[علي حسن999]

أخي الكريم ، أختي الكريمة، من يمل التطويل فلا داعي لأن يقرأ !!!!

السلام عليكم ورحمة الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فهذه فكرة تجول في قلبي، وفوائد وجدتها... فمن وجد فيها خيرا، فليمسك بمعروف، ومن وجد غير ذلك، فليسرح بإحسان، وليعقب عليها بما ينفعنا به أو يرشدنا فيها، والدال على الخير كفاعله.
لقدا جاء القران ،وجاءت الرسل بالبشارة والنذارة قال تعالى : " رسلا مبشرين ومنذرين "وقال تعالى :" لتنذر قوما..." وكم كنت أتمنى أن أظفر بدراسة تتبع فيها أحد وُرُوودَ كلمتي "البشارة والنذارة " وما يدور في فلك كل واحدة منهما في القران الكريم، مثل : ( الجنة/النار ـ الصدق / الكذب ـ الخير/الشر ـ الحياة/الموت )حتى نتبين وجه تغليب البشارة على النذارة أوتغليب التعبير بالخير على الشر ،ولعله يأتي من هو أهل لهذه الدراسة ، ثم نسقط هذه الدراسة على هذا العلم ـ أي علم التعبير ـ فهو من مشكاة النبوة والرؤيا جزء من ست وأربعين جزاء من النبوة.
فإن القيام بدراسة مثل هذه على القرآن أولا ثم على السنة ثانيا وثالتاعلى تعابير السلف الصالح (خير القرون) كفيلة بأن نفهم بها حديث :" إذا عبرتم الرؤيا لمسلم فاعبروها على خير " ، بتطبيقات عملية له ، فلا بد إذا من معرفة المنهاج القرآني في تقديم البشارة أو النذارة حسب مواردها فيه ، وكذلك المنهاج القرآني في تأويلات الرؤى الواردة فيه و التي لها ارتباط بتعبيرات النبي صلى الله عليه وسلم( أو التي في سورة يوسف) ،ولا بد أيضا من فهم هذا الحديث من خلال تطبيقات عملية نبوية عبر فيها رسول الله رؤى قصت عليه صلى الله عليه وسلم ،ـ أنا لا أتكلم الآن على تعميم الرؤى التي عبرها رسول الله هل هي أصل يعتمد عليه في تعميم دلالاتها على جميع الرؤى واعتبارها أصلا يقاس عليه فهذا مبحث آخر....!!!! ـ بل أتكلم على حمل الرؤى على الخير والشر ، ثم تطبيقات الصحابة رضوان الله عليهم ـ وبخاصة ـ أبا بكر الصديق وذلك لاعتبارات :
- باعتباره رضي الله عنه معبرا لا يضاهى .
- باعتبارقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته :" عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي....الحديث"
فهل هذا الحديث يشمل الأمر بسلوك منهاج أبي بكر في التعبير أيضا ؟!!!سؤال يطرح نفسه على كل من تبنى منهاجا كيفما كان فما مدى قربه أو بعده من منهاج أبي بكر ؟.
ثم وجدت كنزا عظيما لابن قتيبة أنقله لإخواني وذلك لنفاسته فرحمة الله على أبن قتيبة قال فيه رحمه الله :
"…ولأن كل علم يطلب ،فأصوله لا تختلف ،ومقا ييسه لا تتغير والطريق إليه قاصد ، والسبب الدال عليه واحد، خلا التأويل ،فإن الرؤيا تتغير عن أصولها باختلاف أحوال الناس ، في هيآتهم وصناعاتهم و أقدارهم و أديانهم وهممهم و إراداتهم،وباختلاف الأوقات والازمان فلأنها مرة مثل مضروب يعتبر بالمثل والنظير ، ومرة مثل مضروب يعتبر بالضد و الخلاف ومرة تنصرف عن الرائي لها إلى الشقيق أو النظير أو الرئيس ومرة تكون أضغاثا. ولأن كل عالم بفن من العلوم يستغني بآلة ذلك العلم لعلمه ، خلا عابر الرؤيا ، فإنه يحتاج إلى أن يكون عالما بكتاب الله عز وجل ،وبحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ليتعبربها ، وبأمثال العرب ، والأبيات النادرة، واشتقاق اللغة والألفاظ المبتدلة عند العوام ،وأن يكون مع ذلك ،أديبا لطيفا ذكيا عارفا بهيآت الناس وشمائلهم وأقدارهم وأحوالهم ،عالما بالقياس ، حافظا للأصول ، ولن تغني عنه معرفة الاصول م إلا ان يمده الله بتوفيق يسدد حكمه للحق ،و لسانه للصواب ولن يَحضره الله تعالى تسديده ،حتى يكون طيب الطعمة ، نقيا من الفواحش، طاهرا من الذنوب فإذا كان كذلك أفرغ الله عليه ذنوبا وجعل له من مواريث الأنبياء نصيبا …. " . من كتاب تعبير الرؤيا لأبن قتيبة ص .74
