[حسناء بنت حسن]

هيأت ُ وسادتي ووضعت رأسي عليها .. انتظر ريثما يؤذن المؤذن .. فلقد مللت من الجلوس ..

والكل من حولي إما قد سبقني إلى وسادته ..أو هو ملتحق بركبنا..فرارا ً من يومنا الذي يعيد نفسه طيلة الحياة .

فجأة وأنا أغوص بأفكاري ..علا صوت الأمان ..لطالما أحببته وسرعان ما أشتاق إليه .. بل لا أحس بحياتي إلا عندما يرتفع

من هنا وهناك ..الله أكبر .. الله أكبر.. الله أكبر ..الله أكبر ..أشهد أن لا إله إلا الله ..

فحلقت بي أفكاري وأنا أردد وراءه ..

فالله أكبر على كل حزنٍ وهم ..

الله أكبر مابـُـسـِط َ رزق ٌ وانفرج كرب..

الله أكبر على كل بهتان ٍ وظلم ..

الله أكبر ما هل َّ فرح ٌ وانطوى الغم ..

أشهد أن لا إله إلا الله ..أشهد أن لا إله إلا الله ..فرفعت بصري إلى الأعلى أتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم :

(فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) ..

فرفرف القلب وابتهجت الروح فخرجت من شرايين القلب

"أشهد أن لا إله إلا الله ..أشهد أن لا إله إلا الله "..

أشهد أن محمداً رسول الله ..تخيلت الرجل العظيم ..والنبي الكريم يمشي في إحدى طرقات المدينة ..

ثم أغمضت عيناني وتنهدت قائلة : ولكنك أين صرت الآن يا حبيب الله ؟

أشهد أن محمداً رسول الله ..بلال بن رباح يعليها فيبكي ويبكي وراءه رجال ٌ اسقطوا ملك قيصر وفتحوا بلاد المقدس ..

متذكرين في هذا اليوم العظيم حبيبهم وصاحبهم وسيدهم .. فأغرورقت العينان دمعا ً ..

حي على الصلاة .. آخر ما كان يوصي به النبي صلى الله عليه وسلم قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى ..

حي على الصلاة .. أقسمت عليك يانفس لتقومـِّن إلى الصلاة ِ فور انتهاء النداء ..

حي على الفلاح .. آه ٍ يا لفلاح .. آه ٍ يا لجنان .. ويا لشوقي لرؤية الرحمن ..

حي على الفلاح ..ما أعظمك إسلامنا ..ما أعظم دعوتك إلى الفلاح ..خمسة عشر مرة نداءاً للفلاح والعمل الصالح في اليوم والليلة ..

الله أكبر ..ما اهتدى عبد ٌ إلى الإسلام ومن الشقاء نجا ..

الله أكبر ..ما دُعي للصلاة عبد ٌ وبإمامه اقتدى ..

لا إله إلا الله .. آخر كلمات النداء .. وإني لأسال رب السماء .. مرسل الأنبياء .. أن يختم صحائفنا بتوحيد ذي الكبرياء ..