[سعود ابو فيصل]

* تعريفه :
الصبر لغة : الحبس والكف ، قال الله تعالى{ وَاصبِر نَفَسَكَ مَعَ اَلَذِينَ يَدَْعُونَ رَبَّهُم بِالغَداوةِ واَلعشِىِّ }
أي : احبس نفسك معهم .
اصطلاحاً :حبس النفس على فعل شئ أو تركه ابتغاء وجه الله ، قال الله تعالى { وَالَّذِينَ صَبرُواْ ابتِغَآءَ وَجهِ رَبّهِمِ }.
·أنواع الصبر :
-صبر على طاعة الله .
صبر عن معصية الله .
- صبرعلى أقدار الله .
ففي قولنا : { على فعل شئ } دخل فيه الأول .وفي قولنا : { أو تركه } دخل فيه النوعان الثاني و الثالث , أم دخول الثاني فظاهر لأنه حبس للنفس على معصية الله ، أما دخول الثالث فلأنه حبس للنفس عن الجزع والتسخط عند ورود الأقدار المؤلمة .
·الباعث عليه :
فهو قولنا { ابتغاء وجه الله } قال الله تعالى { وَلرِبّكَ فَاصبِر } فالصبر الذي لا يكون باعثهُ وجه الله لا أجر فيه ، وليس بمحمود , وقد أثنى الله في كتابه على أولي الألباب الذين من أوصافهم ما ذكره بقوله { وَالَّذِينَ صََبرُوا ابِتغَآءَ وَجهِ رَبّهِم } .
·وهذا النص يشير إلى حقيقة هامة جداً وهي أن صبغة الأخلاق ربَّانية فهي ليس أخلاقاً وضعيه أو مادية ، وإنما ربانية سواء من جهة مصدر الإلزام بها ، أو من جهة الباعث على فعلها ، فالعبد لا يفعلها تحت رقابه بشريه حين تغيب ينفلت منها ، بل يفعلها كل حين ، وعلى كل حال ، لأن الرقابة ربانية ، والباعث إرادة وجه الله تعالى .
·أهميته : الصبر أبرز الأخلاق الوارد ذكرها في القرآن حتى لقد زادت مواضع ذكره عن مائه موضع ، وما ذلك إلا لدوران كل الأخلاق عليه ، وصدورها منه ، فكلما قلبت خلقاً أو فضيلة وجدت أساسها وركيزتها الصبر ؛
-العفة : صبر عن شهوة الفرج والعين المحرمة .
- شرف النفس : صبر عن شهوة البطن .
- كتمان السر : صبر عن إظهار ما لا يحسن إظهاره من الكلام .
- الزهد : صبر عن فضول العيش .
- القناعة : صبر على القدر الكافي من الدنيا .
- الحلم : صبر على إجابة داعي الغضب .
- الوقار : صبر على إجابة داعي العجلة والطيش .
- الشجاعة : صبر على داعي الفرار والهرب .
- العفو : صبر على إجابة داعي الانتقام .
- الجود : صبر على إجابة داعي البخل .
- الكيس : صبر على إجابة داعي والكسل .

وهذا يدلك على ارتباط مقامات الدين كلها بالصبر، ومن طلب الأصول من التوابع زلَّ .
من هنا ندرك كيف علق القرآن الفلاح على الصبر وحده { وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا }. ، لكن اختلفت الأسماء واتحد المعنى ، والذكي من ينظر إلى المعاني والحقائق أولاً ثم يجيل بصره إلى الأسماء فإن المعاني هي الأصول ، والألفاظُ توابع .
يتبع

منقول