[هوازن]

اعتـادت الحمامـة أن تُطـل على بيـت أبو دحيمـان كل نهـار
من شرفـة بيتهـم التي تسكنهـا

فحفظـت عاداتهـم و أنِسـت طباعهـم بمـا فيهـا ..
واستأنسـت بحركتهـم وأصواتهـم

لكنهـا افتقـدت الأصـوات والحركـات المعتـادة منـذ ثلاثـة أيـام ..

غريـب أمرهـم !! مع أننـا في شهـر رمضـان !! (قالت في نفسها )

انتابهـا القلـق فاقتربـت من بـاب شرفتهـا لتدخـل قليـلا إلى الصالـة..



كان أبو دحيمـان متمـددا على الأريكـة يُقلّـب في قنـوات التلفـاز ..

وبعـد برهـة يقـول بتأفّـف:
ماهـذه القنـوات التي تًفسـد الصوم سألغيهـا وأعيـد تركيبهـا بعـد الإفطـار ..


قالـت متفاجئـة في نفسهـا:
مـا الفـرق بيـن الوقتيـن ؟! ماهـذا التناقـض ؟!
صيـام في النهـار و ذنـوب في الليـل ؟!


بعـد قليـل دخلـت حصيص على والدهـا في الصالـة عائـدة من المدرسـة..
فصـرخ أبو دحيمان في وجـه ابنتـه موبّخـا ومؤنبـا:
ماهـذا الحجـاب ؟! عبـاءة ضيقـة ومفتوحـة ؟! في وضـح نهـار رمضـان؟!
البسيهـا بعـد الإفطـار إذا أردتِ الخـروج ..
أمـا في نهـار رمضـان .. فلااااا.

قالـت اليمامـة:
ومـا الفـرق بيـن الوقتيـن ؟!!!

ثم غيّـرت مكانهـا..
لتقـف على نافـذة دحيمان لعلّهـا تجـد أمـرا مستحسنـا ..

فـإذا به يكلّـم صديقـه عبر الهاتـف: الآن يا عليّـان ؟!
حالا؟! لا لا .. مستحيــل !!!
ليـس الآن ، بعـد الإفطـار أرسـل لك بلوتـوث الــ .....

عـادت اليمامـة متثاقلـة إلى شرفتهـا .. تريـد تبريـرا لما رأتـه ..

إذا كانـت الأعمـال تختلـف بيـن نهـار رمضـان وليلـه ..
فكيـف بالنـاس بقيـة شهـور السنـة؟؟!!


دمتـم في رعايـة الله و حفظـه.