[harun]

’’ التَّمثِيل عِبَادَةٌ وَثَنِيَّة يُونَانَيَّة ‘‘

أورد الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله في رسالته القيمة ’’ إيقاف النبيل على حكم التمثيل ‘‘ التي قدم لها : الشيخ الفوزان و الشيخ ربيع حفظهما الله، في الصفحة 26 منها نصًا لصاحب ’’ تاريخ اليونان ‘‘ ، و من خلاله عرَّفَنَا على الأصول الحقيقية للتمثيل؛ الذي تعتبره بعض الفرق الإسلامية المعاصرة من أهم وسائل الدعوة في منهجها ، بعد أن جعلت الوصول إلى سدَّة الحكم ذروة أهدافها ؛ مخالفةً ـ بذلك ـ منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله !
و هذا مضمون النص أعيد نشره ليستفيد منه كل راغب في الحق :

قال صاحب تاريخ اليونان : ’’ تكمن الأصول الأولى للمسرح اليوناني في الاحتفالات الدينية التي كانت تقام في المناطق المختلفة في بلاد اليونان، و التي كانت تدور حول عقيدة الإله ديونيسوس Dionysos (وهو اسم آخر لإله باخوس Bakkhos ) الذي كان إلها للحصاد و الثمار و الكروم، و إن كان قد اشتهر بصفته إلها للخمر.
و اليونان كانوا يقومون بهذا النوع من الاحتفالات كمظهر من مظاهر الابتهاج و الشكر للقوى الإلهية التي تتحكم في الطبيعة، إذا كان المحصول وافراً، أو كمظهر للابتهال أو التضرع لهذه القوى الإلهية إذا قصر المحصول عن الوفاء المنتظر.
و لم تكن هذه الاحتفالات في الحقيقة بدعة اقتصرت على بلاد اليونان، و إنما عرفتها مجتمعات أخرى من بينها مصر و سورية على سبيل المثال لا الحصر.
ففي مصر كانت تقام في بداية الربيع احتفالات تمثل تناوب الفصول، تدور حول الإله أوزيريس (الذي ارتبط اسمه بالحبوب و الحصاد ) تمجدعودته للحياة بعد أن قتله أخوه الإله الشرير ’’ ست ‘‘. و في هذه الاحتفالات كانت القصة الكاملة تمثل في شكل ديني شعبي تبيِّن كَيف قتل ’’ ست ‘‘ أخاه ’’ أوزيريس‘‘، ثم كيف سعت الإلهة إيزيس (زوجة أوزيريس) بكافة الطرق حتى استعادت جثة زوجها و أعادت إليه الحياة، و كيف تم الانتقام من ‘‘ ست’’ .
و في سورية كانت تقام احتفالات مماثلة تدور حول أسطورة مماثلة كذلك، مؤداها أن الإله بعل ( أو آذون أدونيس) قد قتله خنزير بري، ثم حاولت زوجته الإلهة عشتار ( أو عشتروت ) إعادته للحياة حتى تعود الحياة إلى الطبيعة التي ماتت في الشتاء ‘‘ اهـ.