[aiii i3asel]

هذه الموضوع منقول من أحد الأخوان الصالحين نحسبه والله حسيبه
أقرأ بتمعن ولا تنسوا أخيكم في الله الدعاء الصادق ,,,,


الحمد لله وحده وبعد فهذه كلمات مختصره كتبتها على عجل إجابة لسؤال من إحدى الأخوات الفاضلات عن حلاوة الإيمان ماهي وكيف نحصل عليها ونعيش لذة الإيمان ؟ فأقول الإيمان عند أهل السنة والجماعه إعتقاد بالقلب وقول وعمل يزيد وينقص، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي والناس يختلفون فيه اختلاف الليل والنهار وهوأغلى من المال والولد وكنوز الأرض جميعا وهوسر سعادة الناس بل هو أساسها ورأسها وهو سبب قوة القلب وصلاحه ونوره واستقامته ، وعندما يخالط القلب تكون له حلاوة ولذه لاتوصف أبدا بل لا تقاربها لذة من حصول مال أو أكل أوشرب أوجماع أهل الحسن والجمال! بل هو لذة وانشراح يطير القلب به فرحا والوجه يزداد به حسنا وجمالا فينعم به صاحبه ويتنعم به من يجالسه ويقاربه وإذا صح الإيمان فهوسبب لكل خير ودافع لكل شر ولايزال صاحبه في رفعة ولورأه الناس وضيعا ولايزال صحيحا معافى ولورأه الناس مريضا مقطعا ولايزال غنيا ولورأه الناس ففيرا ولايزال سعيدا ولورأه الناس باكيا ! فيالله العجب كم من دموع سالت يظنها الناس دموع حزن وجزع وهي والله دموع فرح ، وحلاوة الإيمان نعمة من الله عزوجل بل هي أعظم نعمة ينعم الله بها على أحد من عباده قال سبحانه(يمنون عليك أن أسلموا قل لاتمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين)وقال عزمن قائل عظيما(ياأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لمافي الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هوخير ممايجمعون)ففضل الله القرآن ورحمته الإيمان أمر الله بالفرح بنعمة الإيمان والقرآن دون الفرح بغيرهما ممايفرح به فهودون ذلك ، فأعظم ثمرات حلاوة الإيمان في الدنيا سعادة القلب وانشراحه وقوته حتى يصير أرق من الماء العذب الزلال وأرسى من الجبال بل أقوى منها فبالإيمان تحرك الجبل في قصة الغلام وأصحاب الأخدود وتحركت الصخره في قصة الثلاثه وانفلق البحر في قصة موسى عليه السلام ، ومن أعظم ثمراته أنه لايزال في ازدياد وقوة ونماء وصفاء وجمال وبهاء حتى يكمل رونقه برؤية الرب العظيم في جنات النعيم في يوم المزيد كل جمعه أوبكرة وعشيه للمقربين أهل الدرجات العلى جعلني الله وإياك منهم ، آمين آمين آمين
وجماع أمر حلاوة الإيمان في ثلاث وردت في حديث أنس في الصحيحين(أن يكون الله ورسوله أحب إليه مماسواهما_والمحبة هي أصل الإيمان وروح العباده وهي الحادي والمشوق لمواصلة الطريق فالإنسان كالطائر إلى ربه لايحلق ويسير إلا بجناحين هما الخوف والرجاء وبينهما المحبه هي مثل القلب لبقية الجسد والكلام عنهايطول ولكن يرجع إلى كلام ابن القيم في تهذيب مدارج السالكين في منزلة المحبه فقد أفاد فيها وأجاد ، وقوله أحب إليه مماسواهما يعني أن أصل المحبة لايكفي ومن الذي لايحب الله؟وهوالمنعم المتفضل بجميع النعم وهوقاضي الحاجات سبحانه وبحمده وهوالموصوف بصفات الكمال والجمال كلها ولكن لايحب مع الله مثله ولا أكثر منه فمحبة غيره مثله أوأكثر منه هو من أقسام الشرك الأربعه التي ذكرها شيخ الإسلام محمدبن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في الواجبات المتحتمات وهو شرك المحبه قال سبحانه(ومن الناس من يتخد من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ) فكيف بمن أحب الأنداد أكثرمن محبة الله ! وإذا نظرت إلى أكثرالخلق إلامن رحم ربك وجدت فيهم من شرك المحبة ما الله به عليم فمنهم من يكفر بسبب العشق ومنهم من يكفر بسبب المال والسلطان والشهره أويحب ذاته فيتكبر على الشرع وغير ذلك وانظر إلى كلمات المغنين والعشاق وتأملها تجد فيها من الشرك مايندى له الجبين ويضيق به الصدر، فمن أراد حلاوة الإيمان فليعاتب نفسه الشحيحه على المحبة وكمالها فإن أحب الله فوق كل