لنخرج قليلاعن موضوع الرؤى إلى :
*حديث النخلة عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها ، وهي مثل المسلم حدثوني ما هي ؟ فوقع الناس في شجر البادية ، ووقع في نفسي أنها النخلة ، قال عبد الله فاستحييت ، فقالوا : يا رسول الله أخبرنا بها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي النخلة . قال عبد الله : فحدثت أبي بما وقع في نفسي ، فقال : لأن تكون قلتها أحب إلي من أن يكون لي كذا وكذا . حديث صحيح.
*حديث أبي بكر الصديق في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن عبدا خيره الله بين الدنيا و بين وما عند الله فاختار ما عند الله..". فبكى أبو بكر من دون سائر الصحابة في ذلك المجلس لعلمه رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقصد نفسه.
*حديث اين عباس في قوله تعالى : ( إذا جاء نصر الله والفتح ) [ سورة النصر ] فسرها ابن عباس بأنه نعي إلى رسول صلى الله عليه وسلم أجله فيها ، وفسره بعض الصحابة بكثرة الذكر.
فإذا كان هذا كلاما واضحا، سواء قرآنا يتلى أو قولا لرسول لله صلى الله عليه وسلم ، كما في الأمثلة السابقة،ولم يفهم منه كل الصحابة ما فهمه صحابي واحد(تنبيه مهم :تـَفـَرُّدُ صحابي واحد بفهم دليل على عصمة الأمة من الضلال فلا بد من قائم لله بحجة!)،فمن باب أولى رموز ودلالات التعبير التي تتقلب تقلب القلوب لا ثتبت على معنى واحد، فكل بما فتح الله عليه ، قال صلى الله عليه وسلم :" نظر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع ".فإذا كانت النصوص الشرعية تحمل معاني قد تخفى على حاملها (ومن يقرأ الكتب الشرعية المتخصصة يرى كيف ينزع أئمتنا رحمهم الله الإستدلال من النصوص على المساءل الفقهية والعقدية و...و... ) وينقلها لمن هو أفقه منه بحسب ما فتح الله عليه فكذلك رموز الرؤى ينقلها الرائي ولا يعي معانيها إلا المعبرون ، والمعبرون ليسوا سواء في فقه رموزالرؤى ومدلولاتها ، وفضل الله واسع ، وقدا قدمت مثالين في مشاركة سابقة لي لا بأس أن أعيدهما:
حديث عائشة ...." كانت إمرأة من أهل المدينة لها زوج يختلف ، فكانت ترى رؤيا كلما غاب عنها زوجها ، وقلما يغيب عنها زوجها إلا تركها حاملا ، فتأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقول :إن زوجي خرج تاجرا، فتركني حاملا، فرأيت فيما يرى النائم أن سارية بيتي انكسرت وأني ولدت غلاما أعور، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم " خيرا يرجع زوجك عليك إن شاء الله صالحا وتلدين غلاما بارا "فكانت تراها مرتين أو ثلاثا .كل ذالك تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم في فيقول لها ذالك. فيرجع زوجها وتلد غلاما. فجاءت كما كانت تأتيه ورسول الله غائب . وقد رأت تلك الرؤيا، فقلت لها :عم تسألين رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أمة الله؟ فقالت : رؤيا كنت أراها فآتي رسول الله فأسأله عنها فيقول :" خيرا " فيكون كما قال .فقلت : فأخبريني ما هي ، قالت حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعرضها عليه كما كنت أعرض، فوالله ما تركتها حتى أخبرتني، فقلت والله لئن صدقت رؤياك ليموتن زوجك وتلدين غلاما فاجرا، فقعدت تبكي ، فقال لها ـ يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مه يا عائشة إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فاعبروها على خير ، فإن الرؤيا على ما يعبرها صاحبها " ، فمات والله زوجها ،ولا اراها إلا ولدت غلاما فاجرا".رواه الدرامي بسند حسن ،وأورده ابن حجر في الفتح وحسن إسناده ،
روي أن امرأة معها طفل رضيع جاءت إلى حلقة ابن سيرين في المسجد فسألت عنه؟ فقال أحد تلاميذه ، وقد عُرف بالحمق ما وراءك يا امرأة؟ قالت رؤيا رأيتها في ابني هذا فقال وما رأيت؟ قالت رأيت ابني وقد شرب البحر !!! فبادرها معبرا فقال: تنشق مرارته فيموت !!! فصرخ الطفل في حينه ثم مات فصارت أمه تبكي عليه وقد دخل إبن سيرين قائلا: لولا تركتموه لأصبح عالما من علماء البلد ..
ففي حديث عائشة ، المرأة هي هي والرؤيا هي هي ولكن ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وتلم عائشة رضي الله عنها ،فلربما انغلق التعبير على نعبر فتعرض له الرؤيا فلا يجد لها إلا محملا واحدا.! ولربما عرضت نفس الرؤياولنفس الشخص على معبر آخرفيجد لها محملا غير محمل المعبر الأول كما في في هذا المثال فسبحان من سخر هذا لهذا !ولله في خلقه شئون ،وكل ميسر لما خلق له، ولا يغني حذر من قدر، فإذا جاء القدر عمي السمع والبصر، .وتعبير عائشة رضي الله عنها فيه فوائد منها:
- توجيه لكل معبر على حمل الرؤى على الخير ما أمكن .
- تحري المسلم من يتوسم فيه الخيرمن المعبرين ليقص عليه رؤاه .
- تصديق لقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الرؤى على رجل طائر فإذا عبرت وقعت.
عموما علم التعبير مبثوت في الأمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو يقوى في فترة ،ويخفت بالمرة في فترة كسائر العلوم وذلك بحسب ما هيئ الله له من علماء وأن الله يجدد لهذه الأمة أمر دينها كل مئة عام. إلا أنه لم يُخدم بما يجب لاعتبارات عدة ....،وغالب الطلاب ينفرون منه وستعرف لماذا أخي القارئ ، أختي القارئة.
ولكن الا ترون إخواني أن الشيخ الدكتور فهد ـ نسأل الله لك يا شيخ التوفيق والسداد وأن يبارك فيك وفي ذريتك .آمين وأن يزيدك من فضله الواسع ـ من هؤلاء القلة عبر العصور الذين جدد الله بهم هذا العلم ؟ في حين أعرض جماهير المسلمين عن هذا العلم "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم " فأخذ الشيخ هذا العلم بقوة أخذ يحيى للكتاب " يا يحيى خذ الكتاب بقوة" ، إن هذا العلم مثل الضبع، ذاك الضبع الذي رَوّدَه شيخنا في قصة له ، أخي القارئ لا تستعجل فقد عودنا الشيخ التشويق .!!فهي قصة مثيرة ممتعة ومفيدة ولكن لطلا ب هذا العلم ،ـ وفقط ـ
لَـعَـلّي شيخي الكريم أكون وفقت في أن أكون تعلمت منك شيئا من التشويق ـ على الاقل ـ أما التعبيرف ............ عذرا شيخي، أنا أريد أيضا أن أشوقك.!!

محبكم علي حسن999

وإليكم إخواني رابط قصة الشيخ مع ضبع بري، وستعلمون أن خواطري وما كتبته كان حقا في صميم الموضوع .

http://www.22522.com/vb/showthread.php?t=162759