[يمامة الوادي]

* ماذا دهاكم ؟؟؟!! *

* عن ألمنا *

في عهد قريب شاهدت عرضاً عن جراحنا " جراح المسلمين " في كل مكان وعن المآسي التي تحدث في أراضينا.. فبعد أن تسلط الأعداء عليهم لم يجدوا بداً من طلب المساعدة من إخوانهم وكلهم أمل أن أمتهم كالجسد الواحد .. ولكن الفاجعة كانت اكبر من أن توصف فقد صُدموا بواقع اشد مرارة مما هم فيه .. فقد وجدوا إخوانهم في بقية الأقطار غير مبالين .. منغمسين في اللذات .. غارقين في بحور ذواتهم .. إلا من رحم ربي .. وكأن المصائب التي تحل بإخوانهم لا تمت لهم بصله .. عندها دمعت عيني وأبى القلم إلا أن يكتب .. فيا من يتحدثون عن أمجاد المسلمين وعزهم وهمهم وعلومهم وآخر فتوحاتهم أقول لكم : (( لم يبقى منها سوى صفحات التاريخ ))

فبعد أن سدنا العالم بأكمله وسيطرنا عليه بالفتوحات وأنرنا الطريق بالعلوم والمعارف .. دب الضعف في جسد الأمة .. فأين عمر وخالد ..أين المعتصم الذي انتخى بإثر صرخة !!

أيامهم .. كسحابة ملئ بحبات المطر..

أيامهم .. ريحانة ..

فاحت شذى ..

فاحت عطرا..

أيامهم كالنور يسكبه البدر..

أيامهم لوحة ..

ألوان عز وفخر ..

همم تسامت ..

وارتقت فوق أعناق الجبال ..

عزم أشم ..

لا يرتضي ذلا.. هواناً أو سفال ..

آثارهم نُقشت على جبين الصخر .. وعلى الرمال ..

وعقيدة حفظت كما الماء الزلال .. ..

أما حالنا اليوم فقد أصبحت " كـــان " مصدر عز وفخر لنا .. أما " الآن " فما إن يسمعها المسلم حتى يطأطئ برأسه إلى الثرى ..

فقد أصبح هم الكثير من أبناء المسلمين اليوم والشغل الشاغل لهم هو تقليد الغرب في كل شيء .. (( حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه )) .. وربما لا ننتظرهم حتى يدخلوه بل نسبقهم إليه .. فلم يجد الإسلام من يحطم شموخ الحقد ويرفع راية الحق ..

أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد..

تجده كالطير مقصوصاً جناحاه..

ونظل في انتظار الغد المشرق على أمل ميلاد عُمَرٍ جديد يبدد الظلام ..

لكن قومي ما بالهم ..

لهثوا وراء وهم السراب ..

وتخبطوا في داجي الليل ..

وقد هجروا الكتاب ..

لا يزال للجراح بقيه قد طال نزفها ولكن صوت المنادي قد بُح بمقولته " أفيقي أمتي " التي لطالما سمعناها وتجاهلناها..

لكنه أملي يأبى المهانة والغياب ..

أملي بنور منبثق ..

حجبته أجزاء السحاب ...

عذراً إخوتي أنا قلب مكلوم وعين فياضة بدمع شق أخاديداً على وجنتي ..

عذراً لا أملك إلا القلم ولسان يلهج بالدعــاء..

(( يا ربــي انصــر أمــتي ))...

منقول