محبوب يجره لمعصيه أويمنعه من طاعه فسيجد حلاوة الإيمان ولوبعد حين ومن أحب غيره مثله أو أكثر منه فهيهات وهيهات وهيهات أن يجد حلاوة الإيمان ولوذاق شيئا منها ،، ويتبع ذلك الخلاص من عشق الصور الجميله المحرمه كمحبة المردان والنسوان والخلان والأقران كمن تعشق صديقتها ليس لدينها ولكن لجمالها ، وكذا التخلص من صور الزناة والعراة وكم سبب عشق الصور المحرمة من وحشة بين العبد وربه وضيقة صدر لاتوصف وحرمان ملحوظ من لذة الإيمان مايشهد به كل من وقع فيه من الرجال والنساء، فيالتعاسة من آثر الفاني على الباقي ورضي بالصور التي تحتها الداء الدوي بقرب الله ولذة مناجاته فيالله كم سلبت تلك الصور من نعمه وكم جلبت من نقمه والله المستعان ومن أسباب حلاوة الإيمان أن يستشعر عظيم منة الله عليه بالهداية والإسلام والإيمان وأن الله أفلت ملايين البشر من جنة الإيمان فهم في ظلمات الكفر يتقلبون وفي غياهبه يترددون الظلمة تحيط بهم والحيرة القاتله تفتك بعقولهم وكيف يهنئ بالحياة من غفل عن خالق الأرض والسماء ودلائله الباهرات وآياته البينات في كل شئ فقلوبهم من تصادم العقل والفطرة في عقائدهم الباطله تتقطع ونسب الإنتحار عندهم متزايده فلاإله إلا الله ما أعظم منته علينا بالإسلام وان عرفناه وآمنابه فإذا نجا الإنسان من الشرك بالله وخرج من الضيق إلى السعه فإنه يكره العودة للكفر ولوقتل وفي قصة أصحاب الأخدود وماشطة فرعون وخبيب بن عدي حين صلبه المشركون مثال لمن وجد حلاوة الإيمان فكيف نعصي الله ونتنكب صراطه بعد أن هدانا واصطفانا ؟!! اللهم اغفرلنا وثبتنا ووالله من عصوه بالصغائر والكبائر دون الشرك وجدوا من الضيق ماتشيب منه الرؤوس ولوتبسم أحدهم فهو يخفي الحسرة والألم ومن كان له أدنى فراسة وجد الكآبة بادية في وجوههم والضيقة تحيط بهم فكيف بظلمات الكفر والشرك ، فمن كره الكفار وبلادهم والتشبه بهم واستحب الموت على ملتهم فذلك يذوق حلاوة الإيمان ، كل هذا دل عليه حديث أنس السابق من كلام سيد المرسلين الصادق المصدوق بأبي هو وأمي ، فلنحاسب أنفسنابها كل ساعه ، والمؤمن يجد حلاوة الإيمان في كل وقت إن نظر إلى السماء أوالليل والنهار أوالشمس والقمر أوتفكرفي نفسه أوصلى أوصام أوقرأ القرآن أوترك معصيه أوتصدق أوبر والديه أووصل رحمه (إنماالمؤمنون الذين إذا ذكرالله وجلت قلوبهم وإذاتليت عليهم آياته زادتهم إيمانا،،) فإذا وعظوا بكوا من خشية الله وإن ذكروا الله اطمأنت قلوبهم من ذكرالله لايظلمون الخلق ولايكتمون الحق إن أمرتهم نفسهم بالزلات تابوا إلى رب الأرض والسماوات فهم نادمون على التقصير أبدا ومنكبون على التضرع أبدا ومسارعون في الخيرات أبدا أعدوا للبلاء حمدا وصبرا وللنعماء ثناءا وشكرا وللذنوب انكسارا واستغفارا ، فيالله ماأجمل عيشهم وأسعد قلوبهم وأطيب حالهم قالوا بلسان واحد ( لوعلم الملوك وأبناء الملوك مانحن فيه من النعيم لجالدوناعليه بالسيوف) فنضرة النعيم ظاهرة في وجوههم تلك هي حلاوة الإيمان ولذته وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذوالفضل العظيم،، واللسان يعجز عن التعبير عن أعمال القلوب وماسألت عنه من ذلك ولكني ذكرت القرائن والدلائل وبعض الإشارات واللبيب بالإشارة يفهم ، والتوفيق من رب العالمين وقدكتبتها إعانة لك لعل الله أن يعينني وأجد حلاوة الإيمان الغالي الذي فقدناه والحبيب الذي جافيناه وقد كتبتها والقلب قد تفرق في شعاب الهوى شزر مزر ولكن رب حامل فقه إلى من هوأفقه منه فيامن قرأت كلماتي إن وجدت بها خيرا فهوخير ساقه الله إليك فاغتنم الفرصة وجد فيه فإن الفرص لاتعود ولاتنسى من كتب هذه الكلمات بدعوة صادقه بظهر الغيب فهو بأشد الحاجة لدعوة صالحه لعل بها صلاحي وصلاحك والله الموفق لكل خير لا إله إلا هو وصلى الله وسلم على نبينا محمد وتم الفراغ منها يوم السبت العاشر من جمادى الأولى لعام إحدى وثلاثين وأربعمائة وألف للهجره والله الموفق..