكاد تمس وجهها ...
ولكنه طار...طار وابتعد عن هذا المكان الى الفضاء البعيد ...تاركا اياها تلملم ماتبقى من هدوئها ...تقتات على بعض الانفاس الممزوجه بغبار ذلك المكان ....تفيق من هلعها ....ادارت جسمها لتقابل تلك المرآه المشروخه
وجها لوجه...زاد هلعها تلك الهياكل التي وقفت في تلك الآنيه بجانب المرآه ...هياكل زهور ذابله...باهته...صفراء
ماعاد يتضح لها لون ...انينا اسمع ...اهو انينها...انه عزف الريح على اغصان جوفاء...ولكن ياترى ماكان لونها
تعاود النظر الى تلك الانيه المشروخه...هي مشروخه...لكن مازالت تعكس وجها اعرفه...بضع خصلات اطلقته نسمات هواء هادئه...رفعت يديها امسكتها...اعادتها الى معتقلها وقيدتها راغمه...الاخصله افلتت من بين يديها وراحت تدلى بمرح تداعب وجهها تتارجح مع الانسام امام ناضريها ابتسمت بفتور...بدت لها في المرآه ملامح الفتها .... رأتها ذا ت يوم وهي تقف امام المرآه مطلقة القيد لخصلات شعرها لتتلاعب بها الانسام كيف تشاء
وتداعب وجنتيها وتتراقص امام عينيها _ يالهذا الزمان ...يحمل وجها من ازمنة اخرى..ينتقي ملامحه من شتى الازمنه الغابره...تحمله رياح قادمه من بعيد تلقيه على وجه الاسطوري ...حملني في طرق ملتويه ومتعرجه
تنبعث منها رائحة الماضي ملامح تعكس متتضج بها نفسها من اصداء المشاعر ....تزرع بسمة فرح على شفتيها التي اذبلها جفاف الانتظار ....فيبرق الامل في وجدانها كالتماع البروق في سماء ليل حالك....وترتعد اصوات الافراح في روحها ....وتبتسم ارجائها وحناياها...ويطغي طوفان الفرح في اعماقها....
سازرع الف بسمه مشرقه كي اداري حزن الحياة ....
لا بل سالبس هذا الحزن اكفان من اثواب الفرح البيضاء....
ساجمع مئات الكلمات دررا انظمها في حفلة حضوره....
وساعلن لهذا العصفور مولودي وحياتي....اوقفت سيل افكارها وقد اعتلت سحب الشجن العذب عينيها ....رباه ماذا ساقول عندما تعانق اطلالة طيفه اهدابي الباكيه فرحا....
ماذا سأصنع اذا مانخرطت درركلماتي ورحت أجمعها....افكارهاتعبت من خوض عباب البحر الهائج...
جالت بعينيها تراخا فوقهما هدب مثقل من طول الليالي ....
الشمس تشع نورا ...ومااكتفت بنورها....اضاءت المصابيح ومااكتفت...
اشعلت الشموع في كل ركن من الغرفه...
نسقت الزهور والبنفسج...
فأطلت الورود والازهار برأسها من كل أنيه لتسترق الأنظار...
وأمتشقت من كل أنيه وردة تتراقص فرحا...
وتمتزج العطور وشذا الزهور في رقصة فرح خرافيه اطلت على المكان بعين متلبدة بالحس....
اخذت ترسم طيفا بانفاسها المتقطعه....
ترسم احلاما في افق الغد....
قرع الباب تحاول ان تسبق خطواتها التي استثقلتها ....قد يكون هو طيفها المنتظر
قد يكون هو الغائب الحاضر...لكن عندما فتحت الباب لم تجد سوى صريرالباب وزوبعة هواء كانت تترقبها حتى تفتح...وتلك الورقه التي انهار بها عالمها ...وبكى لها ضلها الواقف خلفها وانهار مغشيا عليه ....وبرغم تلك المدفأه الا ان رياح جليديه تعصف بها ...وصقيع يجمد اطرافها ....رساله حملت اليها وداعا يازهرة البنفسج...
الغائب الذي تنتضريه لن يعود....الطائر الذي كان على الغصن رحل....الانغام صمتت...والشموع ذابت وأنطفأت...والبنفسجي يبكي والازهار حوله تنتحب...المكان أضلم والريح اشتدت ...تعبث باالابواب والنوافذ
وتبعثرت اوراقي ...وبكت ازهاري على بكاء البنفسج وانهمرت خصلاتها وانطفئت ملامحها ...وامتدت يدها لتحمل هياكل البنفسج والازهار وحملت الماضي بعيدا ليسكن ازمنته ...فأغلقت النافذه وأطفأت المصباح
ومضت في كتف الحاضر...
من تمنياتي لكم بالتوفيق....

اختكم ...هنااادي (زهرة البنفسج)